معنى الاحتفال بعيد الحب
معنى الاحتفال بعيد الحب
ياسين سليماني
[email protected]
بعث لي أحد الأصدقاء
المُقرّبين برسالة إلكترونية عنوانها" لا تكن فالنتانيّاً"، والحقيقة أنّه كان لديّ
حينها من الانشغال ما منعني عن قراءة ما جاء في رسالته"الوعظية" ، إلاّ أنّه أرفق
الرسالة بمجموعة صور لا أدري كيف استطاع تجميعها كلّها معا تمثّل القدّيس سان
فالنتين.
ولن أدخل في موضوع الحلال
والحرام في هذا الصدد ، لأنّه ليس مجالي بل مجال رجال الدين سواء المسلمين أو
المسيحيين ، لأنّه يفترض أنّ هذا الموضوع مطروح عند الجانبين على السواء.
إنّ ما يهمّني أنا في هذه
العجالة ، هو طرح سؤال واحد لا غير: ما سبب الاهتمام بهذا العيد والاحتفال به؟
مادام لدى المسلمين كما لدى المسيحيين أعيادهم التي اعتادوا الاحتفال بها كالفطر
والأضحى وكميلاد المسيح .
ويبدو لي أنّ الجواب
الأقرب إلى الصحّة هو أنّنا وفي عزّ ما يحدث لوطننا العربيّ من دمار وقهر وتخلّف
وما يعانيه شبابنا من واقع مُر ومن مستقبل ضبابيّ مجهول . أقول: ونحن في عزّ كلِّ
هذا يحتاج شبابنا إلى موسم للفرح والابتهاج والخروج عن الروتين القاتل ، وحين يجدون
14 فبراير يهرعون للاحتفال به لا على أنّه مُنتج مُستورد وغير أصيل بل لأنّه فترة
خاصّة تُنسيهم عُهر الأيّام والليالي التي نكبتهم بما قلنا من ظروف.
لذلك فالعلاج-إن كان
الاحتفال بهذا اليوم خطيئة- هو التغيير من الواقع المأساوي للشباب، وفتح الأبواب
الموصدة أمامهم ، وبدل أن نُعذِبهم بـكرابيج الحلال والحرام
نعطيهم فُرصاً لتحقيق ذاتيتهم المُنتهكة.
وفي حالتي أنا ككاتبٍ،
ولمن يسألني إن كنت أحتفل بهذا اليوم أم لا، فأقول أنيّ منذ سنوات وأنا أعيش قصّة
حبٍّ من جانبٍ واحدٍ لحسناء من بلدتي، ولم ألتقها منذ شهور ، ولو كانت حاضرةً معي
لكنت اخترعت لها 365 عيداً في السنة ولما انتظرت سان فالنتين ليُسجن ويموت
وليُحْتفَل بذكراه حتّى أحتفل أنا.
هذه هي رؤيتي لعيد الحب
كما يُسمّيه الناس.
ثمّ تعالوا بنا لننظر إلى
سلبيات الاحتفال بمثل هذا اليوم.
هل الاحتفال به يجلب لنا غزوا مثل غزو
العراق؟ أم يزيد من حدّة البطالة؟ أم يرفع أسعار المواد الأوليّة؟
أعتقد أنّ مثل هذه الأمور
هي التي تعنينا ، وتوجب علينا اتخاذ موقف جاد أمامها لا أمور مثل مشروعية الاحتفال
بيوم كذا ويوم كذا.
وحين نفتح فضائيات ما
يُسمّى بالفضائيات الدينيّة أو الإسلامية ونجد ثلاثة أرباع برامجها في الفتوى حول
هذا الموضوع فإنّنا لا يُمكن إلاّ أن نُكبِّر أربعاً على هذا العلم والفقه الذي
اختزل الدنيا في موضوع مثل هذا.
أخيراً، إذا كان الاحتفال
بـ14 فبراير خطيئة، فليقُل لنا علماؤنا الأفاضل!!! ما وجه الخطأ فيه،
وأرجو ألاّ يُحدّثونا عن فكرة التقليد كسبب، أو جلب آراء قديمة واهية من بطون الكتب
المُصفرّة المُغبرّة.
وكل عام وأنتم بخير.