المبشرون يهددون حصوننا
محمد هيثم عياش
ربما تعلمون ، اذا ما كنتم قد تابعتم الاحداث الجليلة التي وقعت في العالم الاسلامي ولا سيما الاحداث التي سبقت حوادث 11 ايلول/سبتمبر من عام 2001 وخاصة في أفغانستان قبيل الغزو الدولي لهذه الدولة بحجة القضاء على منظمات الارهاب الدولية وتعمير أفغانستان وإعادتها الى المجتمع الدولي من جديد وإرساء الديموقراطية فيها . فربما تعلمون أنه قبيل تفجيرات مركز التجارة الدولي في نيويورك ، قامت الطالبان التي كانت تحكم أفغانستان باعتقال ممرضات وزملاء لهم من الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاوربية كانوا متواجدين في تلك الدولة بحجة التمريض ومساعدة الفقراء الا انهم كانوا يوزعون كتبا عن المسيحية مع الانجيل ، وضج العالم المسيحي أكثر من ضجته حول اقدام الطالبان نسف تمثال / بوذا / ، فنسف ذلك التمثال لقي معارضة ايضا من علماء في العالم الاسلامي منهم شيخنا الجليل يوسف القرضاوي ، ونحن لا نريد أن نتطرق حول فتوى القرضاوي لذلك التمثال ، انما نتطرق حول ضجة العالم المسيحي لعملية اعتقال تلك الفرقة التششيرية التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وأنهت علاقات بعض الدول الاسلامية الدبلوماسية مع حكومة الطالبان وازدادت الضغوط من كل مكان على زعماء تلك الحركة من أجل الافراج عن تلك الفرقة ولما وصلت تلك الجهود الى طريق مسدود جاءت حوادث 11 ايلول/ سبتمبر 2001 لتضع حدا لانفراد طالبان بحكم افغانستان والتدخل العسكري ضد الارهاب وما أن وصلت اولى طلائع القوات الدولية عاصمة تلك الدولة كابول أفرجت الطالبان عن تلك الفرقة ولم يصيبوا أحدا من أفرادها بأذى ، مع العلم بأن دراسة ووثائق علمية أثبتت بأن مركز التجارة الدولي بني على ىأىىسس تحميه من أي زلزال قوي يقع في نيويورك كما أثبتت التحقيقات بأنه عندما صدمت الطائرتان المركز المذكور صصبه انفجار منداخل المركز .
وتسعى حركات التبشير ومنذ حرب تحرير الكويت ايجاد أقدام راسخة لها في العالم الاسلامي ، ربما نسيتم ارتداد احد الكويتيين عن الاسلام واعتناقه النصرانية ، ذلك الكويتي الذي ضج الغرب من أجله ثم ما لبث أن أصبح أسقفا للكويت تلك الدولة التي يئست بريطانيا عندما كانت تشرف عليها تنصير أهلها لتنتشر بعد ذلك كنائس في الامارات وقطر مؤخرا بحجة الانفتاحية والتسامح . ومنذ قبل الحرب ضد الارهاب في افغانستان كان للحركات التشيرية نشاط كبير في تلك الدولة لتصبح أقوى وأكثر نشاطا في ظل قوات حلف شمال الاطلسي / الناتو / بحجة تعمير افغانستان وارساء الديموقراطية فيها ، ربما نسيتم ذلك الافغاني الذي ارتد واعتنق المسيحية ودعاه بابا روما بينيدكت السادس عشر الى روما ليستقبله استقبال الابطال ليباركه باعتناقه النصرانية .
ومنذ حوالي ثلاثة اسابيع تحتجز الطالبان كوريين يعملون لمؤسسة تبشيرية في افغانستان بحجة تعميرها . وللمبشرين ونقصد منظمات التبشير الدولية سياسة خبيثة في تنصير المسلمين دعوتها ارساء الديموقراطية والحريات العامة بعد أن عجزوا تنصير المسلمين ببطلان دعوة الاسلام ، وكأن الاسلام لا يفهم الديموقراطية والحريات فالحرية مبدأ اساسي من مبادئ الاسلام ، وقد أنِفَ العرب قبل الاسلام العبودية لأحد وعمل الاسلام على دعم هذه الأُنفة إلا أن ما يعانيه شعوب العالم الاسلامي من كبت وتسلط كان وراء تشجيع منظمات التبشير بممارسة نشاطاتهم في الدول الاسلامية وخاصة الفقيرة منها مثل افغانستان والقرن الافريقي بحجة الحرية .
هل تعلمون بأن منظمة / اورا الدولية / الالمانية للاغاثة الدولية منظمة تبشيرية كانت احدى موظفاتها قد احتجزها مجهولون يوم السبت من 18 آب /اوجسطس الجاري في كابول وأفرجوا عنها يوم الاحد من 19 الشهر الجاري أي أنها باتت ليلة واحدة في معتقلها ، هذه المنظمة يعمل لديها 300 شخص في 30 بلدا في افغانستان وافريقيا ومناطق في الشرق الاوسط يتكلمون لغة أهل تلك المناطق ، كما وتبذل هذه المنظمة تنصير المسملين في المانيا وتقوم بدعم جماعة شهود يهوا بالرغم من انها كاثوليكية قحة . وبالرغم من نشاط التبشير في الدول الفقيرة وخاصة في افغانستان الا أن منظمات حقوق الانسان والعفو الدولية وفي مقدمتهم زعيمة منظمة العفو الدولية في المانيا السيدة بربارا لوخبيلر الى ضرورة الكف عن إرسال بعثات تبشيرية الى افغانستان والاكتفاء بالعمل التنموي ومساعدة الافغانيين بتعمير مرافق مجتمعهم واقتصادهم موضحة بأن التبشير بالمسيحية لدىى شعب ولد على فطرة الاسلام يعتبر خرقا لحقوق الانسان كما أن التبشير بالنصرانية في العالم الاسلامي يعتبر أداة لحرب تقع بين الاسلام والمسيحية اذ ان المسلمين يشعرون منذ حوادث 11 ايلول/ سبتمبر من عام 2001 بأنهم مستهدفون من الغرب المسيحي مؤكدة باأن الحركات التبشيرية لا تملك أي نجاح في تلك الدول بالرغم من حاجة شعوبها المادية وتطلعاتهم الى الحرية وان مثل الاعمال التبشيرية ستعمل على إثارة حكومات العالم الاسلامي على اتخاذ خطوات للحد من نشاطات هؤلاء متهمة في الوقت نفسه منظمات التبشير الدولية بأنها تجهل واقع الشعوب الاسلامية متطرقة في الوقت نفسه الى ان الذين ارتدوا عن الاسلام واعتنقوا المسيحية في بعض دول العالم الاسلاي مثل افغانستان والكويت وغيرها يحاولون العودة الى دينهم من جديد بعد أن رأوا أنفسهم بأنها اصبحوا منبوذين في بلادهم على حد قولها .
ولنتطرق قليلا الى جماعة شهود يهوا / التي كانت ممنوعة في المانيا زمن النازيين ثم سمح لها بالنشاط ثم منعت أواسط التسعينات من زيارة البيوت وسمح لها مؤخرا بالعودة الى تبشير الناس وخاصة المسملين ببوتهم ، فقد استطاعت هذه المنظمة تنصير العديد من المسلمين وخاصة الاتراك والجهلة العرب وتعتمد بنشاطها التبشيري في المانيا على النساء الجميلات ، زاروني في بيتي ظنا بأنني تركي أو لبناني وهالهم بأنني دعوتهم الى الاسلام وأعطوني انجيلا وادعوا فيه بأن جنة عدن المذكورة في القرآن الكريم كانت في آضنة التركية ولما ذكرت لهم أنه يوجد في اليمن مدينة اسمها عدن وقمت بتبيين المسيحية شكوني الى الله لأنني لم اعتنق المسيحية.
فالحذر فان حصوننا مهددة.