كلمة واجبة موجزة

مفهوم النص القرآني

امحمد رحماني

www.islamrahmani.jeeran.com

لقد راج عند كثير من الأدباء والمفكرين وغيرهم ممن أجازوا لأنفسهم اعتلاء سنام الفكر الإسلامي أن يطلقوا الألفاظ على المسميات كيفما شاءوا وبأي معنى أرادوا ، من ذلك إطلاقهم لفظ النص على القرآن الكريم غير قاصدين ما عند علماء المسلمين من أصوليين ومفسرين وفقهاء من مفهومهم لهذا المصطلح ، ولا شك أن هدفهم من وراء ترداد هذه الكلمة وهذا المصطلح على آيات القرآن الكريم كان بغية الوصول بكل من يقرأ لهم ويتعلم منهم وعلى أيديهم إلى قضية مساواة النصوص القرآنية بالنصوص النثرية والشعرية ، حتى إذا ما وجدت هذه الفكرة استقرارا في نفوسنا وتمكنا من فكرنا وقبولا في مكتباتنا نادوا بضرورة تحكيم القواعد والأسس التي تستخدم في دراسة تلك النصوص النثرية والشعرية وتطبيقها على آيات القرآن الكريم وسوره من أجل تسفيهها وردها وإزالة القداسة عنها ، فيصير النص القرآني نصا أدبيا مات صاحبه يماثل النصوص الشعرية ، ويصير بذلك ديوانا للعرب باعتبار الشعر ديوان العرب وما جاز على النص الشعري جاز على النص القرآني .

وهذا أمر خطير ، وإذا لم يلق له علماؤنا ومثقفونا بالا ستصير الآيات والأحاديث لا تختلف عن أي نص بشري يتأثر بالتاريخ والبيئة ، وستصير كما يقال ثمرة لتفاعل جدلي بين اللغة والواقع وانعكاسا له ، وأنها محض اجتهادات بشرية محكومة بعقول وأفهام بشرية مرتبطة بزمان ومكان خاصين قد لا تتناسب مع زمان ومكان آخرين وبالتالي فهي قابلة للأخذ والرد .

ومن خلال ذلك نجد أنهم حينما يستعملون مصطلحات علماء الأصول كمفهوم النص فإنهم لا يقصدون بذلك ما قصده علماؤنا ، وإنما يقصدون بذلك أن يلبسوا على الناس ويدلسوا عليهم .

               

*كاتب مغربي