كورال الكاتدرائية المرقصية والنقاب
كورال الكاتدرائية المرقصية والنقاب
محمود القاعود
يبدو أن كورال الكاتدرائية المرقصية ، لا يريد أن ينتهى عن افتعال ضجة " النقاب " التى أشعلها " الإمام الأكبر " سيد طنطاوى ، شيخ الأزهر الشريف فى أوائل أكتوبر 2009م .
صدر الأمر الصريح من قائد الأوركسترا الأرثوذكسية ، بسب الإسلام واستغلال " هوجة " الهجوم على النقاب لهتك عرض الإسلام والمسلمين والتشنيع على أصحاب اللحى ومن يصلون الفجر فى المساجد ، بل والدعوة لتوحيد خطبة الجمعة وجعلها أكثر قبولاً للآخر وإعادة تفسير بعض الآيات القرآنية التى يفهم " المتطرفون " منها أنها تكفر الأشقاء الأقباط ، والسماح بحرية التنصير ، وبث فقرات من الكتاب المقدس عبر إذاعة القرآن الكريم لتفعيل المواطنة ، وغلق المكتبات الإسلامية وضم الطلاب الأقباط لجامعة الأزهر ، وتعليم الأطفال فى رياض الأطفال والمراحل الابتدائية أن " بابا يسوع " يحبهم وأنه انتحر على الصليب من أجلهم ، وحثهم على الارتماء فى حضن الآخر ، والسماح للمسلمة أن ترتبط بنصرانى وتنام فى فراشه تفعيلا لليبرالية والإخاء والمساواة ، وغلق الفضائيات الإسلامية التى تبث التطرف والفتنة ،والسماح للأشقاء الأقباط ببناء كنائس فى الحوارى والأزقة والسراديب فى جميع الأوقات والأماكن، وإعطاء الأشقاء الأقباط حرية الحكم الذاتى " الفيدرالية " وعلى رأى المثل : يا نحلة لا تقرصينى ولا عايز عسل منك !!
منذ شهر و كورال الكاتدرائية المرقصية يحرم عيوننا النوم من أجل " النقاب " الذى تحول إلى انتفاضة أرثوذكسية ضد الإسلام وجميع مظاهره .. انتفاضة فى برامج " التوك شو " .. فى صحف ساويرس .. فى المغفور لها " روز اليوسف " .. فى مواقع إليكترونية تنفق عليها كاتدرائية الأرثوذكس ..
والأغرب أن ينضم إلى كورال الكاتدرائية المرقصية ، فضيلة الشيخ " خالد الجندى " المسئول عن فضائية " أزهرى " بل ويخصص حلقة طويلة ومملة وسخيفة للحديث عما أسماه " إهدار كرامة شيخ الأزهر فى حلقة الاتجاه المعاكس يوم 20 / 10 / 2009 " ، وأعجب من ذلك أن يكون ضيفه واحد من أكبر المزدرين للإسلام .. الكائن المنتصب القامة المدعو " عبدالرحيم على " الذى راح يدافع عن شيخ الأزهر .. ليس حبا فى الشيخ ، ولكن كراهية فى الإسلام .. ورغم ذلك فعندما ظهر مع فضيلة الشيخ " عبدالرحمن الكوكى " – فك الله أسره ، فقد اعتقلته السلطات السورية عقب عودته من قطر إلى سوريا – بدا عاجزاً عن الكلام وغير قادر على مواجه الشيخ الكوكى .. فقط ترديد أبله لما حفظه من الأوركسترا الأرثوذكسية ..
الباعث على الضحك فى مهزلة النقاب وانتفاضة كورال الكاتدرائية المرقصية ، هى ظهور بعض المرنمين كدعاة للإسلام !
أحدهم لواء سابق يدعى " محمد شبل " ظهر فى إحدى الفضائيات بـ " سنجته " ليزدرى الإسلام والمنتقبات ، تحت اسم " المفكر الإسلامى محمد شبل " !!
آخر من كبار الشمامسة يدعى " خالد منتصر " أخذ يكتب سلسة طويلة عن الرجل الذى تنكر فى زى منتقبة ليمارس الجنس ، ورغم ذلك يتم تعريفه بـ المفكر الإسلامى المستنير !! تماماً كنفس استنارة جمال البنا ، وهى استنارة تسمح بتبادل القبلات بين الشباب والفتيات والتدخين فى نهار رمضان ، ومشاهدة أفلام السكس أثناء الصيام ، وجمع صلاتى الظهر والعصر قصر قبل النوم والدعوة لزواج المسلمة من نصرانى ، والقول بأن من يقول : المسيح هو الله ، فلا إثم عليه ! ويالها من استنارة !
وهذا التبجح فى إطلاق الأوصاف هو من أجل إحداث بلبلة بحيث لا يعرف البسطاء من هو الإسلامى ومن هو الشماس والقُمّص والأنبا ..
ومن المضحكات المبكيات أن موضوع " النقاب " جعل الجميع يفتى فى الإسلام بل ويتحدث بعضهم فى شئون المسلمين وكأنه أمير المؤمنين !
الراهبة إقبال بركة تفسّر آيات القرآن الكريم !
عبد الرحيم على يتحدث عن الحديث الصحيح والضعيف !
خالد منتصر يتحدث عن المحكم والمتشابه !
حمدى رزق يتحدث عن أسباب النزول !
نبيل شرف الدين يتحدث عن التأويل !
محمد شبل يفتى بتحريم الحجاب !
سعيد شعيب يتحدث عن الجنة والنار !
عبدالله كمال يتحدث عن الفروض والسنن !
كرم جبر يتحدث عن العبادات والعادات !
الجميع صاروا شيوخ الإسلام .. وصاروا هم دعاة " الإسلام الوسطى " ! وصار غيرهم " تكفيرى وهابى إرهابى ظلامى متطرف " ..
صاروا دعاة جددا ! بقى أن نراهم يخطبون الجمعة ويؤمون المصلين فى رمضان !
الواقع أن جميعهم لا يعرف عن الإسلام شئ ، ورغم ذلك تأتيه الجرأة للتحدث باسم الإسلام والإفتاء فى شئون المسلمين !
عبدالله كمال الذى جعل من " النقاب " قضية حياته وآخرته ، نسى أنه هو صاحب كتاب " الدعارة الحلال " الذى هتك فيه عرض الإسلام ، وشنع على جميع وتقاليد الإسلام العظيم مدعياً أنه يبيح الدعارة .. عبدالله كمال عندما اختلف مع السيدة " جميلة إسماعيل " - وهى غير منتقبة أو محجبة - وذنبها الوحيد أنها كانت زوجة الدكتور أيمن نور ، كتب فى جريدته " الميتة " يتهمها بأنها تمارس الجنس مع الكلاب ، وبأنها تشترى كلاب ذات ألسنة طويلة من أجل .....
يقول فضيلة الشيخ عبدالله كمال :
" من المفترض فى أى كشف بيطرى أن يتم فحص لسان أى كلب.. وبالمرة نريد أن نعرف طول لسان كل كلب.. وهل السيدة جميلة إسماعيل (زوجة أيمن نور) تحرص على اقتناء نوع معين من الكلاب، أم أنها تفضل هذا النوع بعينه.. وهل هناك مدرب لهما..أم أنهما يعيشان على الفطرة.. وبها.. ومن ثم، ما دورهما فى أحداث حزب الغد؟ " ( روز اليوسف 11 / 11 / 2008م ) .
هذا هو عبدالله كمال الذى يخصص جريدته ومجلته لهتك عرض المسلمات محجبات ومنتقبات وسافرات ..
نسى الشيخ عبدالله أن القرآن الكريم الذى يفسره آياته وفق مزاجه فى هذه الأيام ، جاء به : " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " ( النور : 4 ) .
ولا أعلم لمصلحة من يعمل عبدالله كمال .. ؟؟ وما هو سر قوته ؟؟ ومن يحرضه على تلك الحملة الشعواء ضد النقاب والمنتقبات ؟؟
إنه من المؤلم أن تتحول مسألة النقاب إلى سب وقذف للمنتقبات ورميهن بالفاحشة ، لدرجة أن قامت إحدى الصحف بالحديث عن الملابس الداخلية للمنتقبات وكيف تكون مثيرة وقصيرة كتعويض عن السواد الذى تسير به فى الشوارع !
هل وصل الإسفاف بالصحافة المصرية أن تتحدث عن " السوتيانات " والـ... وغيرها من الأمور المقززة والتى تعتبر سبا وقذفا فى وضح النهار ..
والسؤال الذى يفرض نفسه بقوة : هل تجرؤ صحيفة مصرية واحدة للتحدث عن الملابس الداخلية للنصرانيات أو الراهبات ؟؟
لماذا الكيل بمكيالين ؟؟ لماذا الإسلام هو الجدار المائل الذى يقفز من فوقه الجميع ؟؟ ولماذا يعد انتقاد النصارى هرطقة بينما سب الله ورسوله والإسلام ليبرالية وحداثة وتنوير وقبول للآخر وتفعيل للمواطنة ؟؟
ثم ما هو الذى يعود على مصر من تلك الحملات المنظمة ضد الإسلام وجميع مظاهره ؟؟
ما هى الفائدة ؟؟
لنفرض أن جميع النساء ارتدين " البكينى " وذهبن للعمل وخرجن فى الشوارع بـ " البكينى " هل هذا سيحل التخلف والتأخر والفساد والاستبداد الذى تحيا فيه مصر ؟؟
هل هذا سيمنع بيع مصر بثمن بخس ، لدرجة أن صار الجيمع يقول " البلد متباعة " ولا أحد يعلم من الذى باع ولا من الذى اشترى !
إن كان العرى سيجعلنا فى مصاف الدول المتقدمة وسيقضى على جميع الجرائم المنتشرة فى المجتمع ، فإنى سأدعو جميع الناس ، الرجال قبل النساء للخروج إلى الشوارع عرايا كيوم ولدتهم أمهاتهم !
لماذا وصل بنا الإعلام المصرى إلى هذه الدرجة من الانحطاط الفكرى ؟؟
ولماذا صارت لغة الصحافة وبرامج " التوك شو " هى " الردح " و " أحمد يا عمر " ؟؟
هلا خرج مسئول عاقل ليأمر ذلك الكورال الشيطانى ليكف عن بث الفتنة والعبث بأمن واستقرار البلاد ؟؟
ما يحدث الآن من حملات عاتية منظمة ضد النقاب واستغلال الأمر لسب الإسلام يعطى انطباعا للناس أن النظام يحارب الإسلام ، وهذا الأمر يزيد الناس تمسكاً بدينهم وبحب رسولهم الأعظم صلى الله عليه وسلم ، فمعروف عن المصريين منذ قديم الأزل حب التدين ؛ حتى وإن كان تديناً شكلياً ، وأنهم يصبحون أكثر تدينا إذا ما شعروا بأن هناك من يكيد لدينهم ويتربص به ..
لذا فعلى من يروجون لتلك الحملة الكالحة الغشوم ، أن يعلموا جيداً أن ما يفعلونه يزيد من كراهية الناس للنظام فقط لا غير !