توظيف التـراث في المسرح الفلسطيني

توظيف التـراث في المسرح الفلسطيني

د. كمال أحمد غنيم

[email protected]

        لا تعتبر ظاهرة الاستفادة من التراث بدعة في مجال المسرح الفلسطيني، ذلك أن المسرح العالمي من بداياته لجأ إلى التراث، إذ ارتبط المسرح المصري القديم بأسطورة إيزيس وأوزيريس وحورس، ولعلها من أقدم الأساطير التي عرفتها مصر([i])، كما اعتمد المسرح الإغريقي على الأسطورة الدينية والأسطورة التاريخية كمصدر أول([ii])، وتنوعت مصادر التراث في العصور التالية بين الدين والفولكلور والأدب الشعبي والأسطورة والتاريخ في مزيج متفاوت النسب مع الواقع المعيش والخيال المبدع.

        وقد حظي التراث باهتمام المسرح الفلسطيني لأكثر من غاية، أهمها تجسيد فكرة فلسفية أو إنسانية، وبلورة قيم خلقية، واتجه البعض إليه محاولة للهرب من سيف الرقابة في طرح الموضوع الوطني، بينما اتجه إليه آخرون رغبة في الاستفادة من مكوناته الدرامية في نسج ما يريدون من أفكار، وكان اتجاه البعض إليه انسجاما مع بعض المذاهب الفنية التي أعلت من شأنه، مثل الكلاسيكية والمسرح الملحمي، وراح المسرح الفلسطيني يغرف من معين التراث الإنساني والإسلامي والشعبي.

        ومن ذلك اعتماد شكري سعيد في مسرحية "باريس" على ملحمة هوميروس من التراث الإغريقي القديم، إذ يستمد بطل مسرحيته "باريس" منها، حيث يجعل باريس ابن الملك بريام ملك طروادة راعيا بين الرعاة بعد أن ألقاه والده في الغابة وهو طفل لما علم أنه سيجلب له المتاعب، وتقابل فينوس باريس وهو شاب يرعى الشياه والغنم، فتخبره بحقيقة نسبه، وتطلب منه أن يذهب إلى طروادة حيث سيعرفه أهله، ثم يطلب منهم الذهاب إلى بلاد الإغريق ليتزوج أجمل امرأة، فيعود الراعي باريس إلى طروادة، ويعرفه أبوه وأمه فيعتذران عن جرمهما ويبكيان، وعندما يستقر الحال به، يقول لأبيه أن حالة عمته "هسيونيه" لا تسره، ولا يقبل بواقعها المهين، وهي تعاني في بلاد هرقل، ويقرر الذهاب لإحضارها، فيوافق والده، ويذهب باريس إلى بلاد الإغريق، ويعود بعمته، ويعود بأجمل امرأة "هيلين" ليتزوجها([iii])، وهو يطرح الحكاية الأسطورية هنا لذاتها، دون أن يمنحها إسقاطات واقعية واضحة.

        وقد تناول بعض الكتاب الأسطورة الفلسطينية القديمة، رغبة في إبراز الذات الفلسطينية في مواجهة الواقع، ومن ذلك مسرحية "وكان لا بد أن ينزل المطر" لمحمد كمال جبر، التي أقامها على أسطورة البطل أقهات وأخته "فوحة"، حيث يتمنى "دانائيل" الملك العجوز على الآلهة أن تمنحه ابنا فارسا، يواصل إقامة العدل والسلام في البلاد، فيستجيب له "بعل" إله الخير، على أن المطر سيتوقف عن النزول في حال موت ابنه أو قتله، وتحمل زوجته، وتنجب "أقهات" و "فوحة"، وعندما يشتد ساعد أقهات البطل، ويصبح فارسا، يهديه والده القوس المسحورة، بأسهمها الملونة، لكن "عنت" إلهة الخصب، تحسده عليها، وتتمنى لو حصلت على القوس لنفسها، وتناقش "أقهات" في ذلك متنكرة، لكنه يتمسك بهدية والده، مما يثير نقمتها عليه، وتستدرج صديقه "يطفن" ليقتله، فيفعل ذلك، وينحبس المطر، وتخرج "فوحة" لإنقاذ البلاد من الجفاف، وتحاول قتل يطفن حتى يعود المطر، لكنه يكتشف أمرها، ويقوم بأسرها، فتتعلم عبر السنوات أكل الحديد، وتأكل قضبان سجنها، وتخرج منه قوية، وتتربص بيطفن، فتقتله رميا بالسهام، لينزل المطر، لكن أحد فرسانه يقوم بطعنها بسيفه، فتموت بعد أن تذبح قاتلها بسيف يطفن، وذلك بعد أن قامت بواجبها في الثأر لدم أخيها وإعادة المطر لبلادها([iv])، ويحاول الكاتب هنا أن يمنح الأسطورة بعض الأبعاد الواقعية، فهو يؤصل للوجود الفلسطيني على هذه الأرض، كما أنه يشير إلى طبيعة الصراع بين الفلسطيني والقوى الخارجية، مؤكدا على الترابط الوثيق بين عطاء الوطن أرضا وسماء وعطاء الإنسان المتنامي إلى حد المخاطرة والتضحية بالروح.

        وقد برز الاهتمام بالتاريخ لدى كتاب المسرح الفلسطيني لخصوبة تربته، ولرغبة كامنة في بلورة الشخصية العربية بعيدا عن الاعتماد المطلق على المسرحيات الغربية التي تشكل ثقافة المستعمر، وقد نبه على ذلك خليل السكاكيني عندما نشر بيانا في الصحف أبرز فيه أن المدارس التبشيرية لا تنطبق على حاجات البلاد ورغبات الأهالي مما حدا به إلى تأسيس مدرسة تسعى إلى تحقيق حاجات البلاد([v]).

        وإذا انسجم هذا التوجه الوطني للتاريخ مع التوجه العالمي فإنه تميز بميزتين، ذلك أنه انطلق في الغالب من الصورة المشرقة للماضي القائم على العزة والقوة والسمو في حكايات النصر والتحرير، رغبة في بعث هذه الصورة الجميلة ودفع الواقع للتشبث بها، كما أنه انطلق من الصورة السلبية للهزائم والانكسارات رغبة في التسرية والتطمين وبعث الأمل، على أساس أن هذه الأمة على الرغم مما تعرضت له من صعاب على مر الزمن استطاعت أن تتجاوزها وتفرض وجودها.

        وقد استلهم نجيب نصار مسرحية "في ذمة العرب" من التاريخ القديم، فدارت حول الوشاية التي سعى بها عدي بن أوس لدى النعمان بن المنذر، للإيقاع بينه وبين عدى بن زيد صاحب الفضل على النعمان في دعم نفوذه لدى كسرى، وتنجح الوقيعة بقتل عدي بن زيد في سجنه، ثم تنكشف الوقيعة بعد فوات الأوان لينال الواشي جزاءه العادل([vi]).

      وكتب محمد حسن علاء الدين مسرحية "امرؤ القيس بن حجر" مصورا فيها حياة اللهو التي انغمس فيها الشاعر حتى جاءه نبأ مقتل والده حجر ملك كندة، فأقسم على الثأر، ويحاول بنو أسد أن يجروا الصلح معه معترفين بسوء فعلتهم، إلا أنه يرفض الصلح ويطلب الثأر، ويصر عليه، ويطلب العون من القبائل فتعاونه قبيلتا تغلب وبكر فيوقع بين الأسديين ضحايا كثيرة، فيعتبر مناصروه أنهم حققوا له بذلك المساعدة في الأخذ بالثأر، لكنه يصر على طلب المزيد من الدماء، ولما تخذله القبائل يتوجه إلى قيصر الروم "يستنينس" حيث يلقى الترحيب الشديد، ويلقى الوعد بالعون ضد الأسديين ومجيرهم النعمان، ويلتقي هناك بسافو ابنة الإمبراطور، ويتبادل معها عبارات الحب والغرام، وتفشل رشوة الخدم في الحفاظ على سر الحبيبين، إذ يعلم الإمبراطور بذلك، ويقرر الانتقام منه، فيرسل إليه هرقلياس ومعه حلة مهداة، يخلعها على امرئ القيس تشريفا من الملك، وبعد قليل يأخذ السم الموضوع فيها في الانتشار، لتبدأ رحلة المعاناة مع القروح التي ملأت جسده، ويرحل مع رجاله متحاملا على آلامه حتى يصل في طريقه قبر فتاة عاشقة ماتت غريبة، ويشعر بقرب انتهاء أجله دون أن يحقق ما في نفسه من ثأر([vii]).

        ومن الواضح أن محمد حسن علاء الدين حاول الالتزام بالروايات التاريخية التي وردت في كتب التاريخ والأدب، وقد اقتنع بحكاية مقتل امرئ القيس على يد الإمبراطور الروماني، ولعله أراد من خلال ذلك الإشارة إلى أن العرب ينبغي أن لا يثقوا بالجهات الأجنبية في وضع الحلول لمشاكلهم، فإن ساروا على هذا النهج كانت النهاية مريرة مهلكة كما حدث مع امرئ القيس.

        وكتب محيي الدين الحاج عيسى الصفدى مسرحية "مصرع كليب"، مستلهما أحداثها من حرب البسوس التي استمرت أربعين عاما بين بكر وتغلب، وبدأها بمشهد تسريح جليلة لشعر زوجها كليب في خيمته، ويكشف الحوار عن غرور كليب واعتزاز جليلة بأخويها جساس وهمام، ويرى كليب ناقة غريبة ترعى بين إبله، وكان يمنع الناس من الرعي في حماه، وإذا جلس لا يمر أحد بين يديه إجلالا له، ولا يحتبي أحد في مجلسه غيره، و لا يغير  إلا بإذنه، ولا تورد إبل أحد مع إبله، ولا توقد نار مع ناره، وكان يقول وحش أرض كذا في جواري فلا يهاج([viii])، فلما عرف أن الناقة الغريبة للبسوس جارة جساس أمر خادمه سعد برمي ضرعها بسهم، فلما رأت البسوس ناقتها صاحت وناحت أمام خيمة جساس، وراحت تنشد شعرا:

يا للمذلة! يا للعار! قد رميــت     بضرعها ناقتى من غير ما سبـب

نزلت في حيكم يا ذل جارتكـم     أصابها الضيم في عرض وفي نشب

        فيصمم جساس على قتل كليب، وخصوصا أن هذه الحادثة جاءت بعد سلسلة من الإهانات والتجاوزات التي ارتكبها كليب في حق البكريين، ويستعين بابن عمه عمرو، ويعزز القرار لديه قدوم رعاته بخبر منع كليب إبل بكر التي يقتلها الظمأ، ويمهد الكاتب للحدث الحاسم برؤيا كليب التي يقصها على جليلة، فالليث يربض على صدره ويحيط به ذئب ورقطاء، وعلى غدير الدنائب يلتقي الرجلان، فيتطاول كليب كعادته، ويستهين بجساس وقومه، فيقوم جساس بقتله، ويتعاون مع ابن عمه في دفنه، لتبدأ المعركة الدامية، ويصر المهلهل شقيق كليب على الانتقام، ويستمر القتال أعواما حتى ينال التغلبيون من جساس وهو هارب إلى حيث أخواله بالشام، فيتدخل الحارث بن عباد البكري الذي اعتزل الحرب من بدايتها، ويرسل ولده بجيرا برسالة سلام للمهلهل، لكن المهلهل يقتله، مما يجبر الحارث على التدخل في المعركة بشكل حاسم، ويصل به الأمر إلى أسر المهلهل وإن كان لا يعلم حقيقة شخصيته، فيطلب من الأسير المجهول أن يعرفه بالمهلهل ويدله عليه، فيطلب منه الأسير الأمان والعهد، فلما تحقق له ذلك، أبلغه بأنه هو المهلهل، فيكتفي الحارث بجز ناصيته ويطلقه، فينطلق المهلهل إلى اليمن بعد أن يوصي قومه بالسلم، حيث يجتمع في ديار تغلب شيوخ بكر للصلح، ويستمعون إلى كلمة الحارث، ثم يأمر الهجرس بن كليب ومرة والد جساس بعقد راية السلام، وتختتم المسرحية بالزغاريد وأصوات الاستحسان([ix]).

        وقد التزم الكاتب بالأحداث التاريخية بشكل كبير فسجل المادة التاريخية وقام بتوثيق مصادرها مبينا أنه أخذها من الأغاني والعقد الفريد وابن الأثير وخزانة الأدب، وأيام العرب، كما سجل أسماء بعض الشخصيات الموضوعة التي استعان بها في حبكة المسرحية، وفي المسرحية إشارة إلى واقع الخلافات العربية وما تجره من ويلات.

        وكتب محمد عزة دروزة مسرحية "وفود النعمان على كسرى أنوشروان" معتمدا فيها على رواية تاريخية أصدرها قبل ذلك([x])، ويشير إلى مصادرها فيبين أنه استقاها من عدة كتب أدبية، ويبرز هدفها متمثلا في التعبير عن فكرة الوحدة العربية في وجه الأطماع الاستعمارية التي تواجه البلاد العربية المتناحرة، وقد أسقط مشكلات الأمة العربية المعاصرة على هذه الفترة التاريخية، حيث تجتمع وفود العرب برئاسة النعمان لمناقشة كسرى في قضاياهم، ولكن كسرى يستمر في استهجانه للعرب والاستهانة بهم، حيث يشيد بأحاديث وفود الصين والهند والديلم والروم، لكنه يستبعد أن يجيد العرب الحديث عن العمران والنظام لأن حياتهم تقوم في الصحاري الجرداء دون عمران ونظام، وسط جهل وظلم واقتتال، وراح النعمان يبرز مآثر العرب وإيثارهم للحرية على لين العيش، ويحاول أحد وزراء كسرى نقد مغالاة ملك العرب بقومه، لكن كسرى يقف في صف النعمان ويلتمس له العذر، ويعود الوفد العربي لتدارس القضايا في مجلس النعمان، ويطرح الخيارات التي تدعو للاستعداد باكتساب المهارة في الصناعات والعلوم والمعارف وخاصة معدات الكفاح، ويصدر القرار بناء على اقتراح قيس بن مسعود باجتماع زعماء القبائل العربية في عكاظ لبحث ما آل إليه أمر العرب من الضيم والجور، وما هم عليه من التشتت والجهل([xi]).

        وقد حظيت شخصية صلاح الدين الأيوبي باهتمام الكتاب في هذه المرحلة، حيث نفذت أكثر من مسرحية تناولت حياته منها مسرحية "صلاح الدين الأيوبي"، التي مثلت بحضور نوري السعيد وجعفر العسكري اللذين كانا يزوران القدس لأسباب تاريخية، ومسرحية "صلاح الدين ومملكة أورشليم" لفرح أنطون([xii]).

        كما حظي تاريخ الأندلس من الفتح حتى الضياع باهتمام كتاب المسرح الفلسطيني، وكأنهم كانوا يرون في فلسطين حالة من حالات إعادة التاريخ، فراحوا يدقون ناقوس الخطر، داعين بشكل غير مباشر إلى اتخاذ العبر من ضياع الأندلس، فقد كتب فؤاد الخطيب مسرحية شعرية حول فتح الأندلس قبل الحرب العالمية الثانية نالت إعجاب الشاعر الكبير خليل مطران([xiii])، كما قامت لجنة التمثيل بالنادي الأرثوذكسي في غزة بتنفيذ مسرحية "غانية الأندلس" بمساعدة الفنان أصلان مراد([xiv])، وكتب محمد عزة دروزة مسرحيتين تتناولان هذا العصر، الأولى مسرحية "صقر قريش" التي تصور هرب عبد الرحمن الداخل من العباسيين، وتأسيسه وأنصاره الدولة الأموية في الأندلس، التي كانت بداية لحضارة عظيمة استمرت سبعمائة عام، ومسرحية "آخر ملوك بني سراج"، وتتناول تردي حالة العرب في الأندلس، فتنتهم وانقساماتهم الداخلية التي نفذ منها الأسبان، وسيطروا على الأندلس، ويرى الكاتب أنها ينبغي أن تمثل عبرة للعرب في عصرهم الحاضر([xv]).

        وكتبت هدية عبد الهادي مسرحية "فتح الأندلس"، لتسجل من خلالها صفحات ناصعة للمسلمين، وتصور كيف قاد طارق جيشه بعزة وأنفة، يقارعون العدو، ويحرقون السفن، حتى لا يفكرون في الهرب والعودة،  ويصمدون في مواقع القتال، يشد أزرهم الخليفة الوليد بن عبد الملك، الذي يرسل إلى القائد "المغيث" طالبا منه تشكيل جيش داعم لطارق ومن معه، حتى لا يجمع الأعداء فلولهم ويعاودون الكرة، مما يعرض المسلمين للخطر، فيعده المغيث بإعداد الجيش خلال ثلاثة أيام، ويتابع ذلك بنفسه، لكن ما تفاجأ به هو موقف زوجته عائشة، التي احتجت على كثرة غيابه في المعارك، وظن أنها تقاعست، على الرغم من مواقفها الثابتة قبل ذلك، ولكنها طلبت منه أن ترافقه في المعركة، لتكون إلى جانبه، وتنال شرف الجهاد في سبيل الله، فأبى عليها ذلك، لكنها تلثمت، وطلبت من الخليفة السماح لها بالمشاركة، على أنها فارس ملثم، يغطي وجهه، لأنه تشوه من شفرات السيوف في المعارك السابقة، التي شارك فيها، فيوافق الخليفة، لترافق الجيش، وتقف إلى جانب زوجها، وتصاب بالجراح، وتصر على المشاركة، مسجلة مواقف بطولية، ولكنها لا تكشف عن هويتها، إلا بعد عودتها مع المغيث في مجلس الخليفة، فيعجب الجميع بجرأتها وشجاعتها وقوة شكيمتها، وتضرب بذلك مثلا رائعا من أمثلة الجهاد([xvi])، ومن الواضح أن الكاتبة أرادت أن تجلو صفحة مشرقة من التاريخ العربي في الأندلس، ومشاركة المرأة العربية في الجهاد، لتدفع الناس في هذه المرحلة القاتمة من تاريخ الأمة العربية إلى عدم اليأس، والاقتداء بما فعله الآباء والأمهات في سبيل النصر ورفع الراية.

        وكتب سليم خوري في المرحلة الثانية سلسلة من المسرحيات التاريخية، منها مسرحية "آمنة" تناول فيها حكاية "آمنة الأموية" ويعقوب القيرواني اللذان حكمت عليهما محاكم التفتيش بالحرق، فأُحرقا عام 1571، ودار بذلك في فلك الحديث عن تاريخ العرب في الأندلس، لكنه اختار هنا مرحلة ضياع الأندلس، وما أثمرته من مآسي ونكبات، وعاشت آمنة في القرن السادس عشر الميلادي في قصر الحمراء بغرناطة، وهي لا تعرف نسبها، تعيش بين الناس باسم "إيزابيلا"، وتشعر بشكل غير إرادي بغربة عمن حولها، ولا تأنس إلا ليعقوب القيراوني الحارس، وتصد كل من يحاول التقرب إليها، أو الزواج بها من الشباب، إلا شارل الشاب الأسباني الهادئ، ثم تعرف حقيقة نسبها من يعقوب، وما أوصاه والدها به من الاعتناء بها ورعايتها، حيث يساعدها في التخلص من الأمير المدعو "الدون جوان"، الذي حاول التقرب إليها، فلما صدته، حاول اغتصابها، فقتلته بخنجر، كان يعقوب قد أعده لها، دفاعا عن شرفها، ويساعدها عندما ينكشف أمرها في الهرب، وعندما يوشكان على الوصول إلى مكان آمن، يصل إليهما شارل، ويبلغها بحبه الذي كان يكتمه عنها، ويسألها الزواج به على أن يتركها لحال سبيلها إذا رفضته، لكنها توافق على الزواج منه، بعد استشارة يعقوب، فيواصل شارل السفر معهما، ليتزوج بها في أفريقيا، ويعود للعمل مع الفرق الخفية، التي تسعى لإصلاح الحال في بلاده، على أن يتردد بين الفنية والأخرى على زوجته وبيته، ومن الواضح أن الكاتب قد تصرف في الرواية التاريخية، ولم يلتزم بحرفيتها، ومن ذلك تغييره في النهاية التي آلت إليها آمنة، فمن المعروف- تاريخيا- أنها حكم عليها بالحرق في محاكم التفتيش وتم حرقها عام 1571 ([xvii]).

        وتناول في مسرحية "وريث الجزار" صفحة أخرى من صفحات التاريخ، تناول فيها شخصية أحمد باشا الجزار، الذي تمادى في البطش والظلم، مما دفع بعض أبناء الشعب وعلى رأسهم سعيد الأمين إلى محاولة التخلص منه، كما جرت عدة محاولات قامت بها محظيته فاطمة التي أحبت ولده بالتبني سليمان للتخلص من حكم الجزار، وباءت كل المحاولات بالفشل، وهرب سليمان خوفا من بطش الجزار، وبقي الجزار قويا، حتى أنه استطاع الوقوف بأسوار عكا في وجه نابليون بونابرت والجيش الفرنسي.

        وتمر الأيام ويعود سليمان باشا إلى حظيرة الجزار، معلنا توبته وندمه، راجيا أن يغفر له، ويحاول حايم الفارحي مستشار الجزار أن يساعده في ذلك، بتثمين قرار الجزار قبول توبة سليمان، لكنه يدفع ثمن ذلك غضب الجزار عليه، والأمر بسجنه، ويموت الجزار، ليستولي على الولاية من بعده إسماعيل باشا، بينما يصل القرار من الباب العالي بتولية إبراهيم باشا، وينضم إليه سليمان، ويحاصران عكا، ويساندهما يوسف الجرار، صاحب قلعة سانور في قضاء نابلس، ومعه ولاة الشام، الذين يراسلون الباب العالي، فتثمر جهودهم بتولية سليمان باشا على عكا، ويستطيعون فتح عكا بمساعدة حايم الفارحي، الذي أقنع الجيش بالتسليم لسليمان، فيكون أول ما يفعله سليمان زيارة قبر سعيد الأمين، بطل الحرية وابن الشعب، وتستقر له الأمور، ولا يتزوج إلا بعد سنتين من العودة، بعد أن بحث عن فاطمة، ولم يجدها.

        لكن فاطمة تظهر بعد أعوام ثلاثة من عودته، لتفسر له غيابها بمرض شديد أصابها قبل أيام من عودته لعكا، وهي في رعاية شيخ قروي، وعندما تعلم أنه تزوج تقرر الذهاب، لكنه يرجوها الانتظار ليرى الشيخ القادم من مراكش إلى مجلسه، فتنتظر، ليتبين لها ولسليمان أن القادم هو رجل مغربي جاء يبحث عن ابنته فاطمة، التي اُختطفت قبل ثمانية وعشرين عاما، وتكتشف فاطمة أن القادم والدها، وتقرر العودة معه إلى بلادها، لكن سليمان يخطبها منه فترفض أن تكون محظية، أو زوجة ثانية، أو زوجة وحيدة، تعيش على أنقاض سعادة زوجته الأولى، لكن زوجة سليمان تدخل لتعلن موافقتها على زواج فاطمة بسليمان، وأنها ترضى بأن تكون مجرد جارية لها، ليتم بذلك الاتفاق، ويحظى سليمان بفاطمة([xviii]).

        ويتناول في مسرحية "حنين" شخصية الطبيب حنين بن إسحق المترجم، الذي يأمره الخليفة المتوكل بصناعة السم لاستعماله في التخلص ممن يتربصون به الدوائر، ولعل من بينهم ابنه المنتصر ولي عهده الشاب، لكن حنين يرفض استخدام علمه في الشر والإيذاء، ويفضل الموت على ذلك، ويعيش أهوال السجن، وعندما يحضره الجنود ليُقتل أمام المتوكل لا يتراجع عن موقفه، فيُكبر المتوكل منه هذه الشجاعة في الحق، ويعفو عنه، ويكرمه بتوليته منصب الطبيب الخاص بالخليفة، ويمنحه ضيعة وعشرة آلاف درهم، ويأمر بابن الجهم المتآمر، الذي وشي بحنين والوزير وبعض الشعراء؛ ليعاقب بدلا من ابن حنين([xix]).

        ويكشف في مسرحية "وفاء البادية" عن جانب من التاريخ العربي في الجاهلية، فيصور حياة امرئ القيس اللاهية، وما جرته عليه من حرمان من ابنة عمه فاطمة، وتعلق زوجة أبيه الصغيرة به، مما قاد والده إلى طرده من الديار، وكيف قام بنو أسد بقتل والده، بعد أن فرض عليهم الضرائب الباهظة، وسامهم بالعقاب، حتى سُموا "عبيد العصر"، وحاول هو الانتقام لوالده، طالبا المساعدة من القبائل الحليفة، ولكنه لا يحقق ما يريد من الثأر، فيرجو الذهاب إلى قيصر الروم للاستنجاد به، ولكنه يبحث  عن رجل أمين يترك عنده أدرعه وابنته هند، فيشيرون عليه بالسموأل بن عادياء، فيلجأ إليه، ويعده بأن يحافظ على أمانته، واعتبارها أعز من أولاده، ويسافر امرؤ القيس لقيصر الروم، فيستقبله أحسن استقبال، لكن بني أسد يرسلون وراءه الطماح يشي به عند القيصر، ويزعم أنه غوي، وأنه يراسل ابنة القيصر، مما يغضبه، ويكيد له بقميص مسموم، يقتله،

        ويحمل هذه الأخبار المشئومة عامر بن جوين إلى السموأل، طالبا منه الزواج بهند ابنة امرئ القيس، فيرفض طلبه، ليخرج ويعود ومعه جيش عظيم، على رأسه الحارث بن ظالم، قائد جيش الملك المنذر، الذي جاء يطالب بدروع امرئ القيس من السموأل، إذ أن هذه الدروع لها قيمة حربية كبيرة، كما أن من يمتلكها يبسط سلطانه على ملك كندة، وهذا ما يسعى له المنذر، ويخيره القائد بين تسليم الدروع وإعلان الحرب عليه، ثم يساومه على ولده، الذي أمسك به الجنود وهو في رحلة صيد خارج الحصن، ولكن السموأل يرفض المساومة -وفق ما يرى الكاتب- وفاء بعهده لامرئ القيس، ويُقتل ولده أمام عينيه خارج الحصن لكنه لا يسلم الأمانة([xx]).

        وتناول سليم خوري في مسرحية "بعد الأسوار" شخصية الظاهر عمر والي عكا، في الربع الأخير من القرن الثامن عشر، وصور تمرده على الدولة العلية، ومحاولته أن يصنع دولة الحرية والعدل، فلا يفرق بين الطوائف، ويستقبل في عكا كل جائع للحرية، من قبرص وغيرها، كما يحاول أن يحفظ حقوق الفلاحين من احتكار التجار الأجانب، بدعمهم وتقديم القروض الميسرة لهم، ولكن خروجه على الدولة العلية، ورفضه جمع الضرائب، ومحاولته الاستقلال بعكا، دفعها إلى إرسال الأسطول الحربي على رأسه القبطان حسن باشا، وتأتي الخيانة من الداخل، عندما يعمل الدنكزلي ربيب الظاهر وولده بالتبني وقائد الجيش النظامي على المساعدة في تسليم الحصن، بينما يقف في الصف الآخر مع الظاهر باتية الفداوية، وروبرت خطيبها، وعائشة محظية الظاهر، الذي أحسن إليها لما علم أنها تحب رجلا آخر، و "أبو الضايع" أو "أرتيم" حبيب عائشة، الذي دار في البلاد بحثا عنها منذ اختطفت من بلادها لتباع كجارية من الجواري، ويُهزم الظاهر عمر، ويُقتل بأيدي الجنود، ويسلم الدنكزلي مفاتيح أسوار عكا العصية للقبطان حسن، كما تُقتل باتية وأرتيم([xxi]).

        وقد اهتمت مسرحيات الخوري بكشف جوانب من صفحات التاريخ، وظلت إسقاطات الواقع فيها واهية، وإن حاولت الإشارة إلى نقد بعض المسلكيات، والإشادة ببعض القيم.

     ولجأ طه الفتياني إلى التاريخ الفلسطيني القديم في مسرحية "أريحا مدينة القمر"، ليعكس من خلالها بعض الملامح من صورة الواقع، فخاسيس هو قائد الجيش في أريحا، وخطيب الأميرة "إلياوا"، التي وصلتها الأنباء بعلاقته مع "راحاب"، مما يخلق التوتر في طبيعة علاقتهما، بينما يؤنبه الملك على التأخير، والانشغال عن المعركة الحاسمة في الدفاع عن حصون أريحا، وذلك في ظل تخاذل ملوك المنطقة المحيطة عن نصرتهم، وعلى صعيد آخر يشكو العبريون من صلابة أريحا بحصونها الصامدة، التي لا طريق إلى النيل منها، ويرسلون طليعة استكشاف متنكرة، تدخل المدينة، لكن الجنود يشكون بأمرها، فيهرب الجواسيس إلى بيت "راحاب"، التي تخبئهم، وتعمي عنهم، وتدلهم بعد ذلك على مواطن الضعف في حصون أريحا، وتعدهم بالمساعدة في فتحها، على أن يتعهدوا لها بالمحافظة على كل من يلجأ إلى بيتها.

        ويحاول "خاسيس" أن يقنع الملك بمباغتة العبريين وهم يختتنون، في ظرف مثالي للانتصار عليهم، لكن الملك بجبنه يرفض المجازفة، خوفا على كرسي الحكم، بل إنه يفكر في مراسلتهم، للقبول بدفع الجزية، وتسليم البلاد دون سفك دماء، ويعلم خاسيس بالأمر متأخراً، فيواجه الملك، الذي يأمر الجنود باعتقاله، لكنه يقتل حارسين، ويفر هاربا في محاولة للدفاع عن أريحا، بطريقة أخرى.

        ويركز العبريون جهدهم على الجهة الشمالية من الحصن، ذلك الموضع الذي تم ترميمه حديثا، ويُعتبر أضعف نقطة في السور، وذلك بفضل معلومات راحاب، ويتم لهم الأمر، خصوصا مع حدوث زلزال يعزز جهودهم، فتسقط الأسوار، وتنهار أريحا أمام الأعداء، وخاسيس ينظر بعينيه من فوق منزل راحاب إلى المشهد المأساوي، ويفضل الموت على الانتظار، ويقرر الخروج للمعركة، لكن راحاب تحاول منعه، ويحضر العبريان إلى بيت راحاب، ويكتشف خاسيس خيانتها، فيقتلها، ويفتك بالجنديين، وتبكي والدة راحاب ابنتها، وتطلب من خاسيس أن ينجو بنفسه، لكن خاسيس يراقب الموقف، ويشاهد الطفل الوحيد الناجي من المذبحة، وهو يلجأ إلى الجبل البعيد، في رمز واضح لاستمرار الأمل في العودة، وتواصل التضحيات([xxii]).

       وقد استفاد المسرح الفلسطيني من التراث الشعبي من حيث الشكل والمضمون، وعلاقة التراث الشعبي بالمسرح وثيقة الصلة، إذ اعتبر الكثيرون العديد من مظاهر التراث الشعبي في الثقافة العربية بذورا مسرحية مميزة عن المسرح الغربي، مثل الراوي والحكواتي وشاعر الربابة والقصاص والمحبظين والسامر والحلقة والبساط وغيرها([xxiii])، وكان من الواضح في بدايات المسرح البشري عند مارون النقاش الاتكاء بشكل كبير على التراث الشعبي، إذ اعتمد على الأغاني الشعبية التي تخللت العرض، كما لجأ إلى "ألف ليلة وليلة" كمصدر من مصادر النص.

        وقد ظهر أثر التراث الشعبي في المسرح الفلسطيني منذ البداية، فرأينا مظاهر الإغماء التي ترد في الحكايات الشعبية تتخلل النصوص المسرحية، ومن ذلك إغماء ابنة عمرو بن قميئة في مسرحية "امرؤ القيس بن حجر"([xxiv])، وإغماء الفتاة عجايب في مسرحية "شمم العرب"، بالإضافة إلى تنكر الفتى في لبس فتاة، بل واعتماد الكاتب على الحكاية الشعبية في هذه المسرحية، التي تدور حول نزاع قبيلتين عربيتين هما قبيلة بني عياش وقبيلة الشرفاء، في مكان بعيد عن مضارب القبيلتين شرقي الماء طلبا للكلأ والماء لأن الأرض ممحلة، ويتضح أن الطرفين غير مستعدين للقتال، لكن الراعي "حمد" يبلغ سيده ابن عياش أنهم عندما ذهبوا ليوردوا جمالهم التقوا برعاة الشريف يوردون جمالهم، فيطلب ابن عياش من رجاله الاستعداد خشية الغدر، ويلتقي الشريف ابن عياش، فيتبين لكل منهما أنه كان في طريقه لخصمه، ويتفقان على التقاصر والعيش كالأخوة حتى يرسل الله المطر، فتنبت الأرض المرعى، ولكن خزنة زوجة ابن عياش تضطرب لخبر المقاصرة وتشتم الشريف، ثم تتراجع، لتظهر مشكلة جديدة في حديث ابن عياش، ذلك أنه زعم أمام الشريف أن له ابنة اسمها "عرسة "قاصدا ولده "عرسان"، حتى يطمئن الشريف ويرضى بالمقاصرة، فيحزن عرسان لذلك، ولكن الأمر يسير، فيتنكر بثياب فتاة اسمها "عرسة"، ويلتقي بعجايب ابنة الشريف، حتى يجيء يوم يغير فيه الأعداء على الحي، فيتقلد عرسان سيفه ويمتطى حصانه، فيقتل من يقتل ويعود بالقطعان السليبة، فتتعقد المشكلة عندما يكتشف الشريف أن هذا الفارس هو عرسان ولد ابن عياش، وينذرهم بالحرب ويحدث الخلاف، لكن عرسان يكتب رسالة لعجايب يبين فيها السبب الحقيقي لإخفاء هويته، وهو الخوف من جفلة الشريف إذا علم أن لابن عياش فتى فلا تتم المقاصرة، وتعقد أواصر السلام، ويعلم الشريف بمضمون الرسالة، فتتقارب وجهات النظر، ويتم التفاهم، ويخطب عرسان عجايب، فيتنازل ابن عمها حمدان عن حقه في الزواج منها، فتتم المصاهرة، وتتوحد القبيلتان([xxv]).

        واستفاد نصري الجوزي من الحكايات الشعبية؛ فعندما كتب مسرحية "ذكاء القاضي" أقام بناءها على حكاية التاجر "علي كوجيا"؛ الذي أودع عند التاجر حسن جرة فيها ذهب وزيتون، ولما عاد كوجيا بعد سبع سنوات، استعاد الجرة فوجد زيتونها جديدا، ولم يعثر فيها على شيء من المال، فادعى التاجر حسن أن هذه الجرة على حالها، وأنه لم يفتحها منذ أودعها علي كوجيا، ويطلب القاضي شهادة اثنين من تجار الزيتون، فيشهدان أن ما فيها لم يمر عليه عام، وأمام هذه الشهادة الواضحة يعترف التاجر حسن بفعلته، فيصدر عليه القاضي حكمه الرادع، ويأمر بصلبه جزاء فعلته([xxvi]).

        واتجه الكتاب إلى توظيف كتاب "ألف ليلة وليلة" الشعبي، وراحوا يجسّدون بعض حكاياته على خشبة المسرح، ومن ذلك مسرحية "سر شهرزاد" لنجوى قعوار فرح، التي حاولت أن تحلل فيها شخصية الملك شهريار وعلاقته بشهرزاد، وأعدتها في فصلين عام 1958([xxvii])، وكتب محمود عباسي مسرحية "عودة علي بابا"، وحاول أن يلبسها ثوبا عصريا، من خلال الزي، واستخدام مفردات الحضارة المعاصرة، مثل السيارات، والهواتف، وأنابيب التخدير، والأسلحة العصرية، والشرطة بمواصفاتها الجديدة، وتصرف في بعض أحداث القصة، فاكتفى على سبيل المثال بثلاثة من اللصوص وزعيمهم، كما أنه نقل الثروة لصالح الشرطة، وجعل المكافأة هي مصدر تغيير حياة "علي بابا"، بالإضافة إلى تفهّم همّام بن قاسم طيبة عمه "علي"، ووقوفه مع زوجته إلى صفه وصف مرجانة كي يتم زواجهما، فيرحب بعلي بابا وزوجته، وينعم الجميع بثروة قاسم التي ورثها همام([xxviii]).

        كما اعتمد محمود عباسي وميشيل حداد على حكاية التاجر البخيل "أبو القاسم الطنبوري"، في مسرحية "مداس الطنبوري"، وصورا محاولات "أبو القاسم" التخلص من حذائه المرقع المشهور، وما جلبه عليه من مصائب بتدبير "حسن" الإسكافي جار أبي القاسم، والراغب في الزواج من ابنته، و"أبو منصور" التاجر وزوجته، بالإضافة إلى محاولات ابنته، حتى يصل الجميع بعد سلسلة من الحوادث المضحكة، التي أوقع فيها أبو القاسم نفسه؛ إلى استسلام "أبو القاسم" وقبوله بزواج حسن من ابنته نفيسة([xxix])، ومن الواضح أن عباسي قد توجه في المسرحيتين إلى الأطفال، في محاولة لربطهم بالتراث الشعبي المميز في الحضارة العربية.

        وكان من الطبيعي نتيجة الاحتكاك بالغرب وتفاعل الحياة المسرحية العربية، أن تبقى آثار التراث الغربي واضحة ما بين الأسطورة والترجمة والاقتباس، فنص مارون النقاش الأول "البخيل" مقتبس عن "بخيل" موليير، على الرغم من السمات العربية التي أثبتها النقاش فيه.

        وقد أشار جميل البحري وهو من الرواد الأوائل في المسرح الفلسطيني إلى هذه الظاهرة في مقدمة مسرحيته "سجين القصر" التي ترجمها عام 1927، عن الفرنسية لكنه تصرف بها تصرفا كبيرا بما يتناسب والبيئة العربية التي رغب في تقديمها إليها، فاستبدل أدوار النساء بأدوار تحاكيها رقة شعور مع الاحتفاظ بوقائع المسرحية وأهدافها([xxx]).

        وبنى جميل البحري مسرحية "سجين القصر" على حكاية تعود إلى حادثة طريفة أثرت في مستقبل حياة "أنطونيو" نديم "أنجلو" حاكم مدينة بادوا، فقد ولد "أنطونيو" لأبوين فقيرين، ما لبث أن توفي أبوه، وراحت أمه تحتال لتعيله، فترقص لهذا وتغنى لذاك، وعندما كان أنطونيو في السابعة مر بها أحد القواد "رودلفو" وهي تنشد أغنية لا تفهم معناها، فأمر بشنقها، ولم يرحم القائد بكاء الأم ولا استرحام الابن أنطونيو، لكنه استجاب لبكاء ولده روميو الذي استرحم والده بعد أن رق قلبه لهما،  فتأثر لبكاء ولده وعفا عنها، فأعطت صليبها لمخلصها الطفل، ولما كبر أنطونيو وأصبح نديما للحاكم باستطاعته أن يرد الجميل لمخلصه أعلن عن مكافأة "عشرة آلاف من الذهب" لمن يدله على مكانه، فتدخل هنا الجاسوس "هامودي" الذي كان يعرف تطورات أحوال رودلفو وولده، فروميو مخلص الأم أسير في سجن قصر الحاكم لأنه ينتمي إلى أسرة إيزيلينيودي التي كانت حاكمة قبل مائتي عام لمدينة بادوا، ووالده التقى به بعد سبع سنوات من البحث، ولكنه فقده مرة ثانية لأنهم اكتشفوا أمره ومحاولته تهريب ولده، فوعده هامودي بتمكينه من رؤية ولده من جديد، ولكنه يعد مؤامرة لكشفهما  أمام الحاكم من خلال نديمه "أنطونيو"، فيدبر لقاءهما معا، ويبلغ أنطونيو بموعد المقابلة، وعندما يكتشف القائد وولده المؤامرة يدخل القائد غرفة المصلى ويرقد متناوما، ويدخل أنطونيو ليكشف المؤامرة، وبينما كان ينادي الحاكم لمح صليب أمه معلقا في صدر روميو، فرق له، ومكنه ووالده من الخروج من القصر، لكن هامودي يخطط لاغتيال السجين، فيقتله رودلفو إثر مبارزة، فيوصي هامودي الحارس أن يوصل رسالته للحاكم، الذي يصر على قتل روميو بالسم، وعندما يتباطأ روميو في ذلك يأمره أنطونيو بالإسراع فيه قبل أن يأتوا بالسياف، لأن الكأس فيه مخدر، وبالفعل يشربه روميو، لينقذه أنطونيو من القبر بعد أن دفع للمكلفين بدفنه مبلغا من المال، وينقله إلى بيته، ويوشك رودلفو الأب أن يبطش بأنطونيو لولا تحرك روميو، فيدرك أنه أنقذ ولده، ويغادر الاثنان المدينة بسلام، ومن الواضح أن المسرحية قامت على سلسلة من المغامرات بهدف الخلوص إلى موعظة أخلاقية مفادها أن من يزرع الخير يحصد الخير لا محالة([xxxi]).

        ويسير جميل البحري على النهج نفسه في مسرحية "قاتل أخيه" التي حظيت بالاهتمام فمثلت عدة مرات على المسارح الفلسطينية، وتدور حول أخوين فقدا أبويهما فوضع الأخ الأكبر "ريكاردوس" يده على ميراث أبيه، وأصبح الحاكم المطلق، أما الأخ الأصغر "هنري" فكان له مبلغ معلوم من المال يكفل نفقاته الشخصية، لكنه عاش حياة طيش أودت بماله وأغرقته في الديون، فطلب المساعدة من أخيه لكنه رفض، فاضطر إلى اللجوء للمرابي "منسي" فأقرضه هذا، وبدأ يثيره على أخيه حتى يرث ماله فقام هنري بقتل أخيه، واكتشفت جريمته، وأتى الجند ليقبضوا عليه، فوجدوا المرابي يسقي هنري خمرا مسموما، ويتبين للاثنين من حديث الجنود أن ريكاردوس عولج ونجا من الموت، ويقبض الجنود على منسي، الذي يرى جهوده ضائعة فيهجم على هنري ويطعنه طعنات قاتلة، فيبكى ريكاردوس أخاه، ويعفو عن المرابي عفوا يجعله يعيش بضمير معذب يائس من رحمة الله([xxxii]).

        وقد اتجهت بعض المسرحيات إلى اتخاذ الشكل التراثي المتخيل، بعيدا عن الالتزام بوقائع وحقائق تاريخية، أو نصوص دينية وأدبية للتعبير عن فكرة بعينها، ومن ذلك مسرحية "العز بالتضامن" لإحسان النمر([xxxiii])، ومسرحيتا "الموت الأكبر" و "لا" لزكى درويش([xxxiv])، ومسرحية " ليالي شمس النهار" لإبراهيم السعافين([xxxv])، ومسرحية "التحقيق في مقتل الشيخ مفتاح بن مفتاح" لفوزي الحاج([xxxvi]).

        المسرح الديني:

        ليس من السهل أن نقول أن المسرح الفلسطيني قد اهتم بالمسرح الديني كما جاء في المسرج الغربي، فقد اتجه المسرح الديني هنا نحو القضايا الحياتية المختلفة والقيم الأخلاقية التي راح يحاول ترسيخها، واستفاد من مفردات التراث الديني في تصوير ما يريد من الأفكار، ويمكن القول أن التراث الديني حظي باهتمام كبير لدى المدارس التبشيرية التي مهدت للمسرح، ثم جاء التوجه إلى تراث الإسلام للتركيز على مبادئه الأولية، ومن ذلك مشهد "حطموا الأصنام"؛ الذي أعده نصري الجوزي من رواية عمر بن الخطاب للمضحكات المبكيات في الجاهلية، حيث جعل الجوزي قريش تحتفل بآلهتها، وعلى هامش الاحتفال يلعب جماعة من الصبية منهم عمر بن الخطاب وعثمان وسعيد وعبد الرحمن وعلي، إذ يقررون الشروع بلعبة عريس وعروس، لكن عمر يرفض ويقترح لعبة الآلهة، فيصنعون إلها من التمر ويدورون حوله ويركعون له مقلدين آباءهم، ويصنعون إلاههم هذا من الرطب والتمر على شاكلة هبل، وعندما تكتمل صناعته يختلفون حول تسميته إله الصبيان أم الإله الأبكم ويستقر رأيهم على تسميته بإله الجماد ثم يصلون له، ويطلبون منه ما يتمنون، إلا  عمر الذي يسخر منه، بل إنه في غيابهم، وبعد انتهائهم من اللعب يجوع، فيأكل يديه، وعندما يعودون يخشون إن تركوه أن يأكل قدميه ورأسه، فيهجمون عليه ويأكلونه([xxxvii]) ويبرز الكاتب أسباب عبادة الأصنام، والرغبة الكامنة في البحث عن إله قوي يردهم عن طريق الغواية والضلال كما جاء على لسان عمر، ومن الواضح أن الكاتب قد ألبس الرواية ثوبا من الأدب والخيال ابتعد به عن دقة الرواية، ذلك أن علي، على سبيل المثال، لم يكن مجايلا لعمر في صباه، هذا إن كان يقصد علي بن أبي طالب، وإن لم يقصده، فهو قد وضع مجموعة من الشخصيات بهدف درامي واضح، كما أن الرواية الأصلية لم يحدد فيها عمر بن الخطاب إن كان قد أكل كغيره إله التمر، ومن الواضح أن الرواية لم تقصد أن الأطفال هم فقط من قاموا بهذا الأمر، ومن هنا جاءت مفارقة الجاهلية التي أبكت عمر بن الخطاب يوم أن ذكرها.

        ويعد شكري سعيد مشهدا يتناول موقف "هجرة الرسول"، حيث يصور ليلة خروج النبي صلى الله عليه وسلم من الحصار، وإعلان أبي سفيان عن مكافأة مائة ناقة لمن يحضر محمد، صلى الله عليه وسلم، حيا أو ميتا، فيسرع سراقة بن مالك بن جعشم كغيره في البحث عن محمد وصاحبه، تحدوه الرغبة بالحصول على المكافأة، ويعود الجميع بخفي حنين، لكن سراقة يتابع البحث، ويسلك طريق الشاطئ البعيد، فيصادف النبي وأبا بكر، فيغذ خطو حصانه ويشرع رمحه ويهاجمهما، لكن النبي يدعو الله أن يكفيه شره، فتميد قدما الحصان، ويفزع سراقة، ويتوسل من أجل النجاة، فينقذه النبي، ويعده بسواري كسرى، ويعود سراقة كي يعمي عن الرجلين، ويضلل الباحثين عنهما، ويصل الكاتب إلى المنظر الأخير ليصور المسلمين بعد سنوات وهم يفتحون بلاد كسرى، فيرسل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين لسراقة، ويلبسه سواري كسرى وفاء بعهد النبي الذي منحهما إياه في ظروف مستحيلة([xxxviii]). 

        وقد التزم الكاتب بالرواية التاريخية، وكان من الواضح أنه يبرز عظمة الإسلام، وصدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويسلط الضوء على جانب مشرق من تاريخ الأمة، فالثقة بالنصر لا يعدمها المرء في أحلك الظروف، ومحمد صلى الله عليه وسلم على الرغم من الظروف المريرة التي يمر بها، يعد سراقة بالمستحيل، ويتحقق الوعد يوما، ليصبح واقعا مشهودا.

        ولجأ شكري السعيد إلى تصوير مشهد دخول عمر بن الخطاب مدينة القدس فاتحا في تمثيلية "القدس الشريف"، مبرزا العهد الذي كتبه لأهلها، ورفضه الصلاة في الكنيسة، وصلاته في مكان قريب يقام عليه فيما بعد مسجد عمر([xxxix])، وكأن الكاتب يشير من خلال ذلك إلى عوامل النصر القائمة على العدل والرحمة متمثلين في مشهد عمر السائر على قدميه وخادمه الراكب على الجمل، وفي أسباب رفض عمر للصلاة في الكنيسة حتى لا يأتي من يحولها من المسلمين إلى مسجد، وفي روح العهد الذي كنبه لأهل إيلياء.

        واستمدت نجوى قعوار فرح شخصية المسيح في مسرحية "ملك المجد" من حوادث الإنجيل، وتحدثت فيها عن مولد السيد المسيح، وأعماله الإنسانية، والمبادئ العامة التي كان يبشر بها، واستخدمت فيها ما يزيد على خمسين شخصية، كما انتقلت بمشاهد المسرحية في أكثر من مكان، وكان هدفها دينيا صرفا([xl]).

        وكتب درويش المقدادي مسرحية ضخمة بعنوان "بين جاهليتين"، تناول فيها المرحلة التي سبقت ميلاد محمد صلي الله عليه وسلم، وصولا إلى زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها، مسجلا طبيعة الجاهلية، ليصل إلى أهمية البعثة النبوية، في إزالة الجهل والشرك، مشيرا من خلال ذلك إلى التشابه الكبير في ممارسات الجاهلية الأولى، والكثير من الممارسات في العصر الحديث، واهتم الكاتب هنا بالوازع الديني، وجعل ذلك امتدادا لكتبه التاريخية: "تاريخ الأمة العربية"، و"تاريخنا"، التي كتبها بأسلوب قصصي، وقد حرص على التوسع من خلالها في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لاعتقاده أن المرء يجب أن ينشأ مؤمنا بأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو زعيم الأمة الأعظم، وسيدها ونبيها، وموحد كيانها، ومصدر عزتها، وسر بقائها، و أن سيرته هي النور الذي يهدي سواء السبيل، وقد حاول الكاتب الالتزام بالأحداث التاريخية مع تغيير طفيف في ترتيب بعض الأحداث -أشار إليه في موضعه- حتى أنه التزم بتجسيد شخصية النبي صلى الله عليه وسلم في أحداث المسرحية، وذلك مما نأى عنه علماء الإسلام، وأشاروا بعدم جوازه في حق النبي وأصحابه.

        وقد سار على النهج نفسه محمود عباسي في مسرحية "أبو الأنبياء"، حيث جسد شخصية إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وابتدأ مسرحيته بموقف متأزم تمثل في إحساس النمرود بخطورة دعوة إبراهيم، ووصول النبأ بتحطيمه أصنام المعبد، والحوار الذي دار بينهما، وعرض فيه إبراهيم آراءه، وتحدى للنمرود، فقرر النمرود إحراقه، ومن ثم نجى إبراهيم وخرج إلى أرض كنعان، ثم يستعرض الكاتب في الفصل الثاني بشارة الملائكة بإنجاب إبراهيم، وزواجه من هاجر، ثم بشارة الملائكة له بعد فترة من الزمن بإنجابه من سارة، ثم يستعرض في الفصل الثالث بمشهديه، قصة ترك إبراهيم هاجر وولده في الصحراء بأمر الله، وحكاية فداء إسماعيل بكبش عظيم([xli])، وقد اعتمد الكاتب على الرواية التاريخية دون إسقاطات أو رموز، واكتفي بما تحمله من دلالات وعبر أشار إليها في مقدمة الكتاب.

        وتناول فوزي الحاج في مسرحية "النور مطلعه الشرق"، حكاية أهل الكهف الواردة في القرآن الكريم، لكنه جعلهم ينتمون إلى أكثر من عصر، فأحدهم فر بدينه التوراتي من طغيان أنتيخوس الرابع، والثاني فر بدينه المسيحي من ظلم الملك، والثالث فر بدين الإسلام من بطش المنذر ملك الحيرة، الذي حارب من أسلموا من قومه، وقد عاد هؤلاء إلى الحياة في العصر الحديث، وخاضوا معتركها، لكنهم اصطدموا بمغرياتها المتطورة، وراح كل واحد من هؤلاء ضحية لواحدة من مبتكرات العصر، فحزقيال اليهودي أصبح دانيال الصهيوني، عاشق الذهب، وتاجر النساء، وإلياس المسيحي أصبح جوزيف، الغارق في حب الخمر، وعبد الله المسلم أصبح "مطيع" المحب للنساء، وتاجر السلاح، ووصل بهم الأمر إلى التضارب بينهم بعد الاختلاف على المكاسب المادية، وسقوطهم على الأرض إرهاقا وتعبا، وبقاء كلبهم وحيدا، ليتركه الناسك أمينا عليهم، راجيا أن يعودوا بأرواحهم لا بأجسادهم([xlii])، في إشارة واضحة إلى فساد أتباع الأديان، وعجزهم عن معالجة مشكلات العصر، وغرقهم في مستنقع الرغبات، وغياب الروح الحقيقة المشرقة، التي طالما سارت بها حياة العدل على الأرض، وقد تصرف الكاتب في الحقيقة التاريخية، وجمع هؤلاء الثلاثة، ووضع المسئولية على كاهلهم وحدهم، بينما ترك الآخرين، إما غارقين في الشهوات، كالضابط، وبائع المخدرات، والعامل، والصبي، وغيرهم، لا مسئولية عليهم، وإما غارقين في العبادة والزهد، كالناسك، ينتظر عودة أهل الكهف، ولا يمارس أي سلوك إيجابي، يقود إلى التغيير.

        ويأخذ محمد القاضي شخصية أيوب النبي عليه السلام معادلا موضوعيا للشعب الفلسطيني، ومعاناته في مواجهة الاحتلال، والعلاقة الوطيدة بينه وبين زوجته، التي مازال ينتظرها، ومازالت تنتظره، ويشيد معها رغم المتاعب جمهورية أيوب، وجنودها الأطفال يلقون الحجارة في وجه الجمهور، ليشارك في معركة التحرير([xliii]).

              

([i]) صقر؛ أحمد، 1998، توظيف التراث الشعبي في المسرح العربي، الإسكندرية، مركز الإسكندرية للكتاب، 100.

([ii]) مندور، الأدب وفنونه، 75.

([iii]) سعيد، القدس الشريف، (95- 103).

([iv]) جبر، ثلاث مسرحيات، 1978، (57- 85).

([v]) الجوزي، تاريخ المسرح الفلسطيني 1918-1948، 13.

([vi]) السعافين، نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948،96.

([vii]) علاء الدين؛ محمد حسن، امرؤ القيس بن حجر، القدس، المطبعة التجارية، 1946 .

([viii])عيسى؛ محيي الدين الحاج، مصرع كليب، ط2، دمشق، مطبعة الجليل، 1981، 8.

([ix]) عيسى، مصرع كليب.

([x]) الجوزي، تاريخ المسرح الفلسطيني 1918-1948، 14.

([xi]) السعافين، نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948، 104-110.

([xii]) الجوزي، تاريخ المسرح الفلسطيني 1918-1948، (423،525).

([xiii]) المرعشلي، الموسوعة الفلسطينية، ج1، 209.

([xiv]) ياغي، حياة الأدب الفلسطيني الحديث من أول النهضة حتى النكبة، 104.

([xv]) السعافين، نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948،95.

([xvi]) عبد الهادي، معا إلى القمة، (57- 72).

([xvii]) الملاح، مسرح الاحتلال في فلسطين، 128.

([xviii]) خوري، وريث الجزار، 1960.

([xix]) خوري، حنين، 1970.

([xx]) خوري، وفاء البادية، 1971. (يرى البعض ومنهم الشاعر إبراهيم طوقان أن السموأل لم يضحِ بولده وفاء بالأمانة؛ وإنما طمعا فيها، ولم تشر كتب التاريخ إلى أنه أعطى ميراث امرئ القيس لأقاربه).

([xxi]) خوري، بعد الأسوار، 1982.

([xxii]) الفتياني، أريحا مدينة القمر، 1994.

([xxiii]) صقر، توظيف التراث الشعبي في المسرح العربي، (21- 54).

          المحبظون: جماعة من الفنانين الجوالين، يقدمون عروضهم في حفلات الزواج والختان، وفي بيوت الأغنياء والأماكن العامة، معتمدين على النكات والحركات والارتجال والتقليد.

([xxiv]) علاء الدين، امرؤ القيس بن حجر، 62.

([xxv]) السعافين، نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948،111-114.

([xxvi]) السعافين، نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948،120.

([xxvii]) الجوزي، تاريخ المسرح الفلسطيني 1918-1948، (138، 145).

([xxviii]) عباسي، عودة على بابا، ط5، 1976.

([xxix]) عباسي، مداس الطنبوري، 1978.

([xxx]) ياغي، حياة الأدب الفلسطيني الحديث من أول النهضة حتى النكبة، 466.

([xxxi]) السعافين، نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين حتى عام 1948،122.

([xxxii]) الجوزي، تاريخ المسرح الفلسطيني 1918-1948، 60.

([xxxiii]) النمر، العز بالتضامن، 1401 هـ .

([xxxiv]) - درويش، الموت الأكبر، 1979.          - درويش، لا، 1980.

([xxxv]) السعافين، ليالي شمس النهار، 1982.

([xxxvi]) الحاج، التحقيق في مقتل الشيخ مفتاح بن مفتاح، (1990).

([xxxvii]) الجوزي،1971، السلسلة المسرحية للطلبة، مجموعة2، ط1، دمشق، مطبعة طربين، (75-97).

([xxxviii]) السعيد، القدس الشريف وتمثيليات أخرى، (116-126).

([xxxix]) السعيد، القدس الشريف، (11-18).

([xl]) الجوزي، تاريخ المسرح الفلسطيني 1918-1948، (138- 143).

([xli]) عباسي، أبو الأنبياء، 1972.

([xlii]) الحاج، النور مطلعه الشرق، (د.ت).

([xliii]) القاضي، دولة أيوب، 1998.