فلسطين والغزو الفكري

محمد حامد شقورة

[email protected]

لا ينكر أحد في هذا العالم أجمع أن الشعب الفلسطيني بكل فئاته شبابا وشيوخا نساءا وأطفالا قد عرفوا طريق حياتهم متعلقين بدينهم متمسكين بأرضهم وجهادهم الذي كتبه الله عليهم ليعذب قوما ما عرفوا للإسلام دولة. مما أغاظ أعداء الله من الصليبيين وغيرهم فأخذوا يحيكوا ويدبروا بكافة الطرق والوسائل المتعددة ليبعدوا الشباب المسلم في فلسطين وغيرها عن دينهم الحنيف وللأسف نرى كثيرا من الشباب قد وقع في شباك هذه الوسائل والمصائد التي تنصب ليل نهار.....

وإحدى هذه الوسائل بل دعوني أقول أخطرها الغزو الفكري الصليبي لديار المسلمين في عقر دارهم،فيبث العدو أفكاره وآرائه المسمومة ليبعد شبابنا وفتياتنا عن دينهم ليسهل تفكيك المجتمع كيف لا والكل يعلم أن ضياع فئة الشباب من المجتمع  ،ضياع المجتمع ككل ،فهزيمة الشباب فكريا هي الخطوة الأولى لهزيمتهم عسكريا وبكل سهولة بعد ان كانوا يسطرون أسمى آيات الصمود قي ظل العقيدة الإسلامية والشرع الرباني الحنيف....

وللغزو الفكري أدوات متعددة منها: التبشير، والتنصير والفضائيات ،وعالم الانترنت.

لايتسع المقام للحديث عنها جميعا ولكن دعونا نتحدث عن واحدة هي الأوسع انتشارا في العالم الإسلامي وهي الأخطر على الشباب في هذه الفترة....

عالم الانترنت......

لا ينكر أحد منا أن للانترنت منافع جما استفاد منها حتى المجاهدون أنفسهم ولكن لوحظ في عصرنا الحالي أن الانترنت قد استخدم لأغراض سيئة بصورة كبيرة مما أتاح للصليبيين وغيرهم الاستمرار في هذه الطريق  لأنهم وجدوا شبابا قد تخلو عن مبادئهم لإشباع رغباتهم وتخلفوا عن عقيدتهم لإرضاء شهواتهم...

فلماذا هذه الأشياء؟؟

ولي في هذا المقام بعض الأسئلة..

أولا: ماذا يجني الشباب عند استخدام الانترنت بصورته السيئة غير ضياع أوقاتهم والوقوع في معصية رب العالمين؟

ثانيا:هل أخذوا شيئا يذكر غير ضياع مستقبلهم بفعل ملاحقات ومحادثات بالتعارف الزائف عبر الشات الذي كان طريقا إلي العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية؟

ثالثا: من هو المسئول عن كل هذا؟

دعوني أقول أن المسؤولية أولا وأخيرا تقع على الشخص نفسه شابا كان أو فتاه لأنه هو الذي ارتضى على نفسه هذه الطريق.

ولكن لانستطيع أن نخلى أولياء الأمور من المسؤولية كيف لا وقد تركوا شبابهم  وفتياتهم من غير مراقبة أو مسائلة أو توجيه.

ولى هنا نصيحة إليهم ألا يخونوا أماناتهم..... فالأبناء أمانة سيسألك عنها الله أبي الغالي ويا أمي الحنون.

إن ما وصلنا إليه في هذه المرحلة من تخلف وانقياد ما كان إلا لأننا ارتضينا الذلة والابتعاد عن شرع ربنا ومنهجنا الإسلامي الحنيف.

فيا شباب الإسلام العظيم يامن تنتمون إلى هذا الشعب الفلسطيني خاصة والأمة العربية والإسلامية على وجه العموم لا تجعلوا من أنفسكم فريسة سهلة لأولئك الذين يريدون إليكم الهزيمة ولتكونوا شبابا عظيما عرفوا طريقهم حق المعرفة ولتقفوا سدا منيعا أمام هذه الوسائل التي ذكرت ولتقتدوا بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نصروا الله وأغاظوا بدينهم أعداء الله وتشبثوا بنهجهم وعقيدتهم فمكن الله لهم في هذه الأرض فنحن مسلمون وسنبقى مسلمون مجاهدون على أرض طاهرة لا خاضعين ولا تابعين لغير الله غز وجل.

ليخسأ أولئك الذين يراهنون على ضياع مستقبل شباب فلسطين.