العروض رقمياً (5)
العروض رقمياً (5)
م/ع
خشان خشان
موضوع م/ع من أجمل تطبيقات الرقمي، ومساره مستقل عن الأوزان وهو ينطبق على الشعر وسواه. ولنقل هنا نظرية تحتاج إلى استقراء وتجريب لتقرير مدى صدقيتها وانطباقها
كثيرا أنصح دارسي الرقمي بدراسته للفكر كما للشعر. فهو يتناول رؤية شاملة لخصائص إيقاع الشعر العربي تندرج في إطارها تفاصيل البحور والأوزان. كما أنه يفتح آفاقا جديدة للتطبيق. وبقدر ما يتفاعل معه القارئ بقدر ما تنفح آفاق جديدة له ربما لم يُسبق إليها.
ماذا تعني م/ع ؟
المقاطع
:
كَرْ
-
رِرْ - ذكْ
كل منها
مكون من متحرك وبعده حرف ساكن أو
مُـسَكّن
تمييزا له عن
المقطع
المنتهي بحرف علة ممدود ولهذا نرمز لمثل هذه المقاطع بالرمز
م*
أول حرف
من كلمة
مــسكّن
ونضع على
الرقم 2 وهو رمزها علامة سكون أو نجمة
هكذا 2 ْ
أو 2* أو نكتبه بالأحمر وكذلك المقطع
لِسَمْ= 3*.
ولا نفرق في تعداد مقاطع م بين الرقمين 2* و 3*
فإن المقاطع كرْ – رِرْ – ذكْ – لِسَمْ = 2* 2* 2* 3* وعدد المقاطع المسكنة ( م* ) هنا = 4 أي أربع مقاطع فنقول م = 4
أما المقطع
عي =
2 ( بدون سكون
ولأنه ينتهي بحرف
(
عــلة
ممدود(
نرمز له
ولمثله بالحرف
ع
والمقطع(
رها ) = 3
بدون
سكون ونعتبره من عداد مقاطع
ع
المقطعان : عي – رها = 2 – 3 وعليه يكون عدد ع مقطعان = 2 مقطع
لو جمعنا المقاطع أعلاه في سياق واحد
كرْ – رِرْ – ذكْ – لِسَمْ – عي – رها
فإن عدد م = 4 وعدد ع = 2
ونقصد ب (م/ع ) حاصل قسمة عدد م على عدد ع فنقول م/ع = 4/2=2.0
والتلوين هنا على سبيل الإيضاح لا
غير.
لنعد ترتيب هذه المقاطع على النحو
كَرْ رِرْ لِسَمْ عي ذِكْ رها = 2 2 3 2 2 3
كر* رِر* لسمْ عي ذك* رها = 2* 2*3* 2 2* 3
فإن م/ع تبقى=4/2 = 2.0 ولو دققت في هذه المقاطع لوجدتها مقاطع عبارة
كرّرْ
لسمعي ذكرها – ويكون م/ع
لهذا
الشطر من بيت شعر البهاء زهير = 4/2=2.0
ولو
أخذنا بيت الشعر
كاملا
كررّ لسمعي ذكرها ودع الحديث بها يطول
كرْ ررْ لسمْ عي ذكْ رها وَ دعلْ حدي ثَ بها يطو لو
2* 2* 3* 2 2* 3 1 3* 3 1 3 3 2
للصدر : ( م=4) – ( ع= 2) – (م/ع)=4/2 =2.0
الرقم 1 لا نعده مع م ولا مع ع
للعجز : ( م=1) – ( ع= 4) – (م/ع) =1/4= 0.25ولأقرب خانة عشرية = 0.3
هنا نتساءل هل للفرق بين مؤشر م/ع للصدر =2.0 ....و....م/ع للعجز = 0.3 دلالة؟
سؤال نعود إليه بعد قليل.
ويبقى أن نعرف أن مؤشر م/ع للبيت ككل
= (عدد م في الشطرين) / ( عدد ع في الشطرين)
لأقرب خانة عشرية = 5/6 =0.8
لنأخذ البيتين الذين أوردهما د.عز الدين إسماعيل[1] في معرض حديثه عن الفرق بين نغمتين من ذات البحر:
مشينا مشية الليـث غدا والليث غضبان
مشي* نا مش* يتل* لي* ثي =عد ول* لي* ثغض* با نو
3* 2 2* 3* 2* 2 .........3 2* 2* 3* 2 2
م* /ع = 7/5=1.4
والبيت:
ألا طيري ألا طيري وغنّي يا عصافيري
ألا طي ري ألا طي ري وغن* ني يا عصا في ري
3 2 2 3 2 2 3* 2 2 3 2 2
ويميز بين الضربات القوية القصيرة في الأبيات الأولى التي توحي بالحسم، ورخاوة المقاطع ولينها وبطء الحركة في المثل الثاني. وقد نبه كثير من المحدثين إلى الفارق بين الساكن وحرف المد، حتى اعتبر بعضهم عدم أخذه في الاعتبار ثغرة في عروض الخليل[2] (25-ص26(
م/ع
= 1/11=0.1
في البيت
الأول
(
مشينا
مشية الليث ) لدلالته على الشدة بدت موسيقاه وكأنها موسيقى عسكرية صارمة
وكان
مؤشرها =1.4أي 14 ضعفا لموسيقى البيت الثاني ( ألا طيري ألا طيري ) وهي أشبه
بهدهدة
لطيفه.
من هذين
البيتين نستنتج أن ارتفاع م/ع مرتبط بالقوة.
وكما
سنرى
مستقبلا فإن حكم القوة يسري على قوة الفكرة أو حيوية الصورة أو شدة المشاعر أو
السرعة
لنعد
الآن إلى شطري بيت البهاء زهير لنتحسس سر اختلاف مؤشري
الشطرين:
كررّ لسمعي ذكرها
ودع الحديث بها يطول
م/ع
للصدر..2.0 م/ع
للعجز ...0.3
في الصدر إلحاح وتلهف لمبدإ ذكر اسمها فمؤشره أعلى من مؤشر العجز
حيث
يتخيل الشاعر استجابة المخاطب ويسهب وكأنه قد تحقق له طلبه في إطالة الحديث
معها
الذي وإن جاء كطلب إلا أن انخفاض مؤشره يوحي بأنه سرح مع اسمها فارتاحت نفسه
فانخفض
مؤشر الشطر.
لنأخذ بيت امرئ القيس
مكـرٍّ مـفـرٍّ مقـبـل مـدبـرٍ مـعـاً كجلمود صخرٍ حطّـه السيـلُ مـن عـلِ
مكرْ رنْ مفرْ رنْ مقْ بلنْ مدْ برنْ معـنْ .كجلْ مو دصخْ رنْ حطْ طهسْ سيْ لمنْ علي
3* 2* 3* 2 * 2* 3* 2* 3* 3* 3* 2 3* 2* 2* 3* 2* 3* 3
م* = 16 .ع=2 .م/ع = 16/2 =8.0
وانظر إلى قيمة م/ع في الصدر = 9/صفر = عالية جدا ولنفترضها اصطلاحا ضعف البسط =18.0
وهي في العجز = 7/ 2 = 3.5
وهذا الفارق راجع إلى الحديث المباشر في الصدر عن الموصوف، فلما انتقل إلى تشبيهه لم يكن تفاعل النفس مع المشبه به – على قوة التشبيه - كتفاعلها مع سرعة الحصان ذاته.
قارن هذا مع مطلع معلقته
قفا نبْكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ
3 2* 3* 2* 2 3 2* 3* 3 3* 2* 3 2* 2* 3 1 3 * 3
م= 10/7=1.4
أنخفاض المؤشر هنا راجع إلى ما يرين على نفس الشاعر من حزن مستقر، عبر عنه برقة تناسب هدوء هذا الحزن.
ولو قال في الصدر
قفا نبكِ من فتكٍ وهجـرٍ مُقَتّـلِ =3 2* 3* 2* 2* 3* 2* 3* 3
لكان م/ع=8/2=4.0 مقارنة مع مؤشر
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ = 3 2* 3* 2* 2 3 2* 3* 3 .....م/ع =5/4=1.3
والفارق هنا راجع إلى أن النص المحرف (قفا نبكِ من فتكٍ وهجرٍ مُقَتّلِ)
فيه تذمر وثورة وإحساس بالمرارة (م/ع=4)، في حين أن النص الأصلي (قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ)
يعبر عن حزن وحنين مشوبين بنوع من الهدوء العاطفي ( م/ع=1.3)
استوقفني ما ذكره تعالى على لسان موسى عليه السلام عندما قتل الرجل الصالح الغلام. في الآية 74 من سورة الكهف " أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا"
النجمة ( * ) = سكون ( ه )
أ قتل* تنف* سن* زكي* يتن* بغي* رنف* سن* لقد* جئ* تشي* أن* نُك* را
= 1 3* 3* 2* 3* 3* 3* 3* 2* 3* 2* 3* 2* 2* 2
م/ع = 13/1=13.0
وقلت إن موسى عليه السلام لم يكن بنطق العربية، والله سبحانه أصدق القائلين ذكر لنا ما قاله موسى عليه السلام بأبلغ لسان عربي مبرإ عن عيوب التعبير البشري. ونظرت لارتفاع المؤشر في هذا الجزء من الآية على أنه تعبيرلا عن مدى انفعال سيدنا موسى عليه السلام لما رآه في حينه من هول قتل الغلام.
وشجعني ذلك على استعراض نماذج من مقول القول في القرآن الكريم وفي شعر بعض الشعراء وفي بعض النصوص النثرية ورأيت اطرادا شجعني على طرح هذا الموضوع كمظنة للصواب لتتم مناقشته. وقد قدمت المادة في عدة منتديات أدبية وشارك كثيرون في التطبيق عليها.
ثم كان أن اطلعت حديثا على هذا النص وتليه ترجمته.
Acoustic Correlates of Emotion
Expressiveness and intonation in English are intertwined. Intonation is applied within those acoustic parameters which vary in response to emotional state or attitude. The physiological effects of emotion arousal, depression necessarily affects the speech apparatus, and thereby, the speech output. An increase in arousal, as for fear or anger, is characterized by increased heart rate and blood pressure, changes in the rate, depth and pattern of respiratory movements, drying of the mouth and occasional muscle tremor. Speech is fast and loud, with greatest energy in the higher frequencies. Pitch range expands, median pitch is higher than in normal speech, and fluctuations in the pitch contour increase. Enunciation also becomes more precise. Conversely, a decrease in systemic arousal as occurs for relaxation or grief, is characterized by decreased heart rate and blood pressure and an increase in salivation. Speech is slow and low pitched, high frequencies are weak and enunciation loses precision.
http://64.233.183.104/search?q=cach...otion&hl=en
مع أن الحديث هنا عن اللغة الإنجليزية إلا أنه
يتناول
العلاقة بين الصوت والعاطفة على الإنسان بصفة عامة.
الترجمة
العلاقة بين الصوتي والعاطفي
التعبير والتنغيم متلازمان في الإنجليزية، ويتم التنغيم في الجوانب الصوتية التي تتأثر بالموقف العاطفي أو الحالة العاطفية.
للعاطفة أو الاستثارة أو الكآبة تأثيرات فسيولوجية تؤثر على وظائف الأعضاء ومنها الجهاز الصوتي وبالتالي تؤثر على الكلام
إن تزايد الانفعال كما في الخوف أو الغضب يتميز بزيادة في ضربات القلب وضغط الدم، وكذلك تحدث تغييرات في عمق ونمط حركات الجهاز التنفسي، وجفاف في الفم وارتعاش عرضي في العضلات، وبالتالي يكون الكلام سريعا وعاليا وتكون الطاقة أكبر في الترددات الأسرع.
ويزداد مدى درجة الصوت، حيث يرتفع متوسطها عن مثيله في الكلام العادي. ويزداد كذلك تذبذب منحنياتها.
والعكس
بالعكس، فإن قلة الانفعال كما في حالة الاسترخاء أو
الأسى [ لعله يقصد الخفيف
]
يتميز بانخفاض معدل كل من النبض وضغط الدم وزيادة
اللعاب، ويصبح الكلام أبطأ ودرجة
الصوت أقل، كما تقل دقة النطق
التعليق
إن تزايد الانفعال كما في الخوف أو الغضب يتميز
بزيادة في ضربات
القلب وضغط الدم، وكذلك تحدث تغييرات في عمق ونمط
حركات الجهاز التنفسي، وجفاف في
الفم وارتعاش عرضي في العضلات، وبالتالي يكون
الكلام سريعا وعاليا وتكون الطاقة
أكبر في الترددات الأسرع.
إن مقتضى تسارع الكلام يعني التقليل من
حروف المد، فوقت (لم =2*) أقل من وقت ( لا =2) وهذا
يعني تزايد مقاطع م* على
حساب مقاطع ع التي تتناقص.
لئن صح ذلك التفسير في الإنجليزية كعامل وحيد فإنه بنظري ليس كذلك في العربية. فثمة عبقرية هذه اللغة التي تحمل في طياتها ميلا إلى التسكين في مواقع يغلب عليها اتجاه إلى غير السرد العادي مما يزيد احتمال ترافق ذلك مع مستدعيات ارتفاع م/ع التي وإن غلب عليها حال الشاعر من الانفعال فإنها تتعدى ذلك إلى التعبير عن طبيعة حدث ما مثل سرعة الحركة أو إبراز لموقف ما سواء كان لذلك أثره على نفسية الشاعر في الأغلب أو كان ذلك الأثر محدودا.
ومن تلك الحالات
1- صيغ التفضيل : أكْبرُ = 2* 1 1 ، أعظمُ : 2* 11
2- صيغ التعجب : أسمعْ بهمْ وأبصرْ = 2* 2* 3* 3* 2*
3- صيغة فعّل وما تحمله من زيادة على المعنى : قطّع = 2* 11
4- فعل الأمر
5- جملة الشرط
6 – هاء السكت كما في قوله تعالى : " ما أغنى عني ماليهْ ( مالي = 2 2 ، ماليَهْ = 2 3*) ، هلك عني سلطانيَهْ "
7 – الضمائر المتصلة في حالة كونها مضاف إليه كما في القول (نبضةٍ = 2 3*)أو ( نبضهِ =2 3)
وربما سوى ذلك.
ومما استرعى انتباهي ميزة الفرق بين المفرد والجمع أحيانا فيما يخص هذا الموضوع مما يمنح الشاعر فرصة الاختيار حسب ما يوافق الحالة النفسية. ولنأخذ كلمة صخرة وجمعها صخور كمثال
خذ مثلا بيتي الشعر
قول إبراهيم الطباطبائي:
فكأنّ قلبك حين تعرض صخرة=عادية وفؤادك الفولاذُ
الصدر = ف كأن* نقل* بَ كحي نتع* ر ضص*ْ رتن*
= 1 3* 3* 1 3 3* 1 3* 3* م/ع = 5/1 =5.0
قول ابن الوردي:
حتى لقدْ كادتْ صخورُكَ بالهنا
يرقصْنَ لولا
أنهنَّ صخورُ
الصدر = حت* تى لقد* كا دت* صخو ر كبل* هنا
= 2* 2 3* 2 2* 3 1 3* 3 م/ع =4/4-1.0
في البيت الأول تعبير عن التبرم بقسوة قلب المخاطب وما يثيره ذلك من انقباض في نفس الشاعر فناسبت كلمة ( صخرةٌ = 2* 3* ) ارتفاع مؤشر م/ع المعبر عن الحالة.
وفي صدر البيت الثاني انشراح صدر بالهنا يكاد يرقص الصخور فناسبت كلمة ( صخوركَ = 3 1 1 ) انخفاض مؤشر م/ع
ولو ان الانشراح زاد فبلغ حد النشوة لارتفع المؤشر تعبيرا عن ذلك. خذ بيت ابن القيسراني:
لو أسمع صخرة لخرت طربا من نغمته فكيف قطن وخرق
الصدر = لو* أس* م عصخ* رتن* لخر* رت* ط ربا
2* 2* 1 3* 3* 3* 2* 1 3 م/ع = 6/1= 6.0
فانظر كيف استعمل صخرة عندما بلغت النشوة منه مبلغها وقارن هذا بالبيتين السابقين لترى كيف أن انفعال النفس في فرحها وفي تبرمها له مستويان في كل منهما. وتأتي الكلمات المناسبة من ( صخر) مفردة وجمعا لتعبر عن ذلك بما يتفق مع مؤشر م/ع.
وهنا يثور تساؤل ماذا لو أن الشاعر كان منقبضا بدرجة أقل مما في البيت الأول، يستنتج المرء أن كلمة صخور ستكون مناسبة في هذا السياق.
يقول فهد العسكر:
يا صخور الشاطي بربّك إن مرْ رَ على مرقدي هنا أحبابي
هنا حزن هادئ فاستعمل كلمة صخور التي تناسب انخفاض المؤشر
2 3 2* 2 2 3 1 3* 2* 1 م/ع = 3/5=0.6
لا أقول إن هذا يتم بوعي الشاعر لعلها عبقرية العربية ولعله لما لحالة الشاعر وانفعاله من تأثير على نبضه وتنفسه.
وللشاعر ماجد الغامدي:
أمـا فؤادي..لـن يبـوحَ بنبضـةٍ ( بنبْ ضتنْ ) = قَسماً..فليس الغدرُ مـن أخلاقـي
2* 2 3 2 2* 3 1 3* 3* = م/ع =4/4=1.0
ولو قال : بنبضهِ ( بنبْ ضهي = 3* 3) لكان المؤشر 3/4=0.6
فكلمة نبضةٍ توحي أقوي تعبيرا وأحدّ وقعا من نبضهِ
قَسماً..فليس الغدرُ مـن أخلاقـي
1 3* 3* 2* 2* 3* 2* 2 2 م/ع = 6/2=3.0
في الصدر تقرير، وهنا قسم وتصميم فيرتفع المؤشر إلى 3.0
وخذ هذا البيت للخبز أرزي:
موت البريَّة عند وقت وفاتِها والعاشقون لهم فنونُ مماتِ
2* 2* 3* 1 3* 3* 1 3 3 2*
2 3 1 3* 3 1 3 2
م/ع للصدر = 5/2=2.5
م/ع
للعجز = 2/4=0.5
الحديث في الشطرين عن الموت، فما ثمّ من تفاوت في
المعنى
ولا في قوة المعنى، وهذا يأخذنا لنقطة أخرى وهي أن
اختلاف المعنى أو اختلاف قوة
المعنى بين نصين ليس العامل الوحيد، فالفارق بين
مؤشري الصدر والعجز واضح، ومردّه
إلى الظلال التي تقترن بالنص والتي قد لا تغير شيئا
في المعنى، فهنا رغم وحدة
المعنى في الحديث عن الموت في الشطرين، إلا أنه في
الشطر الأول حديث تقريري موضوعي
محايد، فإذا تحدث عن العاشقين ولو في مقام الموت
ألقى العشق بظله على نفس الشاعر
دون شعور منه فرقت نفسه ورق حديثه فاختار كلمة ممات
وسبقتها كلمتا فنون والعاشقون
كل ذلك انعكاس لظلال خفية للمعنى قد لا تدركها
الأبصار ولكن تدركها النفوس
الحساسة.
ابن الخياط:
إِذا صالَ بَأْساً قَطَّعَ الْبِيضَ وَالْقَنا وَإِنْ فاضَ جُوداً بخَّلَ الدَّيَمَ الْغُزْرا
فما منـعت بُتْرٌ مِنَ الْبِيضِ قُطَّعٌ وَلا نَفَعَتْ جُرْدٌ مـن الْخَيْلِ قُرَّحُ
الوأواء الدمشقي:
لَئِنْ قَطَعَ الوَاشُونَ مَا كانَ بَيْنَنَا فَحَظُّكَ مِنْ قَلْبِي عَلَيْكَ مَصُونُ
فانظر كيف جاءت (قطّع) في موقف البأس، بينما جاءت ( قطَع ) في موقف مناجاة المحبوب
وفيما يلي استعراض تطبيقي للمقارنة لأزواج من الأبيات المنشورة في ( أدباء الشام)، مع تعليق قصير يفسر احتمال اختلاف مؤشر م/ع بين كل بيتين.
1- شعر : د . كمال أحمد غنيم من قصيدة (أين مواكب الفرسان؟!)
وراح يـسـائـل الأزهار والأشجار والوديانْ
3 1 3 3* 2* 2 3* 2 2 3* 2* 2 ه ..........م/ع = 6/6=1.0
نـزعت الخوف من قلبي ورحت أطارد الطغيانْ
3* 2* 2* 3* 2* 2 3* 1 3 3* 2* 2 ه..........م/ع = 9/3=3.0
رومانسية مريحة في البيت الأول(1.0)
وتحد وجرأة في البيت الثاني (3.0)
2- شعر: صالح جيتاوي من قصيدة ( أحمديّ الهوى)
لـست أدري إن كان عمراً جديداً أم غـروراً هـذا الذي هز قلبي
2* 3* 2 2* 2 3* 2* 3 2 2* 3 2* 2 2* 3 2* 3* 2
م/ع = 10/8= 1.3
فـهـي أمـنيَّة المُقرَّحِ في القيـ دِ رمـتـه الـسهام من كل صوب
2* 3* 2* 3* 3* 1 3* 2* 1 3* 2* 3 3* 2* 3* 2
م/ع =12/2=6.0
في البيت الأول انشراح رومنسي بين احتمالي عمر جديد وغرور (1.3)
في البيت الثاني أمنيّة تبدو بعيدة وتقريح قيد ووقع سهام (6.0)
3 - شعر : مؤمنة أديب الصالح من قصيدة ( لم الرحيل )
مالي إلى أحلى الربوعِ سبيلُ أفلا يجيء من الشـآم رسولُ
2 2 3 2* 2* 3 1 3 2 1 3 3 1 3* 3 1 3 2
م/ع = 3 / 11= 0.3
يا شام ما بقيتْ بعمريَ فسحةٌ لِمزيدِ شـوقٍ و الشبابُiذبولُ
2 2 3 1 3* 3* 1 3* 3* 1 3 3* 2* 2* 3 1 3 2
م/ع = 7/7=1.0
مؤشرات معظم أبيات القصيدة منخفضة، لعل ذلك مرده إلى استقرار الحالة النفسية لدى الشاعرة على مستوى معين من الحنين، الأمر الذي يفسر كثرة ورود حروف المد بشكل ملحوظ. ولكن يبقى اختلاف م/ع نسبيا ذا دلالة.
في البيت الأول استهلال كله حنين. (0.3).
في البيت الثاني يمتزج الحنين بمشاعر شخصية من أسى مرور العمر بعيدا عن الشام.(1.0)
وما ينطبق على أزواج الأبيات المتقدمة من دلالة م/ع ينطبق على شطري بيت الشعر انطباقه كذلك على أجزاء الكلام سائر الكلام. وفيما يلي مقارنة بين شطري بعض الأبيات على غرار ما تقدم
1- شعر : سليم عبد القادر من قصيدة ( أشواق حلبية )
رُويدكَ، قد هرِمتَ، وأنت ترجو لـقـاءً ، ما لموعـدِه iiطريـقُ
3* 1 3* 3* 1 3* 3* 2 3 2* 2 3* 1 3 3 2
م/ع للصدر = 5/1=5.0 م/ع للعجز = 2/5=0.4
الصدر : لوعة إدراك الحقيقة العجز : تعقيب يغلب عليه الاستسلام
2- شعر : صالح جيتاوي من قصيدة ( احمدي الهوى )
كيف يصبو الحسُّون للروض لما جـف رقـراقـه وما عاد يُصبي
2* 3* 2* 2* 2 3* 2* 3* 2 2* 3* 2 3 3 2 3* 2
م/ع للصدر = 7/2=3.5 م/ع للعجز = 3/5=0.6
الصدر : سؤال تشوبه ظلال حسرة العجز : وصف يغلب عليه التسليم
3- شعر: د. عثمان قدري مكانسي من قصيدة ( إشف القلوب )
فـكأنـك القـدَرُ العليُّ مهابةً وهُـمُ إلـى درْك الـمهانة صاروا
1 3* 3* 1 3* 3* 1 3 3* 1 3 3 1 3* 3 1 3 2
م/ع للصدر = 5/1=5.0 .م/ع للعجز = 1/ 5=0.5
الصدر : قوة المؤمن العجز: مهانة الخصم
أتمنى أن أكون قد أثرت اهتمام القارئ الكريم بالموضوع فهو بحاجة إلى مزيد من البحث والاستقصاء. كما أرجو أن أكون قد بينت تسهيل الأسلوب الرقمي للدراسة بغض النظر عن النتيجة.
وللمزيد يمكن العودة إلى المواضيع المدرجة أدناه [3]
الهوامش: نقلا عن كتاب (المدارس العروضية في الشعر العربي) لعبد ارؤوف بابكر السيد ( ص - 476)
[2] الدكتور محمد توفيق أبو علي في كتابه ( علم العروض ومحاولات التجديد ص – 26)
http://www.geocities.com/khashan_kh/43-numericalindex.html
http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=7fea4d231741f6aab7ae6b2f28c1d790&threadid=490
http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=625fb52628dd6b2f53d2f2fecd73c5c9&threadid=70
http://www.arood.com/vb/forumdisplay.php?s=6df6617738304434b6917df565f887b5&forumid=59