ظواهر لغوية

ظواهر لغوية

د. ماجد أبو ماضي

هناك مشاهد نلاحظها في مجتمعنا تسعى إلى تقليد الغرب في الحركات والسلوك, ويذهب الأمر إلى أبعد من ذلك عند استخدام بعض العبارات التي يعدها مستخدموها أنها تدخل في صلب التطور الحضاري, ونسي هؤلاء أن التطور لا يكون بالشكل بل هو في المضمون الذي هو الأساس ومنه البداية وإليه تؤول النهاية, وينبغي على المضمون أن يكون ساعياً إلى التقدم والتطور, لأن القفزة الحضارية لا تكون قائمة إلا على

أسس متينة وقواعد صلبة; ما يؤدي إلى القول إن تقليد الغرب يجب أن يكون بالعلم والعمل الجاد والتصميم على اللحاق بركب الدول الراقية المتمتعة بالتقدم العلمي, فإذا كان تقليدنا للغرب بهذا النمط عندها لا مانع لدينا من استخدام الحركات والسلوك المستخدمة عند الغربي لأننا نكون قد خطونا على طريق العلم والمعرفة,أما أن نقلد الغرب بشكل يمس القشور ويبتعد عن اللباب عندها نكون كمن يقنع نفسه بتوافه الأمور, كل هذا يقودني إلى الحديث عن ظاهرة منتشرة بين جيل الشباب الذين يتباهون بالملابس التي يلبسونها وقد كتب عليها شعارات أجنبية ويتفاخرون بأعلام الدول المرافقة لهذه العبارات التي لا يعرف من يلبسها ترجمة ما هو مكتوب سواءأكان معناه مفيداً أم مضرّاً بحقهم لأنه قد يسيء إليهم بشكلٍ أو بآخر, لأن هناك عبارات قاسية بحق من يلبسها, يصنعها الغرب للفت النظر إلى السلعة أو الدعاية المراد ترويجها هناك, فيأتي المتخلفون من شبابنا ليأخذوها كما هي بشعاراتها وعباراتها الساخرة ليلبسها كل منهم دون درايةٍ بالمعنى المقصود من هذه العبارات والجمل المخلة بالآداب والتي قد تتنافى مع قيمنا الوطنية والقومية والاجتماعية وحتى الاخلاقية , وعلى الرغم من أن مديريات التموين في المحافظات قد وجهت الصناعيين والحرفيين بعدم طباعة أي كلمات أجنبية على الالبسة والسلع للترويج بعبارات وصور مخلة بالآداب على الرغم من ذلك نجد أن هذه الظاهرة ما زالت موجودة ولم يطبقها البعض بدقة والأمر بحاجة إلى متابعة أكبر,إن هذا التوجيه سليم بكل مقاييسه ونابع من الغيرية على مصلحة الوطن, وهنا نتمنى على المؤسسة العربية للإعلام, الامتناع عن إصدار أي إعلان إلا بعد تدقيقه لغوياً من قبل اللغويين الموظفين في المؤسسة مع العلم أن لغتنا العربية مليئة بالمفردات والمصطلحات البديعة والتي تنحو إلى السهولة واليسر, وهي غير عاجزة عن تلبية مطالب الدعاية, ونقل المنتج إلى المواطنين بلغةٍ سليمة مؤثرة وهناك الكثير من المنتجات لاقت رواجاً من خلال استخدامها عبارات فصيحة ومبسطة في إعلاناتها ودعاياتها,وأصبحت تتردد على لسان الصغير قبل الكبير..

وقد تنبه المشرفون في وزارة التموين لهذا الأمر وقدروا مدى أهميته, التي تكمن في العودة إلى الأصول العربية والابتعاد عن اللغات والعبارات الأجنبية علماً بأن العبارات الموجودة على الحقائب المدرسية , منها مايدعو إلى التواكل

والتكاسل وتثبيط العزائم والهمم عن العمل.‏