الإتباع على حرف التاء

الإتباع على حرف التاء

زهير سالم

تقول العرب: لا بارك الله فيه ولا تارك ‍‌! ولا يقولونه إلا هكذا، فهو وإن كان مأخوذاً من الترك، فلا معنى له في هذا الموضع إلا الإتباع.

ويقال: ما أعطاه حَبَرْبَراً ولا تَبَرْبَراً، وما أعطاه حَوَرْوراً ولا تَوَرْوراً: أي ما أعطاه شيئاً. قال الشاعر:

أماني لا تجدي عليك حَبَرْبَراً

ويقال للأحمق: إنه فاكٌّ تاكٌّ، وفائِكٌ تائِكٌ.

ويقال: هو أسوان أتوان، فالأسوان الحزين والأتوان إتباع.

ويقال: هو ضالٌّ تالٌّ، وقد ضَلَلْتَ وتَلَلْتَ، وضَلِلْتَ وتَلِلْتَ. وذهب في الضَّلالِ والتَّلالِ، وفي الضَّلالِ ابن التَّلالِ، وهو ضُلُّ ابن تُلٍّ، والضَّلالُ ابن التَّلالِ: للذي لا يعرف ما أصله.

ويقال في الدعاء على الإنسان: جُوساً له وبُوساً وتُوساً.

وفي بعض الروايات: إنه لَثِقَةٌ تِقَةٌ.

ويقال: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ ‍! (ومنه في حديث سؤال القبر عن الكافر الذي يقول للملكين: ها.. ها.. لا أدري، فيقولان له لا دريت ولا تليت). وفي لغة أخرى: ولا أَتْلَيت، أي ولا كان لك إبل يتلو بعضها بعضاً، فعلى هذه اللغة الثانية هو التوكيد لا من الإتباع: لأنه يقال: أتلى الرجل: إذا كانت له إبل يتلو بعضها بعضاً.

ويقال: إنه لَوَلِعٌ تَرِعٌ، والتَّرِعُ: السريع إلى الشيء، وإلى ما لا يعنيه، قال الشاعر:

كمبتغي الحرب يسعى نحوها ترعاً     حتى إذا ذاق منها جرعة ندما

ويقال: أُفاًّ له وَتُفاًّ، وَأُفَّةً له وَتُفَّةٌ، والأُفُّ وسخ الأذن، والتُفُّ وسخ الأظفار، وقال أبو العلاء المعري: التُّفُ ما يخرج من الأنف.

فقد قال عن كتاب (التاج) للزنديق ابن الراوندي الذي زعم أنه عارض فيه القرآن (وما تاجه إلا أف وتف.. وجورب وخف..)

وقال الفراء يقال: رجل صَيّاحٌ تَيّاحٌ، قال: والتَّياحُ والصَيَّاحُ واحد.

           

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية