حوار مع الدكتورة ليلى الأحدب
الدكتورة ليلى الأحدب: التكتم ليس حلاً للمشكلات وانعدام الأمان في البيت يدفع البنات للشارع والصمت لا يحمي المرأة والأطفال من الاستغلال
الدمام: ميرزا الخويلدي
تمكنت الدكتورة ليلى أحمد الأحدب، التي عملت لعشرين عاماً في ممارسة طب النساء والتوليد في أكثر من بلد عربي وعملت مستشارة اجتماعية في موقع «إسلام أون لاين» في أكثر أقسام الموقع إقبالاً وإثارة للجدل وهما قسما «مشاكل وحلول» و«كيف نربي أبناءنا؟».
عبر هذا الموقع ومن خلال عدد من الكتب الجريئة والشجاعة أهمها «ألف باء الحب والجنس» ضمن سلسلة «ما لا نعلمه لأولادنا»، وكتاب «أسئلة محرجة وأجوبة صريحة»، بأجزائه الثلاثة: «مشاكل زوجية، مشاكل شبابية، مشاكل الأولاد»، وكتابها الأخير «أسئلة محرجة وأجوبة صريحة» ـ الجزءان الرابع والخامس ـ استطاعت أن تقتحم ساحة المسكوت عنه في العلاقة بين الرجل والمرأة والمشكلات التي تضج منها الأنثى، وكانت آراؤها جريئة وتتسم بقدر وافٍ من القناعة، مما أدى إلى إزدحام المشكلات على بابها.. وفي هذه البحوث ومن خلال كتاباتها وقربها من المجتمع السعودي حيث تقيم في جدة وتعمل في عيادات خاصة هناك، تعرضت بشكل مباشر لتحليل ودراسة المشكلات التي تعاني منها الفتاة السعودية ولذلك جاءت هذه المقابلة لتسلط الضوء على هذا الجانب الهام من حياة الفتيات والمجتمع.
* كيف
تقيمين المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها المرأة في المجتمع السعودي؟
ـ المشكلات الاجتماعية لدى المرأة العربية عامة
والسعودية خاصة كثيرة جدا سواء على صعيد الأسرة أو على صعيد المجتمع، إضافة إلى
المشكلات النفسية على مستواها الشخصي، وأسبابها جميعا تعود إلى أخطاء في التربية
وخلل في الثقافة السائدة، فالمجتمعات العربية ما زالت مجتمعات أبوية تسيطر عليها
الثقافة الذكورية، وينعكس هذا سلبا على تنشئة الأولاد والبنات في الأسرة والمدرسة،
ومع وجوب اعترافنا بالفروق الفطرية بين الجنسين، لكن المجتمع يزيد من قيمة هذه
الفروق وغالبا ما يكون هذا لحساب إعلاء قيمة الذكر على الأنثى.
* ما
هو المردود السلبي للتكتم على المشكلات التي تعاني منها المرأة؟
ـ سؤال مهم جدا، لأن التكتم على أي مشكلة لن يؤدي
إلا إلى تفاقمها، أما طرحها على بساط التحليل وجعلها موضوعا للنقاش العلني فيؤدي من
وجهة نظري إلى إنقاص حجمها الاجتماعي وتقليل ضررها الأسري، فتصبح مشاكل فردية أكثر
من أن تكون مشاكل مجتمعية، ومن الناحية النفسية طرح المرأة لمشكلتها ولو بشكل سري
يمنحها شيئا من الأمان، أي الإحساس بأن هناك صدراً حنوناً يضمها وعقلاً راشداً
يستوعبها. وأول خطوة في طريق حل المشكلة هي تشخيصها، ولا تستطيع كل امرأة تحديد
أساس مشكلتها، فمثلا في كتابي «أسئلة محرجة وأجوبة
صريحة» في الجزء المتعلق بمشاكل الأزواج، هناك امرأة سعودية تطرح خلافها مع زوجها
بشكل صريح وبسيط ومعبر، لكني استطعت أن أحدد لها أصل المشكلة وأنه في عقم الزوج،
وأعتقد أني بذلك خففت من نظرتها الانتقادية السلبية له من أنه مليء بالأخطاء، فبينت
لها أن المشكلة جذرها واحد وإن كانت لها أفرع عديدة.
* كيف
رأيت إقبال البنات على المصارحة بمشكلاتهن؟
ـ المشاكل كانت تصلني عبر الإنترنت، وعالم الإنترنت
عالم رحب وبلا قيود، مما يهيئ لصاحبة المشكلة جواً مريحاً تنطلق فيه بتوصيف
مشكلتها، والحديث عما يقلقنا أو عن مشاكلنا يخفف من إلحاحها ويقلل من الشعور بثقلها
على النفس، وبالطبع فإن كثيرا من السائلات كن يكتبن رغبة في «الفضفضة»، فيكون
السؤال طويلا جدا، وهذا لم يكن مزعجا بل على العكس يساعد في تقييم الشخصية التي لا
يتبدى منها عبر حجاب الإنترنت إلا القليل، وبعضهن كن يبحثن عن حل فقط أو لا يثقن
كثيرا في طريقة الحل عبر الإنترنت فيأتي السؤال مختصراً.
*
لاحظت من كتاباتك أنك لا تقدمين في بعضها
حلولاً جاهزة، بل تناقشين المشكلة.. هل ترضى البنات بهذه الحلول؟
ـ نعم كنت حريصة على مناقشة
المشكلة من دون تقديم حلول حين يكون عرض المشكلة ناقصاً وأكون بحاجة إلى مزيد من
التفاصيل، أو مناقشتها مع تقديم كافة الحلول الممكنة، وعلى السائل/ السائلة أن
يختار ما هو أنسب لظروفه أو ظروفها النفسية الداخلية والتي، لا يمكن معرفتها إلا
بمساعدة الشخص السائل نفسه. ومن كمّ المشاكل التي رأيتها في الواقع أو التي كانت
تصلني عبر الإنترنت أستطيع أن أقول إننا أمة تعاني من خلل في طرائق التفكير، فكثيرا
ما تغلب علينا العاطفة
والانفعال، وهو شيء مقبول من مراهق لم يصل بعد إلى التوازن
الانفعالي، لكننا للأسف كثيرا ما نبلغ سن النضج ولا نعرف شيئا عن أبجديات الحياة
.*
كيف تعرضت في كتبك لمشاكل المراهقين
والفتيات في مجتمع محافظ؟
ـ جواب هذا السؤال واضح لمن
يقرأ كتاب «أسئلة محرجة وأجوبة صريحة»، خاصة الجزء الثاني حول مشاكل الشباب، والجزء
الثالث حول مشاكل الأولاد، وهذا الجزء الأخير حوى بعض مشاكل المراهقين التي كانوا
يفضلون البوح بها في صفحة «كيف نربي أبناءنا» في موقع «إسلام أون لاين»، فتناولي
لمشاكل هذه الفئة العمرية كان لا ينبع من تقاليد المجتمع الخاطئة إنما من ثوابت
ديننا الحنيف وسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وكلنا نعرف أنه عندما جاءه فتى
وطلب منه أن يبيح له الزنى لم ينهره، بل حاوره وأقنعه، وهكذا يجب أن تكون طريقتنا
في التعامل مع المراهقين، فلهم الحق أن يعرضوا مشاكلهم بكل صراحة، ومن واجبنا أن
نقف إلى جانبهم ونساندهم كآباء وأمهات وتربويين، كذلك فإن هذه السرية والتكتم لا
يؤديان إلى تكوين جيل واع، واثق بنفسه، بل كثيرا ما يدفعان المراهقين إلى البحث عن
إجابات لتساؤلاتهم وحلول لمشكلاتهم من مصادر غير موثوقة كالأصدقاء والخدم أو
المجلات الخليعة أو مواقع الإنترنت الإباحية. والمشكلة اننا إذا تركنا الساحة لمن
يعرضون بضاعتهم المخلة بالآداب أو المثيرة للغرائز من دون أن نقدم نحن الحلول
المناسبة لمشاكل الجيل، فلماذا نلومه رغم أننا نحن المقصرين بحقه؟
*
هل واجهت مصاعب كونك امرأة تكتب في
استشارات عن الجنس والمراهقة والعلاقات الزوجية؟
ـ بعض الشيء، وربما كنت
المستشارة الأولى في «إسلام أون لاين» ـ وتحديدا الأنثى ـ التي تخوض في هذا النوع
من المشاكل بجرأة لم يتقبلها بعض رواد الإنترنت ـ خاصة المتشددين ـ ولا بعض قراء
كتبي، فمنهم من استهزأ قائلا عني إني أقدم جنسا إسلامياً، وكأني برأيه أعرض أفلام
بورنو، ومنهم من استنكر أن هذا غير مقبول من امرأة على أساس أن الرجل يباح له أن
يكتب في كل شيء، لأن ثقافتنا لا تزال تنظر إلى المرأة على أنها أنثى أي جنس وغريزة
بدل أن ترى فيها إنسانا وفكرا وعاطفة. أما المصاعب على صعيدي النفسي فلم يكن لدي أي
تردد، والحمد لله بحكم ثقافتي الدينية فالمجتمع النبوي كان مجتمعا منفتحا يتم تداول
الموضوع الجنسي ومشاكل الأزواج فيه بشكل لا يخل بالحياء ولا يهدم الفضيلة، ويكفي أن
نعرف أن امرأة أتت الرسول عليه الصلاة والسلام وهي تشكو ضعف زوجها الجنسي.
*
ما الذي يجعل الفرد في المجتمع يعيش موقفين
متعارضين حياة عامة وحياة خاصة؟
ـ السبب برأيي هو التربية على الخوف من كلام الناس
بدل التنشئة على الخشية من الله، هذا منظور ديني. أما من المنظور النفسي فأهم ما
نمنحه لأولادنا هو الثقة بالنفس، أما مع انعدام هذا الأمر فأمراضنا الاجتماعية
تتراوح بين الخجل والرهاب الاجتماعي والنفاق وهلم جرا.
*
هل ترين أن النظام الأبوي في المجتمعات
العربية يجرد الأفراد من رغباتهم وميولهم المستقلة؟
ـ نعم، هذه سمة لمجتمعاتنا العربية، فعندما نتكلم عن
نظام أبوي لا بد أن يسبق إلى افهامنا موضوع التحكم بالرأي وعدم السماح بمناقشة
الأوامر وفرض إرادة الوالدين على الأولاد، والسبب هو الخطأ في فهم معنى بّر
الوالدين، إذ يفهم معناه أنه سلب الأولاد أي حقوق، ومن ذلك على سبيل المثال شيوع
حديث (أنت ومالك لأبيك) مع أنه حديث ضعيف ولا يؤخذ به، لكنه يجرد الأولاد من حقوقهم
النفسية والمعنوية وحتى المادية.
*
نسمع عن مشكلات الأزواج وخاصة ما يشاع عن علاقات محرمة (الخيانة).. هل ترين من خلال
المشكلات التي عرضت أن هذه المشكلة تعتبر (ظاهرة) وما هي أسبابها؟
ـ ليست ظاهرة بالمعنى الحقيقي للكلمة لكنها موجودة
بأشكال متعددة وتختلف نسبة وجودها من مجتمع لآخر، فالمجتمع الذي يبيح تعدد الزوجات
ولو بشكل زواج مسيار ستوجد فيه الخيانة بشكل أقل من المجتمعات التي تقنن الزواج
المتعدد، وكذلك الأفراد الذين يتوافر لديهم المال والفراغ سينشغلون بتعدد العلاقات
أكثر من الأفراد الذين يكادون يغرقون بهمومهم الشخصية والعائلية، لذلك الجواب
سيختلف من مجتمع لآخر ومن فرد لآخر.
*
بصراحة، هل هناك فروق بين الرجل والمرأة من حيث الميول نحو التعدد أو الخيانة؟
ـ بشكل عام يمكن القول إن أسباب الرغبة في تعدد
العلاقات سواء كانت حلالاً أم حراماً يعود إلى التركيبة النفسية للرجل والمختلفة عن
المرأة، فالمرأة الطبيعية يصعب عليها أن تعدد علاقاتها بحكم أنها لا تمنح نفسها إلا
لمن تحب، وأؤكد هنا أني أتكلم عن المرأة السوية التي لم تشوه فطرتها بأفكار دعاة
النسوية الذين يعتبرون المرأة كالرجل من هذه الناحية، أما الرجل فمن المعلوم نفسيا
أنه يمكنه
تعداد شريكاته اللهم إلا إذا كان الحب قد هذب فطرة التعدد فيه
أو كان صوت العقل يغلب على صوت الغريزة.
* كيف
تراجعت دور المؤسسات التربوية التقليدية كمصادر للتوجيه؟
ـ المؤسسة التربوية الأولى هي الأسرة، ودورها لا
ينتهي بدخول الطفل المدرسة، بل لا بد أن يكون دور الأسرة والمدرسة متكاملاً، وللأسف
أصبح كل منهما يلقي العبء على المؤسسة الأخرى، والطفل يبحث عن التحرر من قبضة
الأسرة والمدرسة بحكم تأثره بأفلام منتَجة من ثقافات أخرى، فمثلا مسلسل مدبلج تخرج
الفتاة فيه مع صديقها وتعود حاملاً منه، هل ينفع أن يعرض في وسائل إعلامنا؟
* لكن
لا احد يستطيع السيطرة على الإعلام؟
ـ حسنا.. ليست لنا سلطة على وسائل الإعلام في عصر
الفضائيات مع الأسف، لكن ألا يمكننا أن ننمي الحس النقدي عند أولادنا بدل أن نمنعهم
من رؤية ما سيرونه لاحقا على الواقع وليس فقط على الفضائيات؟ يجب أن ننمي ثقافة
المناعة عند الجيل ونستغني عن ثقافة المنع، لأن كل ممنوع رغوب.
* هل
ترين أن البنت الخليجية تعاني من ضعف الشخصية؟
ـ لا أرغب بإطلاق التعميمات، لكن إذا كانت البنت ضعيفة الشخصية فليست هذه خطيئتها وحدها، إنما خطيئة الأسرة التي لم تمنحها ثقتها بنفسها، وخطيئة المجتمع الذي يرفع من قيمة الذكر على حساب الأنثى وأنها ناقصة عقل.
* ما
الذي يدفع البنات للاستسلام لمجرد الاستماع لكلمات عاطفية؟
ـ ليست كلهن كذلك، ولو أن الطريق إلى قلب الأنثى هو
أذنها، لكنّ الأنثى الذكية هي التي تضع نفسها في الموضع الذي يليق بها، فلا مانع أن
تبحث الفتاة عن الحب، فهذا شيء فطري ومتأصل فينا جميعا أن نكون موضع حب، لكن
المشكلة في التعامل مع هذا الحب، وهل نحوله من نعمة إلى نقمة أم لا.
* ما
هو دور التكتم على المشاكل في تفاقم حالات الاعتداءات الجنسية والعلاقات المحرمة
والاستغلال الجنسي للمرأة؟
ـ كما قلت سابقا فإن التكتم على أي مشكلة يزيد من
تفاقمها، عكس ما لو بحثت بدقة وعقلانية وبدون مزايدات أو تعميمات، فمثلا حالات
التحرش والاعتداء الجنسي موجودة في كل المجتمعات سواء في المجتمعات المغلقة
والبيئات المكبوتة أو المجتمعات الإباحية.
* هل
ترين اننا بحاجة إلى مراكز وطنية لحماية البنات والأولاد من الاستغلال أو العنف؟
ـ قبل المطالبة بمراكز الحماية يجب السماح
بالإحصائيات عن مدى انتشار حالات العنف الجسدي أو الجنسي تجاه النشء، وهذه الخطوة
بدأت بها دول عربية في مقدمتها الأردن على ما أعتقد، وكان ذلك عن طريق المستشفيات
مما أدى إلى اقتناع المجتمع بضرورة وجود مثل هذه المراكز.
* هل
يوفر النظام الاجتماعي مثل هذه الحماية للنساء والأطفال من الاستغلال؟
ـ الوقاية خير من العلاج، وتكون الوقاية بتعزيز
الترابط الأسري وهو وإن كان موجودا في مجتمعاتنا لكنه يتناقص يوما بعد يوم، فالأسرة
الممتدة تخلي مكانها للأسرة الصغيرة، كذلك مفاهيم مثل صلة الرحم والاهتمام بالجار
تكاد تنعدم; فمما يؤسف له أننا احتفلنا بمظاهر الإسلام وشعائره لكن اهتمامنا قليل
بجوهره ومقاصده، إن إنشاء مثل هذه المراكز ليس تقليدا للغرب الذي تعلي ثقافته
الولاء للدولة بدل الولاء للأسرة، لكنه من ضمن المنظومة الأخلاقية الإسلامية حيث
يمكن في حالة الطلاق نزع الوصاية من الأب إذا كان يسيئ لابنه/ ابنته أو نزع الحضانة
من الأم إذا كانت لا تهتم بأطفالها. أما في حالة وجود الأبوين معا فالمشكلة هنا أن
تعرض الطفل للإساءة على يد أحدهما قد يداري عليه الآخر، ويكون الضحية هو الطفل، ومن
المعروف بالإحصائيات العالمية والعربية أن الاعتداء الجسدي أو الجنسي على الطفل
يكون في حالات كثيرة من أقرب المقربين إليه.
* هل ثمة أمثلة واجهتك لحالات
الاعتداء على الأطفال؟
ـ بحكم ممارستي مهنة طب الأسرة وطب النساء والتوليد
لفترة تقارب عشرين عاما وفي أكثر من بلد عربي، فقد رأيت كثيرا من الحالات، ومنها
على سبيل المثال طفل تعرض للتعذيب الجسدي من قبل أمه بواسطة سيخ من الحديد كانت
تسخنه على النار وتضربه به في أماكن متفرقة من جسده، وقد علمت من زملائي أن هذا
الطفل يتكرر مجيئه بهذا الشكل وقد كلمت والده وأخبرني أن زوجته تقوم بهذه الفعلة،
ولكنه لا يستطيع أن يطلقها لأسبابه الخاصة، وبالطبع لو كان هناك مركز يهتم بهذه
الحالات لاتصلت به على الفور لأنها حالة مأساوية.وعن انحراف المراهقين هناك حالات
كثيرة لكنها والحمد لله لم تتعد إدمان التدخين وصحبة أصدقاء السوء، وكنت أقوم بدور
مرشدة للأبوين عن كيفية تعاملهما مع أبنائهما لاسترجاعهم إلى حضن الأسرة. وآمل عن
طريق العيادة التي سيتم افتتاحها في مستشفى الدكتور عرفان، أن نستطيع تقديم المشورة
لكل الحالات الممكنة.