جائزة أي ثقافة هذه ؟

عبيد بن عبد الله السويهري

حتى لا تمتهن الثقافة و تزيَّف الحقائق

ويزور التأريخ "جائزة أي ثقافة هذه ؟"

بقلم : عبيد بن عبد الله السويهري*

أُعلن يوم الأحد الموافق 12/11/1424 هـ الرابع من يناير عام 2004م في دبي عن فوز أدونيس . بجائزة سلطان  العويس  الثقافية للإنجاز الثقافي والعلمي ومن حقنا أن نطرح هذه التساؤلات أمام القائمين على هذه الجائزة :

ـ أي ثقافة هذه  التي تـُـكرم في شخص أدونيس ؟ أهي ثقافة الانسلاخ من العروبة والردة عن  الإسلام ؟ ـ أم هي ثقافة التجني على القرآن العظيم ولغته وعلى الرسول الكريم  محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ـ جائزة أي ثقافة هذه التي تكرم في أدونيس عبثه  بلغة العرب وديوانها وموروثها الثقافي ؟ ـ أيكرم في أدونيس عمالته الثقافية طيلة خمسة عقود للاستخبارات الأمريكية [ سي . آي . إيه . ] لهدم الثقافة العربية ، وإعادة صياغتها وفق النموذج الصيهوأمريكي  . ؟ ـ أم يكرم في أدونيس نفيه للحقائق القرآنية والجهل بما أكدته الاختبارات  النفسية والدراسات الاجتماعية حديثاَ وهي : [ أن الإنسان مفطور على التدين ] وأستاذ التحليل النفسي العالمي كارل يونج ينصح مرضاه باستعادة النظرة الدينية للحياة ، وعلماء النفس المحدثين يرشدون مرضاهم إلى أهمية الدين في الصحة النفسية [.. فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ] سورة الروم آية 30.

ومن أولئك اللذين لا يعلمون أدونيس الذي أبى إلا أن يعارض الله عز وجل ويرفض هذه الحقيقة التي ركزها الله في النفس الإنسانية ؛ وذلك عندما قال في المؤتمر الثقافي في القاهرة [إذا كان التدين ظاهرة فطرية ، فلا بد أن يكون ألا تدين أيضاَ ظاهرة فطرية من أي إنسان ] . ـ أي جائزة هذه التي تكرم ثقافة التجديف في شخص أدونيس ؟ ـ أي جائزة هذه التي تكرم من يطالب أمريكا والغرب بنزع الإسلام من ثقافة العرب ؟ ـ أيكرم أدونيس بهذه الجائزة على مطالبته للحلف الصهيو أنجلو أمريكي بالعمل ـ معه ومن هم على شاكلته ـ على منع  الإسلام من السيطرة . ؟ ـ أم تكرم في أدونيس ثقافة تمجيد الشواذ المنحرفين  فكرياَ وسلوكياَ الذين ابتليت بهم أمتنا عبر تاريخها ؟ ـ أم يا ترى يكرم في  أدونيس ثقافة استعداء أمريكا والغرب على المملكة العربية السعودية باعتبارها المنبع الأول للإرهاب كما يزعم . ؟ !

ـ ماذا أصاب القائمين على جائزة العويس ؟

ـ أين هم من القمم العربية السامقة التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة في الفكر
والثقافة والأدب والعلوم ؟

ـ هل أصاب هذه الجائزة ما أصاب جائزة نوبل . ؟

ـ لِم . لا ومصير مركز الشيخ زايد المأساوي لمَّـا يزل ماثلا في الأذهان . ؟ إن  فوز أدونيس  بهذه الجائزة رغم كل هذا التأريخ الثقافي المشين يجعلني أقول بلا  تردد بئست هذه الجائزة التي تكرم اللوثات العقلية والانحرافات الفكرية والعمالة الثقافية.

حزمة ضوئية : على غير عادتي لم أوثق الحقائق الواردة في كل تساؤل ؛ وذلك  لأسباب ثلاثة :

أولها : أنها حقائق معلومة يجاهر بها أدونيس بلسان حاله ومقاله  في أكثر من مصدر.

ثانيها : أن التساؤلات لا يناسبها مثل هذه الإضافات .

ثالثها : أن التساؤلات موجهة لرجال مهمتهم تقييم ثقافة وأفكار وعلوم وسلوكيات  الرجال ولا يليق بهم الجهل بمثل هذه الحقائق ، وعلى كلٍ فالنتيجة الحتمية بعد  إعلان الجائزة أن هؤلاء الرجال واقعون تحت مضمون واحتمالات البيت الشعري   بالجهل أو التجاهل : إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

* مكة المكرمة ص.ب 10411