قراءة سريعة في الاختلاف مع الأستاذ (هيكل)
قراءة سريعة
في الاختلاف مع الأستاذ (هيكل)
سلمان السلمان /أمريكا
تتسابق الأحداث والرؤى في تفهم المعقول من أحداث الواقع العربي السياسي ولكي نكون أكثر تواضعا في فهمنا لمجريات هذه الأحداث علينا أن نسترسل في مفهوم الواقع العربي الذي يعيش حالة من الصراعات التي حتما سوف تتمخض عن رؤية واقعيه في فهم المرحلة القادمة في المنطقة ولكي نكون أكثر قربا من الواقع علينا أن نخوض في غمار اللعبة السياسية حتى وان وصفت تلك المغامرة بالمراهقة.
اعتذر للكثير ممن يتمسك بمقاليد اللعبة السابقة، لان تباشير اللعبة القادمة تؤكد على تولد ضوابط جديدة قائمة على واقع جديد في العالم الذي يجمعنا. لذا وبكل إخلاص أقول: عليه أن يتعالى في فهمه لكي لا يكون أداة في سحق بلاده وتنحيتها جانبا أو تهميشها زمنا.
فظهور شخصيات عالمية جديدة سوف تتخذ قرارات علية المستوى تندرج خلالها آليات حركة غير طبيعية سوف تطيح بكل المواضيع الكلاسيكية القديمة والمتنبه الفطن كشف اللعبة وعليه تغيير بعض أدواتها لكي يكون في إحاطة عالية في الإجراءات الوقائية من أي صدمة تظهر أو كبوة لشاطر.
فمفهوم الواقع العربي اليوم عالم يعيش الأزمات ما بين متشدد وممانع وبين متحفظ ومعتدل وكلى الطرفين يظن انه يتحكم في آلية معينة قادرة على الاستمرار في المرحلة القادمة والواقع اليوم يقول عكس ذلك فلا المتشدد قادر على إمساك خيوط اللعبة بكاملها ولا المعتدل قادر على ضمان الخط الذي يسير عليه ولان الواقع العالمي بعد الأزمة المالية العالمية خلقت حالة من عدم الاستقرار ووضوح في الرؤية العالمية. لذا كان لزاما علينا أن ننبه أحبتنا في وطننا العربي من حالة الركود والاختلاف ألمصلحي وان نسارع إلى بلورة حوار مفتوح بين خطين مهمين في المنطقة وهو خط الاعتدال المتمثل بالمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والخط الممانع السوري القطري ونتفاهم بحركة سريعة للمتغيرات وسوف نحصل على فهم جديد في بلورة الموقف وتبادل الأدوار لكي نكون أمام خطة عملية سليمة تجعل العرب في انطلاقة سريعة في التأثير على العالم وضبط حركته الإيقاعية وان لا تكون لنا ثغرة يستطيع الآخرون التسلل من خلالها وبذلك نستطيع أن نتخلص من التخوف الذي طرحه الأستاذ هيكل عن تقيمه للمرحلة القادمة التي قال عنها أن العرب لن يكون لهم دورا في تحديد أولويات المنطقة. بل نحن لنا رؤية مغايرة في فهم الواقع الجديد عن ما يطرحه أستاذنا الكبير هيكل حتى وان استمر الخلاف بين الأطراف العربية لأننا نعتقد أن هذا التناقض العربي الظاهر هو قوة العرب التي تجعل الآخرين غير قادرين على تصويب سهامهم إلى العمق العربي لان هذا الاختلاف يخلق حالة من عدم الرضى للجانب المهاجم للعرب فهو لا يعلم من اين يبدأ وأين ينتهي؟ ولن يستطيع أن يهاجم الكل لأنه حينها سوف يجمع العرب لكلمة سواء وهو مالا يريده الغير. لذا نحن نعتقد أن الطرفين مهمين في المرحلة القادمة في قانون اللعبة السياسية الجديدة، لأنهم يمثلون الشرطي الصلب والشرطي الهادئ لانتزاع الاعتراف من المجرم.
ولكي نستطيع أن نلعب اللعبة السياسية باحتراف علينا أن نغير بعض القيادات الكلاسيكية القديمة من وزراء خارجية العرب في اللعبة الجديدة لكي نبدأ فعلا بتحريك أدوات رقعة الشطرنج بأسلوب اللاعب المحترف.