قضية تحتاج إلى حل
لبنى شرف / الأردن
[email protected]
لا
أحد ينكر أن هناك ظلم يقع على بعض النساء ، و أن هناك من لا تحيا حياة كريمة ، و لا
تعامل معاملة تليق بالكرامة الإنسانية ، و تتعرض أحياناً للذل و الإهانة ، كتلك
المرأة التي ذكر أحد الدعاة الأفاضل أنها كانت تعيش عند أخيها ، و هي غير متزوجة ،
فركلها مرة بقدمه أمام زوجته ثم ضحك ، و كأنه قام بعمل بطولي ! ، يستعرض عضلاته على
هذه المسكينة ، و ربما لو لقي العدو لكان أجبن الجبناء ! ..
سريع إلى ابن العم يلطم خدّه = و ليس إلى داعي الندى بسريع !!
و
لكن الله ابتلى هذا الأخ بعلة في رجله ، فقرر الأطباء بترها من الأعلى ، نفس الرجل
التي ركل بها أخته .. فسبحان الجبار المنتقم !! .
هذا جعلني أفكر في حل لهؤلاء المستضعفات من النساء ، حتى يستطعن أن يعشن حياة
كريمة ، تعينهن على الرقي و العطاء ، فخرجت بفكرة إنشاء وقف ، و هو عبارة عن سكن
داخلي ، مزود بمرافق و أنشطة تثري الجوانب الفكرية و الاجتماعية و الجسدية و .. عند
هؤلاء النساء ، و طبعاً ستكون الأمور منضبطة وفق القيود و الضوابط الشرعية .
بعد فترة خمدت الفكرة عندي ، ثم عادت و انتعشت مؤخراً عندما سمعت على الإذاعة
امرأة تسأل إن كان يجوز لها أن تسكن في بيت لوحدها ، فهي غير متزوجة ، و والداها
متوفَّيان ، و زوجات إخوانها لا يرغبن بوجودها في بيوتهن ، و لا حول و لا قوة إلا
بالله ! .
فهل يا ترى الفكرة التي فكرت فيها مناسبة ، أم أن هناك حل أفضل لتفريج كروب مثل
هؤلاء النساء ؟ فهذه قضايا واقعية ، و إن كان وأد البنات الذي كان منتشراً في
الجاهلية الأولى قد انتهى ، فقد عاد في الجاهلية الحديثة و لكن على شكل وأد معنوي ،
وأد للإحساسات ، و قتل للطاقات ، و اغتصاب للحقوق ، الحقوق التي أعطاها الإسلام
للمرأة عندما جاء و استنقذها من عسف الجاهلية و تقاليدها الظالمة المهينة ، و حمى
لها هذه الحقوق يتيمة كانت أم امرأة مستضعفة ، ثم جاءت الجاهلية الحديثة لتغتصبها
منها مرة أخرى ، و حسبنا الله و نعم الوكيل !! .
هذا واقع لا يجدي فيه الإنكار ، فكيف نعالجه ؟ بهز الكتفين ؟ أم نتركه يعالج نفسه
بنفسه ، حسب الظروف و المصادفات ، كما نفعل في كثير من القضايا ، و كما يفعل كثير
ممن تأمل المرأة المستضعفة أن تجد عندهم الحل و النصرة ، و لكنها تعود خائبة الآمال
، و قد يمتلئ قلبها كرهاً و حقداً على هذا المجتمع الذي تعيش فيه ؟! .. فأين أنتم
يا أصحاب النجدة و المروءات .. ؟! .
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز ، و لا إلى الناس فنضيع ، و نعوذ بك أن نذل في
عزك ، أو نُضام في سلطانك ، أو نُضطهدُ و الأمر إليك .. اللهم آمين ، و الحمد لله
رب العالمين .