الغفلة
متعبة في الحياة الاجتماعية .. مهلكة في السياسة !
ماجد زاهد الشيباني
· لن نقف طويلاً ، عند غفلة الأفراد العاديين ! فليس فينا من لا يعرف تأثيرها ، في الحياة الاجتماعية ، عامّة .. ويعرف البلاء الذي يجرّه المغفّل ، على نفسه ، وعلى مَن حوله مِن أهله ، في كثير من الأحيان .. في سائر سلوكاته وتصرّفاته ، من قول وفعل .. في مناقشاته ، وتعهّداته ، وبيعه ، وشرائه .. وكل تحرّك ذي بال من تحركاته !
· البلاء الحقيقي ، هو في المغفّل السياسي ، أو الذي وضعته ظروف معيّنة ، في موقع السياسي ، الذي يتحدّث عن مصالح الأمّة ، أو الدولة .. أو مصالح فريق فيها ، وهو يغرق في كأس من الماء ، كما يقول المثل الدارج !
يـُرفع له شعار، من قِبل دجّال معروف ، فيصدّقه ، ويبني عليه مواقف هامّة ، أو خطيرة ! ثمّ يسعى إلى فرضها على مَن حوله ، أو مَن يمثّله من شعبه ! ويبذل أقصى الجهد ، لجرّ شعبه ، أو حزبه ، أو قبيلته .. إلى ما اقتَنع به من مواقف ! ومَن يعارضه ، أو ينتقد سلوكه، أو ينبّهه ـ مجرّد تنبيه ـ إلى تسرّعه في بناء موقفه على شعار خادع.. يعَدّ ، في نظره ، بليداً ، أو غبياً ، أو مجرماً ، أو خائناً ، أو معطّلاً لمصالح الأمّة !
فإذا أثبتت له الأحداث العملية ، أنه كان مخدوعاً ، وأنه سبّب كارثة لقومه .. لجأ إلى المكابرة ، أو إلقاء التبعات على مَن حوله ، الذين لم يحذّروه بما يكفي ! أو اتّهم الذين يلومونه ، بأنهم حمقى مغفّلون ؛ لأنهم يستعجلون النتائج ، التي لم تظهر بعد على حقيقتها ! أو اعتذر بأنه كان حسن الظنّ بالجهة التي خدعته ، ولم يتصوّر أنها كاذبة مخادعة .. برغم تحذيرات الآخرين له ! أوغير ذلك ، من تسويغات وأعذار، ممّا لا يجدي فتيلاً ، في معالجة الكارثة الواقعة على الناس ، بسبب غفلته التي تكون ممزوجة بغباء ، في مثل هذه الحالة ! فبعض المغفّلين يتمتّعون بذكاء جيد ، بل ممتاز أحياناً .. إذا نُبّهوا إلى أمر، هم غافلون عنه ، انتبهوا ، وأخذوا حذرهم !
فكيف يعامَـل السياسي المغفّل ، صانع القرار!؟
· كيف يعامل ، بدايةً ، قبل وقوع الكارثة المتوقّعة من جرّاء غفلته !؟
· كيف يعامل بعد وقوع الكارثة ، الناجمة عن غفلته ، وعن إصراره على جرّ الناس إليها !؟
ـ هل يعامَـل بهدوء ورفق ، على أنه مجرّد مغفّل بائس ، يحسن الظنّ بعبقريته !؟
ـ هل يعامل على أنه مجرم حقيقي ، جرّ الناس إلى كارثة ، وعليه أن يتحمّل عواقبها !؟
أسئلة مطروحة على ضحايا المغفّلين : الضحايا التي وقعت عليها الكوارث ، والضحايا المرشّحة لوقوع الكوارث فوق رؤوسها !