لِماذا السُعوديِّةُ لا تَلتزِمُ الدِيمُقراطيِّةَ ..؟
لِماذا السُعوديِّةُ لا تَلتزِمُ الدِيمُقراطيِّةَ ..؟
د. حامد بن أحمد الرفاعي
سألني سائل:(لِمَ السعوديِّةُ لا تلتزمُ الديمقراطيةَ في نظامها السياسي ..؟)هل هذا يَعني أنَّ الإسلامَ يتعارضُ معَ الديمقراطيِّةِ ..؟ بدايةً نؤكدُ أنَّ السعوديين راضون عن نظامِهم السياسيِّ..ومبرراتُ رضاهم:
أنَّه نظامٌ قائمٌ على تطبيقِ أحكامِ دينِهم وشريعةِ ربِّهم.
أنَّه يُحقِّقُ العدلَ والأمنَ والأمانَ.
يُوفرُ الاستقرارَ والتنميةَ المطَّردةَ.
يُتيحُ كُلَّ الأسبابِ المُمكنةِ للتَّقدّمِ والارتقاءِ.
ييسرُ كُلَّ عواملَ التواصلِ الثقافيِّ والحضاريِّ معَ باقي الأممِ.
ومعَ هذا الرضا يقرون بأنَّ هناكَ ضعفاً في بعض جوانب الأداء في تطبيق قيمِ ومبادئ وتوجيهاتِ هذا النظامِ الربانيِّ العظيمِ..ومرة رد نايف بن عبد العزيز يرحمه الله على انتقادات منظمة حقوق الإنسان حول تطبيق الشريعة الإسلامية في السعودية فقال:"إن كانت ملاحظاتكم تتعلق بأدائنا السياسي والإداري بشأن تطبيق الشريعة..؟فهذا أمر قابل للنقاش فنحن بشر نخطئ ونصيب..أما إن كانت ملاحظاتكم حول كمال وتمام قيم الشريعة الإسلامية..؟فهذا أمر نرفضه بقوة ونحتكم معكم بشأنه إلى مليار ونصف المليار مسلم"أجل وبكل تأكيد هناك نقصٍ في إعدادِ الكفاءاتِ والمهاراتِ المناسبة للنهوض الأمثل بتطبيق الشريعة..والقيادةُ السياسيِّةُ والعلمية السعودية مهتَّمةٌ وماضيةُ بكُلِّ جِدِّيةٍ في علاج هذا الأمرِ الأساس والحيويِّ..أمَّا قولكم أن الإسلامُ يَصرفُ السعوديين عن الأخذِ بالديمُقراطيةِ لكونِها تتعارضُ معهُ..؟فهذا أمرٌ يحتاجُ منكم إلى إعادةِ نظرٍ..فالإسلامُ يقيمُ موقفَه من أيِّ مبدأ أو نظامٍ وفقَ ثوابته ومنطلقاته مثل:العدلُ،وقدسية حياةِ الإنسانِ وكرامتهِ وحريتهِ وأمنهِ ومصالحهِ..الإسلامُ يقتربُ أو يبتعدُ من أيِّ نظامٍ بمقدارِ قُربِه أو بُعدِه منْ تَرجمةِ هذه القيمِ ومقاصدِها إلى واقعٍ معاشٍ..فقالَ السائلُ:لاشك أنَّ هذا التوضيحَ مفيدٌ وموضوعيٌّ..ولكنَّ السؤالَ المُلحَ:أينَ نِقاطُ الالتقاءِ والافتراقِ بين الديمُقراطيِّةِ والنظامِ السعوديِّ..؟قلت باختصارٍ يُمكنُ القولَ:أنِّ الديمُقراطيِّةَ تُفعِّلُ ما يقربُ من 80%من قيم النظامِ السعوديِّ..قال:أحقاً ما تقول ..؟!قلت:بكل تأكيد وهذا ليس كرماً عربياً..قال:وما علة الافتراق في 20% الباقية..؟قلت:أنتم استبعدتم مسألة الإيمان والقيم الدينية من عقدكم الاجتماعي..ونحن نعتقد ونصر أن قيمنا الدينية مرتكز أساس من مرتكزات عقدنا الاجتماعي.