لنقف صفاً واحداً في وجه شبح التقسيم

جان عبد الله

[email protected]

الموقف الأمريكى والدولى يحول حتى اليوم دون انتصار شعبنا البطل فى ثورته ضد نظام ديكتاتورى مجرم رغم الأثمان الباهضة التى دفعها ويدفعها اليوم

والنجاحات التى يحققها تنظيم الدولة فى الأنبار ودير الزور والرقة وتدمر وتوسعه شرقا وغربا تحت نظر العالم وسمعه والقصف الوهمى لمواقعه من قبل قوات التحالف الدولى وتغييره لحدود سايكس بيكو بين العراق وسوريا

والتفجيرات المفجعة ضد مساجد الشيعة فى السعودية والسنة فى لبنان تبين لنا ماهية الأستراتيجية التى ترسمها لنا هذه الجرائم اذ لايعقل أن رجال دين أو مسلمين حقيقيين يقفون ورائها خاصة وأن توقيتها فى هذه الفواصل التاريخية يثير الكثير من الشكوك وهى رسائل توجه الى كل طائفة للأنطواء على نفسها

فى الماضى كانت هزيمة 1967 وحرب لبنان 1975 وأحداث ايران 1979 عوامل موضوعية ضاغطة على وجدان المثقف العربى بحيث يمكن أن يتحول من عقيدة فكرية أو سياسية الى نقيضها أما اليوم فالقوى العالمية التى تتدخل فى المنطقة تريد نشر الراديكالية وتريد نشر التطرف وتريد تذكيرنا بالتجربة البروتستانتية ومارتن لوثر التى كسرت السلطة البابوية وقسّمت المسيحيين دينيا وبعدها سياسيا فى أوروبا ثم امتدت الى أمريكا

لقد فهم النظام السياسى الأيرانى بغبائه المعتاد أن أمريكا جاءت به ليبارك الشرق العربى ودفعته للحرب على العراق التى كلفته مليون قتيل لتحقيق أطماعه الفارسية فالخمينية هى النموذج المضاد للديمقراطية والعدالة الأجتماعية وهى نظام رأسمالى تابع فتجار البازار أقاموا أوثق الأرتباط بالأحتكارات الدولية وهى نظام ديكتاتورى فاشى كذلك وليس الحرس الثورى الا صورة عن محاكم التفتيش فى العصور الوسطى الأوربية والخمينية بعد التجربة نظام شوفينى يرفع راية القومية الفارسية وطموحها النازى للسيطرة على بقية القوميات المجاورة وفى مقدمها القومية العربية وما العمامة التى يلبسها رجال الدين هؤلاء الا عمامة البازار ومعسكرات الأعدام ومحاكم التفتيش والعودة الى أظلم العصور

لقد أثبت هذا النظام أنه مصدر كل الشعارات التقسيمية وأنه أحد القوى التى أوجدت داعش اذ أنه لايستطيع التسلل الينا الا عبر الأنقسامات الطائفية والعرقية لذلك نجده يعمل جاهدا على اشعال الفتن وبث عوامل التفرقة والأنقسام فالأعتداءات المتبادلة على المساجد جاءت لتعميق الهوة بين أبناء الدين الواحد ولأسكات صوت العقل فينا

فالمطلوب اليوم هو وعىّ سورى وعربى بخطورة الوضع لأن الشعارات المطروحة ليس الهدف منها دعم حقوق هذه الطائفة أو تلك بل تحقيق المصالح الأقليمية الأيرانية والأسرائيلية فالفكر الصهيونى يورطّ الصديق قبل العدو وعندما يكون الصديق بلا فضيحة تمسكها عليه فانها لاتتأخر فى صنع هذه الفضيحة له كما أن النظام الأيرانى جاء بركة على الكيان الصهيونى والولايات المتحدة لأنه ما زال يلهىّ العرب عن استعدادهم لتحرير أرضهم فطوبى للخمينى والخامئنى على الأوسمة الأمريكية وبركاتها وطوبى لصكوكهم الربانية التى تذكرنا بمفاتيح الجنة الأيرانية المصنوعة فى موسكو ولنوجه لهم رسالة مضادة بأننا أمة عربية واحدة وأن العرب والمسلمون قائمون على حماية المساجد والكنائس وكل المقدسات.