تسَاؤلاتٌ وَرُؤى- 2
· هلْ أصلُ العلاقةِ بينَ المُسلمِ وَالآخر البغضاءُ والحربُ..أمْ المُودةُ والبرُ والقسطُ والسلامُ ..؟
بِكُلِّ تَأكيدٍ..فَإنَّ المودةَ والبرَ والقسطَ هي أصلُ العلاقةِ بينَ المُسلمِ وَالنَّاسِ..يَومَ لا يَكُونُ مِنْهم اعتداءٌ أو بَغيٌّ أو ظُلمٌ.
· ما هي مَساحةُ المُشتركِ بِيننَا وبينَ الآخر فيمَا نُريدُ ..؟
كبيرةٌ وكبيرةٌ جداً عَلَى أساسٍ منْ احترامِ الخصوصياتِ الدينيِّةِ والثقافيِّةِ والسيادةِ.
· أ صحيحٌ أنَّ الآخرَ لَيسَ لَه مَعَ الإسلامِ إلا خياراتٌ ثلاثةٌ:الإســلامُ..أو الجـــزيةُ..أو القتالُ ..؟
بِكُلِّ تَأكيدٍ وَعَلَى هَذا النَحو منَ التحديدِ المُجملِ..فإنَّ الأمرَ لَيسَ صحيحاً عَلَى الإطلاقِ..فالأمرُ فيه سَعةٌ وقواعدٌ وضوابطٌ..وَلَه حالاتٌ وأحوالٌ..وفيه تَفصيلٌ وبيانٌ..وباختصارٍ:
أ- القولُ:(الإسلامُ أو الجزيةُ) أمرٌ يَتصادمُ مَعَ قوله تعالى: (لا إكراهَ في الدينِ).
ب- والجزيةُ في الإسلامِ منْ قوانينِ الحربِ..وَليسَ لَها علاقةٌ بشأنِ الدعوةِ إلى الإسلامِ..بدليل أنَّها لا تُفْرَضُ عَلَى الرُهبانِ والقساوسةِ..وَلكنّها تُفْرَضُ عَلَى المُقاتِلين فَقْط..وَإنْ هُم امتنعوا عنْ القتالِ وسَالَموا تَسقطُ عَنْهم الجزيةُ..فَهي ضريبةٌ عسكريِّةٌ كَمَا هُو معمولٌ بِهَا في العُرفِ الدوليِّ اليوم.
· هلْ الجهادُ يَعني القتالَ حصراً..؟
أصلُ الجهادِ في الإسلامِ..جهادُ بيانٍ وبلاغٍ لقوله تعالى:"وَجَاهِدْهُم بِهِ(القرآنُ) جِهَاداً كَبِيراً"والقتالُ وَسيلةٌ استثنائيةٌ مكروهةٌ منْ وَسائلِ الجهادِلقوله تعالى:"كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ "يُشَّرعُ لردِ الاعتداءِ والبغيِّ والظلمِ..وَيزولُ بزوالِ مُبرراتِه لقوله تعالى:"فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِين"
وَلَكِنْ منْ هُـــو صاحبُ الحقِ في إعلانِ حالةِ الحربِ مَعَ الآخرِ ..؟ وَمنْ هُو صاحبُ اتخاذِ قـــرارِ الدخولِ في قتالٍ مَعَه ..؟ بِكُلِّ تَأكيدٍ الأمةُ عبرَ وُلاةِ أمرِها.