تَساؤلاتٌ وَرُؤى – 5

د. حامد بن أحمد الرفاعي

·   مَا مَصدرُ ظاهرةِ الاتهامِ المُتبادلِ بينَ الحُكَّامِ والشعوبِ ..؟                              

إنه بسبب نقصٌ مَعرفيٌّ بينَ فقهِ تَديُّنِ الأفرادِ وَفقهِ تَديُّنِ الدولَةِ..وبسبب اختلالٌ مَعاييرِ الولاءِ والنُصحِ والتَناصُحِ المُتبادلِ بينَهم..وبسبب َتجاوزاتٌ لِمَبادئ وضوابطِ العَقدِ الاجتماعيِّ بينهما..فَفقهُ تديُّنِ الأفرادِ يَقومُ عَلَى الأخذِ بالعزيمةِ والتضحيةِ..وَفقهُ تديُّنِ الدولةِ يقومُ في الغَالبِ عَلَى الأخذِ بالرُخصَةِ والموازَنَةِ بينَ الأولوياتِ..وذلك لِضمانِ مصلحةِ الأمةِ وأمنِها وسيادتِها..وَهُما بِالأصلِ فِقهان مُتكاملان ومُتلازمان في إطارِ مسؤولياتِهم وواجباتِهم المُشتركةِ في مَيادينِ الحياةِ..فَلا يُمكنُ للحاكمِ الاستغناءُ عنْ عَزائمِ الأفرادِ وتضحياتِهم..وَلا جدوى منْ عزائمِ الأفرادِ مَعَ مجافاةِ إرادةِ الحاكمِ وموازناته..وَمَعَ غيابِ النُصحِ والتَناصُحِ الراشدِ بينَهُما..والخيرُ كُلُّ الخيرِ مَعَ صِدقِ التزامِ العقدِ الاجتماعيِّ المُبرَمِ بينَ الحاكمِ والشعبِ لقوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا".

·   مَا مَسؤولياتِ المرأةِ والأسرةِ في المجتمعِ ..؟

المرأةُ أمٌ وأختٌ وزوجةٌ وابنةٌ وعمةٌ وخالةٌ وجدةٌ وأختٌ في الإنسانيِّةِ..ونَظيرةٌ في التكّليفِ الربَّانيِّ لِعمارةِ الأرضِ وإقامةِ الحياةِ لقوله تعالى:"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ"والمرأة صُنو الرَجُلِ في الحقوقِ والواجباتِ   لقوله تعالى:"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"وَلَلمرأة درجاتٌ وامتيازاتٌ من التخفيف والتكريم..فَهِي مَنبتُ الحياةِ..وَمنبعُ الرحمةِ..وَسكنُ المودةِ والحنانِ..وشريكةٌ أساسٌ مَعَ الرجُلِ في إدارةِ شؤونِ الحياةِ والنهوضِ بمسؤولياتِها..وذلكَ عَلَى أساسٍ منْ التَكامُلِ المُنصفِ بينَ مسؤولياتِ كُلٍّ مِنْهُما..وَدَمارُ المجتمعاتِ  يكون مَعَ انتهاكِ الأسُسِ السالفة الذكر.