العنفُ والتنكيلُ داخل العائلةِ والأسرة وكيفيَّة علاجه
مقدِّمة ٌ : العنفُ داخل العائلة والأسرة موجودٌ منذ القدم وإلى يومنا هذا في جميع المجتمعاتِ وعند جميع الشُّعوبِ والأمم..حتى لدى الشعوب المتحضّرة والمتطوِّرة علميًّا وتيكنيلوجيًّا ، وهنالك عدّةُ عوامل وأسباب رئيسيَّة هامَّة قد تؤَدِّي لوجود هذه الظاهرة .
مدخلٌ : أسبابُ وَمُسَبِّبَاتُ ظواهر العُنف الأسري والعائلي عديدة وهي :
1- أسبابٌ إقتصاديَّة : ترَدِّي الوضع الإقتصادي العائلي - وهذا مِمَّا يحدو بالأهل ..وخاصَّة الأب إلى معاملة أولادِهِ بمنتهى الغضاضةِ والقسوةِ والعنفِ نتيجة َ ألمِهِ ومعاناتهِ وكآبتهِ النفسيّة والفراغ والملل واليأس الذي يحياهُ ..حيثُ ينعكسُ هذا سلبيًّا وبشكل تلقائيٍّ على أطفالهِ .. وحتى زوجتهِ وشريكة حياتهِ ، وكما أنَّ الأمَّ أو الزوجة يتولَّدُ عندها أحيانا، في مثل هذه الظروفِ المعيشيَّة الصَّعبة،( تردِّي الوضع القتصادي) نفسُ حالات الزوج من اليأس والإضطرابات النفسيَة والعنف المُوَجَّه ضدَّ الأطفال..أي أطفالها.
2 - أمِّيَّة ُ وجهل الآباء : أي عندما يكونُ الأهلُ متخلفين علميًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا وسلوكيًّا فيلجؤُونَ في كلِّ أمرٍ وحالةٍ إلى القوّةِ ، فالقوة ُ هي هاجسُهُم وتفكيرُهُم وبحسب إعتقادِهم - من موروثاتِهم المترسِّبة - أن العُنفَ والضرب والتنكيل بحقِّ أطفالهِم وأبنائِهم هم خيرُ وسيلة وأسلوبٍ لتربيةِ الأطفال .. وهذا مِمَّا قد يتركُ آثارًا سلبيَّة ً وخيمة ً على أطفالِهم - حاضرًا ومستقبلا .
3 - مشاكلُ عائليَّة وظروف خاصَّة صعبة ، مثل :
1 – موتُ الامّ حيثُ يتزوَّجُ الأبُ من امرأةٍ أخرى فتعاملُ هذه المرأة أطفالَ زوجها معاملة ً قاسية ً وبالعنفِ والشِّدّةِ ... وهذا يحدثُ كثيرا ونجدهُ في كلِّ المجتمعات وبشكل واضح وملموس .. أو موت كلا الوالدين فيعيشُ ويتربَّى الأطفالُ عند أحدِ الأقرباءِ أو الأخوه الظالمين الذين يقسونَ عليهم ويعاملونهم بشدّةٍ بقسوةٍ أيضا ..أو يوضعونَ في ملجإ للايتام أو مؤسَّسة خاصّة .. مدرسة أهليَّة .. إلخ .. وبعضُ هذه المؤسَّسات ربما لا تعاملُ أولئكَ الأطفال الصغار كما يجبُ من الناحية الإنسانيَّة ..حيث يكونُ العنفُ والتنكيلُ هو العاملُ الرئيسي في تربيتهم مِمَّا يتركُ بصماتهُ السلبيَّة َعلى الاطفال مستقبلا - سواءً كان العُنفُ والتنكيلُ من زوجةِ الأب أو الأقرباء أو المؤسَّساتِ والملاجىءِ التي تبنَّتهُم .. أو حتى من الاطفال أنفسهم قد يكونُ التنكيلُ والعنفُ، الذين يتعلمون في نفس المكان أو المؤسَّسَة ، خاصَّة الأطفال الكبار الذين عندهم الدوافع العدوانيَّة فيُوجِّهونها لزملائِهم الأطفال الذين أصغر منهم سنًّا .
4 - سَبَبٌ إغرائي : أي يكونُ عندَ الأهل .. أو الأب تلكَ النزعات والدوافع الغريزيَّة العدوانيّة الشِّرِّيرة ضدَّ الغير وحتى ضدَّ أطفالهِ ، كما أنَّ بعض الأطفال تولدُ عندهم هذه الصفاتُ العدوانيّة الوراثيَّة فيطبِّقونها على زملائِهم الأطفال كالإعتداءات الجسديَّة أو النفسيَّة ( شتائم وتهديد .. إلخ ... حتى إعتداءات جنسيَّة .
5) دوافع بيئيَّة :- وذلكَ انَّ الإنسانَ سواء كانَ أبا أو أمًّا أو طفلا .. إلخ .. تتولَّدُ عندهُ صبغة ُ ونزعة ُ العنفُ والميل للعدوان من خلال البيئة غير السَّليمة التي يعيشُ فيها والتي بدورها ظلمتهُ وأجحفت في حقه.. فتتكوَّنُ لديهِ نتيجة َ احتكاكهِ بالجماعةِ التي يعيشُ معها الصفات والدوافع ( سلبيًّا او إيجابيًّا ) حسب نوعيَّة المجتمع أو الجماعة ومدى علاقتها وتعاملها مع الفرد ( معه ) .
6 ) تأثير وسائل الإعلام الشّعبيَّة والعامَّة : وذلك حيث يُعرضُ في التلفزيون مثلا الكثيرَ من الأفلام والمسلسلات العنيفة والشرّيرة التي قد تؤَثّرُ سلبيًّا على سلوكِ الأب مثلا وعلى الأطفال بشكل عام فيحاولون تقليدَ ما يرونهُ من أعمال شرِّيرة عدوانيَّة وشاذة على مجتمعهم وذويهم .
7 - ضعف الشَّخصيَّة ( عدم الثقة بالنفس ) :- إنَّ كلَّ شخص يُعاني من عقدة النقص سواء كان أبا أو إبنا او طفلا فيحاولُ ملءَ الفراغ والنقص الذي يعاني منهُ وإثبات شخصيَّته عن طريق الإعتداء على الغير وعلى المُقرَّبين والقريبين ، فالأب يعتدي على أطفالِهِ مثلا .. والأطفالُ على زملائِهِم في مثل سنِّهم وهكذا ..
أنواعُ العُنفِ والتنكيل :
العُنفُ والتنكيلُ عدَّة ُ انواع وهي : 1- العقاب الجسدي ( الضرب الشديد المبرح وإيذاء الجسد وإيلامه وترك آثار الضرب عليه لفترةٍ طويلة .. وحتى تشويه بعض أجزاء الجسد .... والعقاب والتنكيل الجسدي مثل : إعتداء جسدي فضيع ودائم ، إمَّا إصابة جسد الطفل مباشرة أو سكب الماء المغلي على الطفل، أو إعتداء عليه بسكين او بعصا وأداة حادَّة ، أو إطفاء سيجارة على جسم الطفل . والإعتداء يمكنُ أن يُؤَدِّي إلى الموت أو فقدان الوعي بصورة كاملة أو جزئيَّة ، أو إرتجاج في المُخ ، أو كسور مفتوحة أو مغلقة ، خنق، حروق ، فقدان البصر أو السمع ، إصابات داخليَّة ، جروح عميقة ،علامات عضّ ، خدوش ، أورام ، علامات زرقاء ، نزيف دموي ، الإعتداءات البارزة والدارجة تظهر عادة في الرأس والأطراف وفي الأعضاء الجنسيَّة .
2 - إعتداء أو تنكيل نفسي : - ومن الصعب جدًّا تعريف هذا النوع من الإعتداء لأنهُ ظاهرة مرافقة لأنواع أخرى من الإعتداءات . المقصود بهذا الإعتداء هو المَسّ بقدرة الطفل على تطوير قدرةِ أحاسيسه وشعورهِ ، أو القدرة على التصرُّف كالمتعارف عليه في مواقف شخصيَّة واجتماعيَّة... هذا الإعتداء يُمكنُ أن يُؤَدِّي إلى مخاوف إنطواء تحديد وقصور في القدرة الكلاميَّة والحسيَّة ، وخلل في النموّ والتطوّر .
3 ) إعتداء وتنكيل نتيجة الإهمال :
التنكيل عن طريق الإهمال المتواصل، الذي يُحرمُ الولدَ من الغذاء والعلاج الطبِّي والوقائي ، وشروط بيئيَّة مُريحة وحركة حُرَّة ومنبِّهات بيئيَّة . الإهمال يمكنُ أن يُؤَدِّي إلى الموت ، سوء تغذية ، أضرار جسديَّة ، تأخير بالنموّ ، التَّخلُّف ، وأضرار نفسيَّة فوريَّة وبعيدة المدى .
4 - إعتداء أو تنكيل جنسي ، مثل : -
عناق، قبلة، ملاطفة ( ذات صبغة جنسيَّة)،جنس بواسطة الفم ، إغتصاب ، إدخال أغراض إلى أعضاء جنسيَّة ، إستغلال الأولاد لأهداف الخلاعة والزّنى . الإعتداءُ يمكن أن يكونَ من طرفٍ بالغ يستعملُ سلطتهُ مثل : الرَّشوة ، الإغراء بالمال ، التهديد باستعمال القوَّة ، الإغتصاب ، والضغط بكشف العمل . الإعتداء يمكن ان يُؤَدِّي إلى شعور بالذنب، مخاوف، إحباط ،مشاكل في النوم، في الدراسة،فقدان الثقة بالآخرين وبكل شيىء ،مصاعب في العلاقات الشخصيَّة ، تقدير نفسي منخفض، سلوك هدَّام ، إضافة إلى ذلك محاولات إنتحار .
5) العقابُ والضَّغط من قبل الأهل بوسائل أخرى عديدة مثل :
1 – حرمانهم من الطعام والشَّراب أو إطعامهم القليل والرَّديىء .
2 – حرمانهم من المصروف وعدم شراء الملابس والثياب ووسائل الترفيه والتسلية والألعاب لهم .
3 – حرمانهم من الرحلات والنزهات وعدم السَّماح لهم بالخروج للَّعب مع الأطفال والأولاد في مثل سنهم ..إلخ . وعزلهم لوحدِهم وعدم إشراكِهم واختلاطِهم مع شرائح المجتمع .
4 - حرمانهم من التحصيل العلمي والثقافي .
العوارض التي تظهرُ على الاطفال من جرَّاء هذه الأشياء المذكورة :
- هنالك الكثيرُ من العوارض التي تظهرُ على الأطفال من جرَّاء العُنف والقسوة والتنكيل الجسدي والنفسي ، مثل :
1 ) الإنعزال والإنطواء . 2 ) الخجل والرُّعب .
3 ) التأخُّر والتدنِّي في التحصيل العلمي .
4 ) عدم الثقة بالنفس .
5 ) حالات شرود الذهن وتدنِّي نسبة الذكاء والتركيز بشكل ملحوظ .
6 ) التغيُّب عن المدرسة لفترات قد تطول أو تقصر..أو التأخُّرعن الرجوع إلى البيت لساعاتٍ طويلة .
7 ) حالات العصبيَّة الزائدة والنفور من كلِّ شيىء والسلوك الهدَّام ضدّ المجتمع .
8 ) اللجوء إلى الإنحراف والشُّذوذ وتعاطي المُخدّرات ، السرقة .. إلخ .
- هذه العوارضُ التي تظهرُ على الطفل بشكل شامل ..أما إذا تناولنا كلَّ سبب وحالةٍ من حالات التنكيل والعنف والعوارض التي تظهرُ وتبدو من جرَّائِها فهي عديدة متشعبة ، مثل :
1 ) الإعتداءاتُ الجسديَّة - علامات التشخيص ، مثل :
1 - حروق . - إصابات على الوجه . 3 - علامات عض . 4 -علامات على اليدين والرجلين . 5 - حدوش وعظام مكسورة أو ملتوية .
2 ) الإعتداءات نتيجة الإهمال - عوارضها :
1 - وضع صحِّي سيِّىء جدًّا . 2 - غذاء سيّىء جدا .
3 - غيابات متكرِّرة عن المدرسة .
3 - النوم في الصف . 4 - الحضور إلى المدرسة دون الأدوات الدراسيَّة .
3 ) علامات تشخيص جسديَّة للإعتداءات الجنسيَّة :
1 – مصاعب في المشي أو الجلوس .
2 - ملابس ممزقة أو ملابس تظهر عليها بقع الدم .
3 - شكاوى على الآلام أو حساسيَّة في الإعضاء الجنسيَّة .
4 - رائحة كريهة وغير عاديَّة .
- أمراض جنسيَّة . 6 - حمل .
4) علامات تشخيص سلوكيَّة :
1 - تغيُّر مفاجىء في التصرُّفات أو في الشخصيَّة .
2 - عدم الرَّغبة بالإشتراك في دروس الرياضة أو تبديل الملابس في هذه الدروس .
3 - السَّرَحَان ( الشرود الذهني ) في الصف .
4 – تصرُّفات غير مناسبة مقارنة مع تصرُّفات باقي الزملاء .
5 - سلوك جنسي غريب ، أو معرفة وفيرة بخصوص الجنس ، أكثر من أبناء جيله .
6 - علاقات إجتماعيَّة قليلة . 7 - إنحراف .
8 - الهروب من إطار معيَّن ( البيت او المدرسة ) .
9 - مشاكل في الأكل ( فقدان الشهيَّة ) .
10 ) تقرير من قبل الوالد عن إعتداء أو إستغلال .
وعلامات تشخيص سلوكيَّة أخرى :
1 - سلوك هدَّام ضدّ المجتمع . 2 - الظهور بمظهر أكبر من أبناء سنِّهِ .
2 - ردود فعل متطرفة . 4 - سلوك تسلطي . 5 - مخاوف وكوابيس .
6 – سلوك متطرف ، تشاؤُم واندفاعيَّة .
7 - سلوك غير ملائم لأبناء جيلهِ . 8 - محاولات إنتحار .
9 - عدم التقدير الذاتي . 10 - سوداويَّة .
وأيضا : سرقة أكل أو طلب أكل من الإصدقاء بشكل متكرر . والبقاء في المدرسة أكثر من المعتاد ( الحضور في وقت مبكر والإنصراف في وقت متأخّر ) .. والميل إلى إدمان المشروبات الروحيَّة أو إستعمال المخدرات ، التدخل في أعمال إنحرافيَّة .. والتكلم والتصريح بالرغبة في الإنتحار .. شكاوى على عدم عناية أو علاج .
وأمَّا الإعتداءات النفسيَّة فتكون عوارضها مثل :
1 - خلل في الكلام . 2 - تأخُّر وخلل في تطور النموّ الحركي والكلامي . 3 – خلل في نموّ الجسم .. إلخ .
كيفيَّة علاج ظاهرة العُنف والتنكيل داخل العائلة والأسرة :
ذكرنا في البدايةِ الأسسباب والمسبّبات لهذه الظوتهر ( العنف والتنكيل الاسري والعائلي) والعوارض التي تطرأ على الضحيَّة (الطفل ) من جرَّاء ذلك ، وبقي أن نذكر العلاج الناجع لكلِّ هذه الحالات المذكورة أعلاه .
1 - إبلاغ الجهات المسؤولة - العاملين الإجتماعية - الشؤون - السلطات المحليَّة - الشرطة .. إلخ في كل حالة إعتداء ضد طفل - ضدَّ المعتدي ( سواء كان المعتدي الأب أو الوالدين ، أو أحد الأصدقاء ، أو الأقارب ، أو شخص غريب ، أو حتى المعلم والمربي في المدرسة .. إلخ ) .
2 - التوعية والتثقيف : وتبدأ بتوعية الأهل وتعليمعهم ، وهنا يظهرُ دورُ المؤسساتِ الإجتماعيّة والتربويَّة والسلطات المحليَّة والمدارس ..إلخ.. وذلك من خلال عقد الندوات والإجتماعات التثقيفيَّة والتربويَّة المكثفة وبشكل دائم في كل حركةٍ وبلدة..حيث يدعى فيها الأهل ( الآباء والأمهات ) ويقدِّموا لهم فيها الإرشادات والنصائح والدروس التثقيفيَّة التعليميَّة الكافية في كيفيّة تربية أطفالهم بالشكل الصحيح السليم والتقدُّمي الحضاري البنَّاء .
3 ) مراقبة وفحص وضع الاطفال على جميع الأصعدة ، وخاصَّة الوضع العائلي وبالذات للذين توجدُ لديهم المشاكل العائليَّة ، من قبل العاملين الإجتماعيِّين والسلطات المحليّة وغيرها، والعمل على معالجة ظواهر التنكيل والعنف إذا وُجدت بأسرع وقت ممكن .
4 ) معالجة الوضع الإقتصادي المتردِّي لبغض الأسر والعائلات التي قد ينشأ بسببهِ التخلف والتنكيل والعنف ضد الأطفال..وذلك عن طريق المساعدات الماديَّة من خلال مؤسَّسات الشؤون الإجتماعيَّة والتأمين الوطني ..إلخ وفي كيفيَّة إصلاح وتحسين وضع هذه العائلات الإقتصادي ، وفي تثقيف وتعليم لأهل لأبنائهم ومراقبتهم بشكل دائم ، ومنع حدوث الإصطدامات بين الأهل وأفراد الأسرة .
5 ) مراقبة المدارس والمؤسسات التربويَّة والملاجىء ودور الأيتام والمدارس الداخليَّة التي يتعلم فيها الأولاد والأطفال ، والنظرعن كثب كيف يتعاملُ معهم أساتذتهم والمربُّون، لانه قد يحدث أحيانا العنفُ والإعتداء الجسدي والجنسي والنفسي داخل المدارس والمؤسسات التربويَّة ضدَّ الأطفال من قبل المعلمين أو الأطفال انفسهم ضدَّ بعض، وخاصَّة الكبار منهم في السنِّ الذي يكون لديهم الميول العدواني السادي ضدّ الصغار .
6 ) معاقبة كل مربِّي ومعلِّم وكل ولد وأمّ ، وكل شخص قريب أو بعيد يُقدَّمُ ضدَّه بلاغا ويُؤَكَّدُ ويُثبتُ صحَّتهُ بأنَّهُ اعتدَى على طفل جسديًّا ونفسيًّا وَنكّلَ بهِ..وبهذا قد نردعُ الكثيرين من هؤلاءِ لإرتكاب مثل هذه الأخطار والإستمرار بها ( التنكيل بالأطفال) .
ونخن إذا إلتزمنا بجميع الأشياء والامور التي ذكرت قد يصلُ مجتمعنا إلى مستوى حضاري وإنساني أرقى وأعلى ، وممَّا يحدو بنا إلى معالجة هذه الظاهرة المتفشبية في مجتمعنا ومن ثم إستئصالها من جذورها لأنها تشكّلُ خطيرا وبيلا على مجتمعنا ككل، فالأطفال هم شبابُ المستقبل وروَّادُ الغد ، فإذا لم يتربُّوا تربية ً سليمة ً صحيحة فستنشأ عندهم العقدُ والرواسبُ والتخلُّف والإنحرافٌ في المستقبل،وبالذات عندما يصبحون آباءً وأمهاتٍ في المستقبل وركنا من أركان المجتمع فعندها سيكون قسمٌ كبيرٌ من مجتمعنا غير سليم وطبيعي لأجل عقدهم ورواسبهم المزمنة التي تكوّنت لديهم وهم أطفال.. ولهذا يجبُ ان نبدأ وبالأساس بتثقيف وتعليم أطفالنا الأسُسَ والمناهجَ التربويَّة السليمة الحضاريَّة وندخلُ فيهم روحَ المرح والسعادة والإطمئنان والثقة وحب الحياة والأهل والمجتمع والعلم والثقافة ، وبهذا نضمنُ لهم مستقبلا سليما سعيدا ومشرقا .
ما هي الأبوَّة ؟ : -
هي وظيفة ٌ يحملها ويتحمَّلُها الإنسانُ منذ اللحظة التي ينجبُ فيها أطفالا أو يتبنَّى ويأخذ ولدًا على عاتقهِ مسؤوليَّة ذلك ، وهنالك ثلاث مكوِّنات للأبوَّة :
أ - المكَوِّنُ البيوليجي : - أي أنَّ الولدَ من لحم الوالد ودمهِ ، والوالد هو السؤول عن خلقهِ وخروجهِ إلى هذا العالم ولمجرَّد كينونتهِ .
ب - المُكَوِّنُ النفساني : - هذا المكوِّنُ يحثُّ الوالدَ على أن يُعطيَ إبنهُ الحبَّ ، الإهتمام ، الإخلاص والدفء والحنان .
ج - المُكوِّنُ الإجتماعي : - المعايير الإجتماعيَّة تلزمُ الوالدَ بإعطاء طفلهِ الرعاية ، الغذاء واللباس كذلك الإهتمام بسلامتهِ وصحَّتهِ وتربيتهِ . إنَّ هذه المُكوِّنات الثلاثة قائمة في كلِّ نوع وشكل من الأبوَّة ولكن مضمونها المتغيِّر في مجتمعات مختلفة وفي ثقافاتٍ متفاوتة يخلقُ معاني مختلفة للابوِّةِ حتى بالنسبةِ لنفس الشَّخص .
- مواضيع البحث في إرشاد الوالدين ( ألآباء ) وهي :
1 ) منشاكل تاهيل الإبن للمجتمع ( تغذية ، نوم ، نظافة ) .
2 - مشاكل نموّ الإبن بصورة صحيحة ( في المجال الجسماني ، اللغوي والثقافي ) .
3 – مشاكل تكييف الإبن من الناحيتين العاطفيَّة والإجتماعيَّة .
4 - المشاكل المتعلِّقة في المدرسة وجهاز التعليم .
5 - المشاكل المتعلقة بالعلاقات بين الآباء والأبناء .
المسؤُولون عن إرشاد الأهل ( الأبويين )
إنّ المسؤولين بشكل مباشر عن إرشاد الأهل ( الأب والأم ) والذين سيقومون بهذه المهمَّة مباشرة ً هم مهنيُّون أصحاب مسؤوليَّة تخصَّصوا في موضوع إرشاد الأهل . وأمَّا طرق إرشاد الأهل فترتكزُ على نظريَّات متطوِّرة في مجالات تطوُّر الولد ، تطوُّر البالغ ، والعلاقة داخل العائلة ، التعامل مع الآخرين، الإتصا ل وأساليب تربويَّة...وإرشاد الأهل يرتكزُ على الطرق التالية :
1 – نهج إنساني . 2 – نهج أدلرياني .
3 – نهج تنظيمي . 4 - نهج بسيخودينامي .
5 – نهج علامي . 6 - نهج سلوكي .
هذا ويعي رجال التربية أكثر فأكثر إحتياجات الوالدين والمشاكل والمصاعب التي تواجههما ، وكذلك الإمكانيَّات الآخذة بالتطوُّر من أجل مساعدة الوالدين في تأديةِ وظيفتهم . ويزدادُ أيضا وعيُ الوالدين أنفسهم لإمكانيَّات تقبُّل الإرشاد والإستشارة والدَّعم .
وأما مجالات مسؤوليَّة الوالد والأهل ككل فهي :
1 - الإهتمام بصحَّة الولد الجسمانيَّة والمحافظة عليها .
2 - الإهتمام بصحَّتهِ النفسيّة والمحافظة عليها .
3 - الإهتمام باكتساب عادات إجتماعيَّة وقيم إنسانيَّة .
4 - إكتساب المعرفة .
5 - تطوير قدرات الولد .
والوالدان ( الأب والأم ) هما المسؤولان عن :
1 – الخاصيَّة . 2 - التأقلم الإجتماعي .
3 - التثقيف لإبنهم ... أي تطوير وبلورة للشَّخصيَّة الخاصَّة وإكساب عادات وسلوكيَّات في المجتمع ونقل موروث الأجيال الثقافي ... تطوير المعرفة وتطوير وتطوير قدرات التعليم .
- وكل هذه الأهداف والأمور تدخلُ في المساهمة في تنميةِ الأولاد تنمية صحيحة ومن ثمّ تأسيس علاقة بنَّاءة وممتعة بين الوالدين ( الأب والأم ) وأبنائهم . فتثقيف الأبوين مهمٌّ جدا لانَّ العائلة هي مدرسة ٌ تعدُّالأولاد للحياة .. وبالوالدين بالأساس تتعلَّقُ تنربية الجيل . والأبوَّة ُ هي مجالٌ ضروريٌّ تعلمه واكتساب القدرات لتحقيقه الصحيح . والوالدون المهرة يشعرون بثقة أكبر في وظيفتهم وبإمكانهم مواجهة الأبوَّة بنجاح أكبر .. والعلاقات السليمة بين الزوجين قد تساهمُ فقي نموٍّ سليم لأولادهم ورعايتهم راية سليمة ، وتوسيع المعرفة والمعلومات وأنَّ العلامة من الطرق النفسانيَّة المختلفة تمكن الوالدين من إختيار صحيح ومناسب أكثر لهم في أداء وظيفتهم كاملة. وكلما تطوَّرَ الوالدُ فكريًّا وثقافيًّا وأثرى زادَ نجاحُهُ كوالدٍ ، وغاية ُ الأولاد مشروطة ٌ برعاية الوالدين .
المضامين والمعلومات التثقيفيَّة للوالدين :
1 – إعطاء معلومات للأهل حول : - تطوُّر الولد ، تطور العائلة ، فترة إنتقال من حياة الوعي والعائلة .. ومميّزات الأجيال المحتلفة ، وحلقات النموّ ونظريات تطويريَّة سلوكيَّة - إجتماعيَّة .
2 - إكتساب مؤَهِّلات ومهارات للأهل - مؤهلات محادثة..نطق محاولات تبصيريَّة .. مؤهلات للمفاوضات وحل الخلافات .
3 – تطوُّر الوعي لدى الوالدين : توقعات الوالدين من أبنائهم ومن بعضهما البعض .. التعامل والعلاقات بين أفراد العائلة : التعامل والعلاقات بين العائلة الأم والحمولة والمجتمع .. إلخ .
4) إثراء الإبن وتطوير مواهبه بواسطة :
1 - الألعاب ، قصص ، وسائل عامَّة مسليَّة مرفّهة ، وأعمال مشتركة وترفيهيَّة للأهل والأبناء .
واما مواضيع البحث في إرشادِ الوالدين فهي :
1 – مشاكل تأهيل الإبن للمجتمع ( تغذية نوم نظافة ) .
2 – مشاكل نُمُوّ الإبن بصورة صحيحة ( في المجال الجسماني ، اللغوي ، الثقافي ) .
3- مشاكل تكييف الإبن من الناحيتين العاطفيَّة والإجتماعيَّة .
4 - المشاكل المتعلقة بالعلاقات في المدرسة وجهاز التعليبم .
5 – المشاكل المتعلقة في العلاقات بين الآباء والأبناء وكيفيَّة علاج هذه الأشياء .
وأخيرا : - لقد كتبت ُ هذا البحث ، بشكل موسع ، عن التنكيل والعنف على جميع أنواعهِ الذي يحدث داخل العائلات والمجتمع ضد الأطفال . وذكرتُ أسبابَهُ ومسبِّباته وأنواعها وأعراضَه ُ التي تظهرُ على الطفل والسلبيَّات الوخيمة التي تنتجُ من جرَّاء الإعتداءات والتنكيل ضدَّ الأطفال سواءً جسديًّا أو جنسيًّا أو نفسانيًّا - حاضرًا ومستقبلا - وكيفيَّة علاج هذه الحالات والظواهر والحدّ والمنع من إنتشارها داخل المجتمع .
وسوم: العدد 623