خطط تقسيم الدولة السورية بمنظور الأمريكان

نشر معهد بروكينغ قبل شهر من الآن تقريبا” خطته عن الازمة في سوريا واسماها:

#  Deconstructing Syria# وتعني هذه الخطة تجزأة سوريا.

وكان إحدى نقاط الخطة وفحواه أن جهود السلام بين طرفي النزاع في سوريا قد ماتت ، ومات معها أكثر من 300 ألف سوري وتم تشريد أكثر من 10 مليون آخرين .

وقال الجنرال ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الامريكية أمام الكونغرس مؤخراً أن وزارة الدفاع تدرب فقط 150 متطوعاً من المعارضة المعتدلة على حد زعمه في حين أن قوات الدولة الاسلامية تزيد عن 30.000 بالاضافة الى عشرات الالاف من قوات الاسد .

جاء في الخطة أنها ستستفيد من الصحراء السورية المفتوحة لتصبح منطقة عازلة يمكن مراقبتها لاي اشارات لهجوم وبذلك تبقى القوات الغربية في اماكن آمنة وبعيدة عن الخطوط الامامية في خطوط وأماكن أكثر أمناً من تلك الخطوط الامامية.

ترى الخطة أنه يمكن خلق مناطق آمنة ذات استقلال ذاتي والتي ستمنع الى الابد أن تُحكم سواء من الاسد أو من الدولة الاسلامية وتصبح هذه الجيوب العازلة المستقلة ذاتياً صالحة لاستقبال المساعدات الانسانية وإعادة فتح المدارس ، وتمكين بناء وتدريب قوات محاربة أكبر وأكبر.

ربما يكون الهدف المرحلي هو خلق كونفدرالية سورية بين الكيانات كافة و متمتعة بحكم ذاتي، ولعل الدولة الكونفدرالية ستصبح بحاجة الى قوة حفظ سلام دولية .

تؤكد الخطة ايضا” ان ذلك لا يقتصر على طرف دون الآخر ً ، لذلك لن تسعى الخطة الى الاطاحة بنظام الاسد لتمكنه من حكم تلك المنطقة التي يطمح لحكمها (دولة علوية) .

اما هذه المناطق الامنة والمحررة فيجب أن يكون واضحاً ان لا رجوع لحكم الاسد أو لاحد يخلفه .

الاسد لن يكون هدفاً عسكريا ضمن هذه الخطة في المناطق التي يسيطرعليها جيداً لكن المناطق التي لا تخضع لسيطرته والتي تستهدفها قواته، فستكون ضمن من تشملهم هذه الخطة .

وإذا تأخر الاسد كثيراً عن قبول صفقة لنفيه فسوف يواجه خطراً حقيقياً ليس فقط لحكمه بل لشخصه.

في نفس السياق يلاحظ ان طيران التحالف ينسق حالياً وبشكل علني مع القوات الكردية في الشمال الشرقي السوري لخلق منطقة عازلة هناك، وهكذا سيصبح في  دولة سوريا سايكس بيكو من نوع جديد دول في دولة واحدة ومنها ( دولة سنية – علوية – كردية – و….).

إن إطالة أمد الحرب الاهلية السورية كان محسوباً بعناية ويتم السيطرة عليه عن طريق تسليح الفصائل المقاتلة ضد النظام بشكل لا يمكنه أن يحسم أي معركة الى أن ترجح كفة النظام وعندها يتم زيادة التسليح للفصائل المسلحة الى أن تسترد توازنها وهكذا.

يبدو أن المرحلة النهائية لهذه الخطط قد تم اعتمادها من الرئيس الامريكي أوباما الذي قام بزيارة نادرة الى البنتاغون في 6/7/2015 حيث عقد اجتماعاً مغلقاً مع رؤساء الجيوش الامريكية وكبار الضباط في البنتاغون .

وفي مؤتمر صحفي بعد الزيارة أكد اوباما ان: # هذا لن يكون امراً سريعا” ستكون معركة طويلة # .

قارئ الأحداث يدرك أن الاستعمار القديم قد جدد نفسه في هذا العصر من خلال نفس النموذج القديم وهو اعتماده على القوى الحاكمة في المنطقة العربية، لكن الأسلوب القتالي اختلف كثيرا فكان قديما يعتمد على بعض جنوده على الأرض مع بعض المرتزقة لكنه الآن يدعم طرف صاحب أرض مقابل طرف آخر يعيش على نفس الأرض حتى يختل التوازن فيقوم بدعم الآخر وهكذا..

فلله دركم أيها العرب.

المركز الصحفي السوري

وسوم: العدد 624