الكيان الصهيوني امام المحكمة

clip_image002_b1835.jpg

ما ان يظهر كتاب ينتقد الكيان الصهيوني  الا  ويبادر متعاطفون مع الصهاينة من يهود وغير يهود وحتى مسلمين ايضا لشراءه للحيلولة دون وصوله الى دور الكتب في المانيا والى القراء من محبي السياسة والشغوفين بمعرفة حقائق الصهيونية واليهود ، فذراع الكيان الصهيوني  طويلة وآذانه كبيرة يسمع بها بشكل عجيب  وعيونه يقظة يراقب كل صغيرة وكبيرة  تقع في المانيا و أوروبا تستهدف سياسته ووجوده .

فالحركة الصهيونية حركة قومية عنصرية كانت منظمة  الامم المتحدة قد صنفتها في سجلاتها بحركة عنصرية مقيتة  الى أن جاء  الرئيس الامريكي السابق  صاحب النظام العالمي الجديد جورج بوش / الاب / فبذل جهوده لاقناع الامم المتحدة بمحو صفة العنصرية عن الكيان الصهيوني  .

تعود فكرة قيام الحركة الصهيونية  التي استطاع تيودور هرتزل  تأسيسها عام 1899 في بازل / سويسرا / الى بدية العصور الحديثة وبالتحديد إلى أعوام 1609 عندما نادى الحاخام يزاجا هاروفيتس المولود في / براغ 1565  طبريا عام 1630/ يهود أوروبا بالعودة الى فلسطين للعيش فيها هربا من اضطهاد الكاثوليك في أوروبا ، وتبلورت فكرة هجرة اليهود الى فلسطين مع حملة نابوليون بونابرت على مصر وبلاد الشام  وبادر السويسري   مؤسس الصليب  الاحمر هنري دونانت /1820 – 1910 / ببناء تجمعات سكنية لليهود في فلسطين لإنقاذهم من بطش الأوروبيين لهم .  إلا أن فكرة قيام حركة صهيونية  تعود إلى  الفرنسي اسحاق موسى سريميوس / 1795 – 1880 / المعروف أيضا بإسم أدولف سيرميوكس فقد قام بتأسيس الرابطة اليهودية بتشجيع ودعم من نابوليون بونابرت . وكان سريميوس أستاذا لمادة التاريخ والسياسة الدولية في جامعة بازل وغيرها من الجامعات الأوروبية إضافة إلى عمله بالصحافة والسياسة استطاع إقناع تلميذه وعضو  رابطة اليهود الأوروبيين هرتول  ببذل جميع جهوده لقيام الحركة الصهيونية مستندا الى التوراة والعهد القديم من الانجيل وبالتالي الى أدلة تاريخية تنادي ضرورة قيام دولة لليهود على أرض فلسطين وهربا من بطش النصارى الأوروبيين الذين كانوا يرغمون اليهود على اعتناق المسيحية ويمارسون تمييزا دينيا واجتماعيا ضد اليهود الأوروبيين .

وبالرغم من الاضطهاد الذي عانى اليهود منه في أوروبا وقيام الحركة الصهيونية الدولية  عام 1899 وتشجيع الحركة المذكورة يهود أوروبا بالهجرة الى فلسطين أكد يهود ألمانيا بلسان رئاسة مجلس اليهود الألماني الاعلى رفضهم لهذه الفكرة متمسكين بيهوديتهم وانتماءهم الى الجنس الألماني ثم أعادوا تأكيدهم هذا عام 1914 عندما بدأت الدعايات للهجرة الى فلسطين تشتد  . وبالرغم من الدعاية اليهودية التي تستغل الألمان بارث الاثم ومرور خمسين عاما على  العلاقات الدبلوماسية والسياسية وغيرها بين المانيا والكيان الصهيوني إلا أنه يوجد في ألمانيا يهود يعادون الحركة الصهيونية من بينهم يوسف ميلتسر صاحب دار نشر / العلوم اليهودية أسسها عام 1958 ويرأسها حاليا نجله ابراهام ميلتسر  الذي قام بنشر كتاب للصحافي ومؤسس منظمة / كاب أنامور / للمساعدات الانسانية روبريخت نويديك الذي يتكلم فيه عن معاماة الشعب الفلسطيني وهمجية الكيان الصهيوني  ويحمل عنوان / لا أريد البقاء صامتا / ، هذا الكتاب الذي فقد باسواق الكتب خلال الايام الاولى لنزوله اليها تحدى وزير العمل الألماتي السابق  نوربرت بلوم  مجلس اليهود الاعلى والكيان الصهيوني بوضع مقدمة للكتاب .

وبالرغم من تأييد الحكومة الألمانية قيام دولة فلسطينة مستقلة الى جانب الكيان الصهيوني على  أرض فلسطين كانت  أول من عارض من الأوروبيين حصول دولة فلسطين على اعتراف منظمة الامم المتحدة  بها وعارضت بشدة انضمام دولة فلسطين إلى منظمة الثقافة والعلوم والتربية / اليونيسكو / ووضعت ثقلها السياسي والمعنوي لعدم ضم / اليونيسكو / فلسطين الى عضويتها إلا أنها باءت بالفشل وسعت لدى محكمة الجزاء الدولية عدم ضم فلسطين لعضويتها .

ويرى الكاتب والصحافي الألماني إبراهام ميلتسر  بكتابه الذي وضعه مؤخرا ويحمل عنوان / خمسون عاما على العلاقات الألمانية الصهيونية – أيقظوا ميركيل -الصهاينة لمام  محكمة الجنايات العليا / وقرأ مقتطفات  منه بندوة حول العنف في الأديان السماوية دعا إليها معهد / كونراد أديناور / للدراسات والمساعدات الدولي بمنطقة شارلوت بيرج بمنطقة الـ / هارتس / يومي السبت والأحد من 1 و 2 آب / أغسطس ، متزامنا مع   تطورات ما يجري في فلسطين حاليا بإقدام مستوطنين صهاينة على إحراق بيوت بمنطقة دوما بالضفة الغربية وقتلهم طفلا رضيعا حرقا ، إن الحركة الصهيونية العالمية قامت من أجل القضاء على اليهود ، فالصهيونية مثلها مثل الحركات العنصرية التي قامت بالعالم  ساهمت بإنشاب حروب مدمرة للانسانية فالقومية الألمانية كانت وراء تقسيم ألمانيا وضياع أراض ألمانية ذهبت من حظ دول أخرى مثل الأزاس في فرنسا وبوهيمميا في التشيك وغيرها كما ساهمت  الحركة القومية العربية  مثل حزب البعث والقومي السوري بضياع فلسطين واحتلال أجزاء من سورية ولبنان ومصر لأن الهدف من الحرب ضد الصهاينة قوميا ولم يكن على مستوى إنقاذ فلسطين وإعادتها الى الحظيرة الإسلامية والعربية . والحركة الصهيونية لا تريد فقط قتل اليهود  فحسب بل القضاء على اليهودية كدين .

ويرى ميلتسر أن الحكومة الألمانية والصهاينة الذين يحتفلون بمرور خمسين عاما على العلاقات بينهما يجب أيضا على الحكومة الألمانية أن تسعى بردع الصهانية بالكف عن جرائمهم التي يقترفونها ضد الشعب الفلسطيني وتهويد الأراضي الفلسطينية وهدم المساجد واكتساحهم بين الحين والآخر للمسجد الاقصى مضيفا أنه إذا كانت الحكومة الألمانية حريصة على احلال السلام بفلسطين المحتلة   والتعايش السلمي بين الفلسطينيين مسلمين  ومسيحيين مع الصهاينة  و السعي أيضا للعودة إلى مقترحات رئيس تونس الراحل الحبيب بورقيبة الذي اقترح ذات مرة إعطاء حائط البراق لليهود علما أن الحائط المذكور الذي اقتبست الحركة الصهيونية اسمه لا يحمل في طياته أي دليل يثبت أن المسجد وما حوله يهودي قح والبحث عن هيكل سليمان مضيعة للوقت وسفك دماء وتهجير واعتقالات واصفا ما يفعله الصهاينة من تهجير وحرق بالبربرية .

ويتساءل ميلتسر ما إذا  كانت الحكومة الإلمانية بالتعاون مع الصهاينة ستساهمان بالإحتفال بمرور خمسين عاما على احتلال القدس والضفة الغربية والجولان وغيرها فبعد عامين ، أي عام 1967 ، يمر خمسون عاما على حرب عام 1967 معربا عن قلقه إزاء تحضير معرض مدينتي  فرانكفورت ولايبتسيغ الدوليين للكتاب للإحتفاء بتلك الذكرى كاحتفاءهما هذا العام بمرور خمسين عاما على العلاقات الألمانية مع الكيان الصهيوني .

ويرى ميلتسر دخول فلسطين عضوية محكمة الجنايات العليا فائدة كبيرة إذ يمكن أن تفسح هذه العضوية المجال للفلسطينيين ومحبي السلام في العالم والمعادين للهمجية وظلم الانسانية   بتقديم  الصهاينة إلى المحكمة المذكورة لما يقترفه من جرائم بحق الفلسطينيين وعلى الرأي العام الألماني الذي يريد بالفعل سلاما بفلسطين ومنطقة الشرق الاوسط ايقاظ  المستشارة أنجيلا ميركيل من سباتها  وعدم انتبهاها  ومبالاتها لجرائم  الصهاينة  فربما تعود النخوة إليها بإيقاظ ضميرها إلى ما يجري في فلسطين فمسئولية ألمانيا حماية الكيان الصهيوني وأمن المستوطنين الصهاينة يجب ان يشمل أيضا حماية الفلسطينيين فلولا النازية لم تستطع  الحركة الصهيونية العالمية تحقيق هدفها .

ويتكون الكتاب من حوالي 300 صفحة يشمل على وئائق تاريخية هامة عن قيام الحركة الصهيونية وجرائمها ضد  الإنسانية  لينضم الى سلسلة أصدرتها دار نشر ميلتسر عن جرائم الصهاينة مثل / جهنم غزة عن حرب الصهاينة للفلسطينيين في القطاع المذكور – أزمة الصهيونية ومشكلة إنهاءأزمة الكيان الصهيوني

وسوم: العدد 627