حساب الكلفة التخمينية للكهرباء
الشبكة العنكبوتية/ الكهربائية
لم يشهد العالم في أي من شعوبه شبكة عنكبوتية كهربائية كتلك التي يشهدها عراقنا الحاضر الذي قد يكون غائباً عن الساحة السياسية والجغرافية في وقت ما لو استمر الحال على هذه الشاكلة واهم أدوات تمزقه وانمحائه من عنوان العراق هي الشبكة العنكبوتية الكهربائية، والتي هي أشبه بملحمة من ملاحم التاريخ التي أخذت مساحة من اهتمامات التاريخ وأهل الاختصاص في دراسة تراث الأمم والشعوب وسير حضارات العالم في ما قبل التاريخ وما بعده إلا انه لم يشهد ملحمة جسيمة بكل أبعادها وآفاقها كما هي الآن ملحمة ظاهرة شاخصة يشترك فيها جميع العراقيين وإن كان أصحاب القرار وأبطال أحداثها قليلين، وقد لا يكونون من الشعب المشارك. وتختلف ملحمتنا عن الملاحم السابقة، بأن البطولة هنا هي هزيمة، والإنتاج هو استهلاك، والتنمية هي تخلف، والراحة هي استفزاز، والاستقرار هو اضطراب، وهدوء البال هو تشويش الحال، وما شئت فأضف.
وتمتاز أيضاً بأنها أكلف ملحمة في التاريخ وقد تدخل في إطار الأرقام القياسية العالمية من حيث عدد الخطوط وتشابكها وتعقيدات مرورها، وضخامة مبالغها التي ستسمع بها، فهي مهولة بشكل خرافي، أو فلكي كما هي الأرقام الفلكية. المهم أنها تستنزف المال والحياة واستقرارها، وتطوير آفاقها، ولا يفوتني كلمة جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا في حرب الكويت عندما اجتمع مع الوزير العراقي طارق عزيز، فقال له بالحرف: إننا سنرجعكم الى مئتين سنة سابقة، والعودة الى الفانوس (اللالة) هي مصداق قول الوزير الأمريكي، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار بأن العالم يتقدم بسرعة الضوء فإن الفارق بين بلدنا والعالم اكبر مما خمّنه الوزير الأمريكي.
ويبدو ان مسؤول الشبكة العنكبوتية هو العم سام، ولو سألناه عن سبب إرهاق أنفسهم بهذه الشبكة لأجابنا إنني سابقي الشبكة الكهربائية على ما هي عليه مدة مديدة لا ينتهي العمل بها قبل خلق كثير من المشاكل بين المحافظات والمركز بل بين أقضية المحافظات بل بين النواحي.
وسأساوم السياسيين العراقيين على قبول ما اطرحه من حلول وأتقدم بعرض لإنهاء أزمة مقبلة وألزم الجميع بعدم الإعلان عن أي مشروع جدي لتطوير الكهرباء، نعم في حدود العرض الإعلامي ترويضاً للنقمة الجماهيرية التي قد تظهر بسبب معاناة المواطنين من الشبكة العنكبوتية، وأن لا يكون هناك إنتاج عراقي لأية سلعة ليصار الى شعب استهلاكي يعتاش على بضائع الآخرين تطميعاً للآخرين في غلهم بهذا البلد، وأن يكون الغاز لنا في تجهيز محطات التوليد لنعطي بحسب مزاجنا ونمنع كذلك، وأما تصميم الشبكة فهو عراقي بامتياز، تنطلق من مولدات تجهيز المحلات وتشاركها مولدات توليد طاقة الفنادق ودوائر الدولة، وقد تشاركها مولدات صغيرة للبيوت، كازاً او بانزيناً، ولا ننسى ملحقاتها من قواطع الدورات والوايرات، وأما محروقاتها فستجد أرقامها ما يخوف اللبيب ويحيّر الخبير.. واليك عزيزي المواطن- وأنت مسكين- لتسمع المفاجأة.
التسعيرة وفق ما هو متداول في السوق: (يحسب عمر المولدات مع الملحقات بواقع عشر سنوات، وعليه تقسم كلفة المولدات والملحقات على عدد السنين)
المولدات:
المحروقات (للسنة الواحدة): (بمعدل 10 برميل شهرياً لمولدة المحلة والدائرة و20 برميل شهرياً لمولدة الفنادق)
مولدات المنازل (البانزين) ( يفرض عمر المولدة المنزلية 5 سنوات فتقسم اقيامها على خمسة)
هكذا تساق الإبل يا سعد؟؟!! هل يعقل بلد يصرف ثمانية عشر تريليون ومائة وثلاثة وثلاثون مليار ومائتان وسبعة مليون دينار عراقي في السنة من اجل شبكة عنكبوتية لا تسمن ولا تغن من جوع، تستهلك الجيوب والأعصاب وتثير المشاكل العائلية وتذهب بميزانية الدولة، وتعطل الأعمال والمصانع ، وتوقف الزراعة وتنشر الجريمة، وتشتت العوائل و.. و..
والأدهى والأمر بأن محطات التوليد- بطاقة ميكا- تكلف حسب الأسعار العالمية 650 ألف دولار ولنفرض في ظروف العراق تكلف مليون دولار وحاجة العراق لطاقة تشغيل كاملة هي 15 الف ميكا، وعليه فالكلفة الإجمالية هي 15 مليار دولار، ويضاف إليها 6 مليار دولار لشبكة التوزيع!
لمن نشكو يا شعب!؟ الى الله المشتكى وعليه المعول في الشدة والرخاء...
مكتب الفقيه
الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
وسوم: العدد 628