جريمة البحث عن هوية أخرى للأمة !
الإرث الذى تسلمته الأمة المصرية عام 1952من بعض كِبار كُتابها
إرث لا نقول أن معظمة فارغ فقط ، إنه إرث لا قيمة له ولا وزن ، ولا طعم ولا لون ، لا يقيم دول ولا تتقدم به شعوب ! أرث يخالف الحق ويخاصم الإيمان ويستفز المشاعر ! إرث لا قيمة له ولكن أثرة بعيد المدى وسيظل لفترة طويلة لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى . إرث شر كله لا خير فيه إسقبلت الشرارة التى انطلقت عام 1952 ، كل هذا البلاء الأزرق من المفاهيم المضللة المتخذة شكل الحقائق .
صورة مزورة ، وكانت الامور فى بدايتها غامضة على كل العقول التى انطلقت تعلن غضبها على ما قبل 1952.
غير أن هذه العقول فى معظمها كانت فى حيرة بالغة ، واقع مخجل مطلوب تغيره إلى واقع افضل وقضايا فكرية مصطدمة مع عقيدة الأمة وجدل فارغ حول التقدم والتأخر فراغ عقدى كامل نتيجة لهذا التضارب والبحث عن الجذور فى الهواء الطلق !! وواقعنا القريب والحالى لا يختلف كثيراً عن واقعنا الماضى !! لا يختلف كثيراً .. سقطت الملكية فى مصر وإنتصرت الجمهورية الأمل عظيم ، والأرث ثقيل ..
هموم كبيرة متنوعة أهمهاً على الإطلاق سقوط الثقافة كاداة بناء ، أسقطها عميد الأدب وكل من سار على دربه ! وكنتيجة لسقوط الثقافة كآداة (بناء) سقطت كآداة (ردع) أيضا كل هذا نتيجة تفريغ العقول من كل أصول ثقافة الأمة !! تاه الناس وافلست وراحت مفاهيم بعض الكتاب تلعب بالأدمغة حتى صارت الثقافة الاشتراكية والمد الماركسى يافطة ينتمى إليها الحكام وهواه المجد الزائف والبطولات الكرتونية فهاهى ثقافة جديدة تظهر فى المجتمع المصرى تحركها اصابع خفيفة واخرى معلومة حتى صار الفكر الإشتراكى منظومة تعزف يومياً !! وأصبح المجتمع المصرى يتشكل على قاعدة إشتراكية كاملة أساسها قاعدة المادية الجدلية بالإضافة إلى الفكر الليبرالى القائم على المفاهيم ( النصرانية / اليهودية ) صورة قاتمة للغاية !! اى مجتمع هذا الذى يعج بكل هذه الأفكار المتناقضة ؟
إنتصرت الثقافة الإشتراكية فى مصر والعالم العربى الاسلامى بعد أن حمل الكهنة والسدنة مباخرهم واشعلوا الدفْ الجميل الممزوج برائحة البخور فنام الجميع حتى استيقظوا على قنابل ( موشي ديان ) تدك أماكن قرب القاهرة ، فلما أفاقوا وجدوا الي جوارهم ] الميثاق[ و ] فلسفه الثورة [ و [ وبيان 30 مارس ] غيبوبة كاملة ! ولكن اراد الله لهذه الأمه الا تموت ( اقصد الأمة الإسلامية – الأمة الشاهدة علي الأمم يوم الناس - ومصر جزء منها ) .
وهيأ الله لهذه الأمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وخاضت الأمة الحرب ضد العدوان لترد الصاع صاعين وتلقن يهود أعظم درس ويقف أحد الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ليقول لرئيس امريكـا حيئذاك ] نحن قوم جئنا من الصحراء وعلي إستعداد أن نعود إليها[ . رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته . أن ثقافة الأمة هي دينها بلا شك ، رغم انوف الكثيرين من أدعياء الثقافة.وأن الجندية أيضا لله وليست " لماركس " أو " فوليتر " ! وينصر الله من ينصرة . ولا حول ولا قوة الا بالله .
ورغم سقوط حائط برلين ونجاح العميل ] جوربا تشوف [ في كسر عنق الدب الروسي وتفتيت قوته العظمي إلا أن أثاره باقية واستطاع من جاءوا بعده أن يعيدوا اليه قوته والغريب والشاذ أن المجتمعات الإسلامية كلها تعج بالفكر الماركسي !! ولا تزال الكتب تأله هذا الفكر وتضعه موضع الاهتمام ، تعمل عملها ولكن في شكل أخر هو الحداثة !! وما هي إلا الإلحاد بعينه والتي هى صورة مزوره مؤسسة على الأساطير اليونانية أو الرومانية أو غيرها من الوثنيات كالفرعونية والأشورية والفنيقيه ونراجع في هذا الشأن كتب " الدكتور عبد العزيز حمودة " رحمه الله: ]المرآه المحدبه والمرآه المقعرة [ من منشورات عالم المعرفة بالكويت. إذن اجتمع علي الأمة مذهبين ثقافة اشتراكية الحادية، وأخرى ليبرالية تقوم على المفاهيم [ اليهودية / النصرانية ] وبشكل أو بآخر توارت ثقافة الأمة خجلا فلا سند ولا معين ! فلا نري إلا " التدجين " نري .. المثقف المدجن ! المـؤرخ المدجن ! السيـاسي المدجن!العــالم المدجن!الفقــيه المدجن! أي ثقافة ستنتصر؟ أي ثقافة ستغلب ؟!
نعم هناك مشروع إسلامي للنهوض بالأمة جميعها ولكن العقبات كثيرة ومهلكة ولن تترك ( يهود ) هذه الأمة الغارقة في أوهامها حتى تذبل ، ولن تترك ( يهود ) هذه الأمة المسكينة الغارق معظمها في فقر مدقع حتى تذبل، ولن تترك ( يهود ) هذه الأمة الغارق أقليتها في ترف غير مسبوق حتى تذبل ! أنها لن تموت لأنها الأمة الشاهدة على الأمم ولكن الموت ضد ما أراده الله لهذه الأمة وعليها أن تكف عن الترف والجدل وتعود إلي الجادة .
يقول فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر " جاد الحق علـى جاد الحق " [ أن الإصرار على عرض البغيض لدي الشعب بما يناهض الدين والأخلاق يجب أن يتوقف ، وأن البحث عن هوية أخرى للأمة الإسلامية خيانة كبري وجناية عظمي ] رحم الله الإمام الأكبر جاد الحق على جاد الحق.
والآن : كم من الخيانات والجنايات ارتكبت في حق هذه الأمة ؟ أن البحث عن هوية أخري للأمة الإسلامية خيانة عظمي وجناية كبري !! نعم خيانة وجناية !! والكلام على الجملة مهدي لحملة الأقلام المقصوفة .
كتابات الآداب الغربية عن الإسلام هي حرب بشتي الوسائل عقائديا وفكريا وعسكريا ، حتى أن كتب الأدب لم تخلو من الحرب الضروس المليئة بالباطل وإلافك والبهتان .
قلنا قبل قليل ، أن ثقافة الأمة هي دينها وسواء قبل هذا الكلام الذين أرهقهم الرقاد أم رفضوه، هذا أمر لا يهم ، فهم قلة ومن أسف يتربعون على عرش الثقافة في عالما الإسلامي أجمع ، ورغم ذلك فالشعوب الإسلامية تعرفهم وتدرك أمرهم على وجه التحديد . سبحان الله ، فما أن ذكر أحدهم ولو بطريق الصدفة، أشاروا إليه في غضب وتركوه! والأمثلة جلية واضحة أمام العيان .
المشكلة تنحصر الآن في الآثار السلبية لمؤلفات هؤلاء على الأدمغة المسلمة، أنها مشكلة كبيرة تحتاج إلي جهد جماعي لحلها ولا يمكن للجهد الفردي أن ينتج ما يلزم للقضاء على هذا التلوث الفكري. متى تدار العملية الثقافية على قاعدة الدين؟! دون أن نسمع صياح أنصاف الكتاب: أمسكوه أنه يدعو لقيام دولة دينية!! هوس عقلي!!
نقول لهم: ليس في الإسلام دولة دينية!! ولكن من يسمع؟! أنهم لا يسمعون إلا أنفسهم أو الأساتذة الذين تلقوا عنهم الزيف والكذب والاستعلاء! ويوم يفكرون يوم يموتون! نحن أمة تؤمن بالغيب وترفض الإيمان المجانى. ولا إعتبار عندنا لما يخالف القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والوحي مصدر معرفتنا، والوحي فوق العقل. ولا يمكن للجموح المعرفي أن ينضبط إلا بشرع الله وأن كل التصورات المخبولة التى تأتينا مرفوضة. نحن الأمة التى قدمت المنهج للأمم الأخرى علينا فقط أن نزيح ركام الزيف من الطريق، الطريق إلي قيادة العالم مرة أخرى بالحق والعدل كما عرفه لنا كبار العلماء والفقهاء من أمثال :
1- عبد القادر بن عمر (البغدادي) صاحب كتاب خزانة الأدب (1030هـ ـ 1093هـ) / (1620 ـ 1683) م مصر.
2- حسن ابن إبراهيم الجبرتي (الجبرتي الكبير) (1110هـ ـ 1188هـ) /(1698 ـ 1774م) مصر.
3- محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي (إبن عبد الوهاب) /(115هـ ـ 1206هـ) / (1703 ـ 1793) جزيرة العرب.
4- محمد بن عبد الرازق (الزبيدي) صاحب تاج العروس (1145هـ ـ 1205هـ) / (1732 ـ 1790) فى الهند ومصر.
5- محمد بن الخولاني الزيدي (الشوكاني) (1173هـ ـ 1250هـ) (1760م ـ 1834م) في اليمن.
وإذا امعنت النظر في هذه التواريخ علمت أن (عصر النهضة) عندنا وقع بين منتصف القرن (11) الهجري إلي منتصف القرن (12) الهجري ويقابله القرن الـ (17) الميلادي إلي أوائل القرن الـ (19) الميلادي فهل هناك تزيف أكثر من القول بأن مصر بدأت عصر النهضة يوم أن غزاها بونابرت. انحطاط عقلي.
كيف تعود لنا الرغبة في استخدام وسائل التنمية؟ ولماذا أصلا فقدنا الرغبة في استخدامها؟! أسئلة كثيرة جداً مطلوب الإجابة عليها. من قال (بندرة الموارد)؟! ومن قال (أن النظام الربوي أساس الاقتصاد)؟! ومن أفسد عقولنا بطرح الأفكار الغربية التجزيئية المتهافتة التى سقطت أصلا في بلادها ولا نزال نحن في بلادنا العريقة نتعامل معها على أنها الكلام النهائي في أمر الدنيا وربما الآخرة !! فضيحة عقلية لكل مسلم! من أفسد عقولنا؟! ورحم الله من علمنا أن نفكر رحم الله العلامة محمود شاكر رحمة واسعة.
وسوم: العدد 630