مركز آدم يدين التعامل اللاإنساني مع المهاجرين ويدعو الدول الأوربية إلى احترام حقوق الإنسان

 عبر مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات عن قلقه العميق حيال السياسات الأوربية تجاه المهاجرين، وأدان بشدة الدول التي تجرم وتعاقب المهاجرين بالاعتقال والغرامات المالية.. وهو ما يعده المركز انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والقيم الأوربية..

 وجاء في البيان "تشير تقارير المنظمات الإنسانية والصور التي تبثها وسائل الإعلام تباعا، أن الدول الأوربية قد تعاملت تعاملا لا إنسانيا مع المهاجرين السوريين والعراقيين وغيرهم من مواطني الدول الفارين من بلدانهم الأصلية جراء الحروب والاضطهاد والفقر.. وهو ما يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وما يملكه الاتحاد الأوروبي من تقاليد راسخة في مجال تعزيز السلم والأمن وحقوق الإنسان..."

 وأضاف البيان "إن بناء الأسوار، واستخدام الغاز المسيل للدموع، ومنع استقلال الحافلات، وغيره من أشكال العنف ضد المهاجرين وطالبي اللجوء، والاحتجاز وحجب الوصول إلى الأساسيات مثل المأوى والغذاء والماء، واستخدام لغة التهديد أو الكلام البغيض لن يوقف توافد المهاجرين أو محاولات الوصول إلى أوروبا؛ لان هؤلاء المهاجرين إنما عبروا البحار واجتازوا الحدود رغما عنهم لحين استتباب الأمن والاستقرار في أوطانهم الأصلية".

 وأكد البيان "يتعرض العديد من المهاجرين غير النظاميين وملتمسي اللجوء للاحتجاز بعد وصولهم إلى الاتحاد الأوروبي في رحلات غالبا ما تكون طويلة وخطيرة وشاقة. وغالبا ما يقترن ذلك بظروف احتجاز غير مقبولة، مثل وجود دورات مياه وحمامات غير صحية ومطابخ غير نظيفة. وعلاوة على ذلك، تنعدم فرص الوصول إلى الرعاية الصحية، مع أن الهجرة غير النظامية ليست بأي حال من الأحوال عملا إجراميا".

 وتطرق البيان إلى أنه "تقع على عاتق الدول الأوربية واجبات والتزامات بموجب القانون الدولي تتمثل في احترام حقوق الإنسان وحمايتها وإعمالها لاسيما ما يتعلق بالمهاجرين واللاجئين، ومنها حسن معاملة المهاجرين واعتبرهم أصحاب حقوق متساوية مع الآخرين بصرف النظر عن وضعهم كمهاجرين في الدول التي يوجدون فيها. ويستتبع النظر إلى المهاجرين على أنهم أصحاب حقوق متساوية مع الآخرين حصولهم بطبيعة الحال على الحماية في جميع مراحل عملية الهجرة. وإذا حدث انتهاك لهذه الحقوق في أي مرحلة من المراحل يجب أن يسمح للمهاجرين، باعتبارهم أصحاب حقوق متساوية مع الآخرين، الوصول إلى العدالة لجبر أي ضرر لحق بهم".

 ودعا مركز آدم "وسائل الإعلام الأوربية إلى احترام حقوق الإنسان وكرامته، وأن لا تتحدث عن "التدفقات"، و"العصابات"، و"الأسراب" لان مثل هذه المصطلحات هي وسيلة متخفية لرفض شرعية طالبي اللجوء ومطالب المهاجرين بضمان حقوق الإنسان لهم، من خلال خلق صور تربطهم بالنفايات السامة أو الكوارث الطبيعية؛ لأننا نتحدث عن بشر من رجال ونساء وأطفال ورضع، تعرضوا لتجارب مؤلمة وعبروا الحدود بغية الحصول على ملاذ آمن لهم".

 وختم البيان "على أوربا أن تتوقع زيادة متواصلة في العدد غير المسبوق من المهاجرين وملتمسي اللجوء الوافدين على متن قوارب، وأن تضع برامج لمواجهة هذه الظاهرة باحترام كامل لحقوقهم كبشر. وإذا أراد الأوروبيون لحكوماتهم استعادة السيطرة على حدودها، يتعين حثهم على دعم حلول التنقل وتوفير القنوات الرسمية للمهاجرين وطالبي اللجوء للدخول والبقاء في أوروبا، وفي هذا الإطار فإنّ دول الاتّحاد الأوروبي مدعوة للمساهمة بشكل أكثر فعالية في بناء ديمقراطية تتّسع لكلّ المواطنين في العالم، وتشرك شعوب الدول النامية ولا تستبعدها أو تهمّشها، وتضمن حقوق البشر لجميع البشر، وإلاّ سيكون الحديث عن مبدأ كونية حقوق الإنسان وعدم قابليتها للتجزئة لا معنى لها، وأزمة المهاجرين هي اختبار حقيقي لأوربا كلها".

وسوم: العدد 633