أم كلثوم وعبد الحليم والشيخ السلفي!!

قبل عشر سنين تقريبًا، وفي درس من الدروس السلفية خرج "الشيخ" عن النص.. ترك الكتاب الذي يقرأ منه، واسترسل يدلل على إفلاس العلمانية ومن ثم قرب رحيلها، فذكر أن من الأمارات على ذلك أنهم لا يجدون رموزًا يقدمونها للعوام، ولذا يحيون ذكرى أم كلثوم وعبد الحليم.. وأشباههم كل عام؛ يقول: لو كان عندهم بديل لقدموه لنا... يقول: لو كان عندهم بديل لم "يضطروا" لإحياء ذكرى أفراد بعينها كل عام.

وغير صحيح.

فالعلمانية تمتلك رموزًا تقدمها كل ساعة... وتخاطب الجميع، ولكل جيل "نجومه"، وإحياء ذكرى من مات.. من قبيل تشكيل الذاكرة التاريخية... يصنعون تماثيل في حس العوام، كي يأوي إليهم العوام ويتخذونهم نجومًا يهتدون في ظلام المعصية ومستنقع الرذيلة. يقدمون للعوام "نجومًا" في كل مجال، فمن "نجومهم" المطربين.. والممثلين.. والسياسيين..والأدباء.. والمفكرين..  إلخ. هذا هو السر الكامن وراء تكرار إحياء ذكرى أشخاص بأعينهم: تشكيل الذاكرة التاريخية.. نصب أوثان (نجوم) في حس العوام. فلا تكاد تجد من يجادل في أم كلثوم، وعبد الحليم وعباس العقاد.

وسوم: 635