سطرين وبس (7): العجلة وطلب الكثير بالقليل

الذين يتقافزون غضبًا حال الحديث عن أننا نمر بحالة إعادة هيكلة للنظام العالمي لصالح القوى الغربية المنتصرة في الحرب الباردة.  كتلك التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية، ولسنا على أبواب خلافة على منهاج النبوة إلا أن تنقلب الأمور بمعجزة من الله يزقنا فيها رشدًا ويجمع صفنا على عدونا تحت قيادةٍ من أهل الرشد والعزيمة، والله أرجو ذلك، وأظن بربي الخير، وأعلم أنه على كل شيء قدير. هم هم بأم أعينهم الذين تقافزوا قبل عشر سنوات حين هاجم الناصحون ظاهرة الدعاة الجدد وشيوخ الفضائيات؛ والسؤال: لم يتقافزون كالمصروع هكذا في كل مرة؟

إنهم مرضى بالعجلة وطلب الكثير بالقليل!!

حين انتشرت القنوات الفضائية.. وانتشرت الحالة الدينية في عامة الشعب،  (دعاة جدد، وسلفيون،،، ). فرح الخفاف المتعجلون. ظنوا أنه الفتح والنصر المبين، وحين صعدت للسطح وألقيت نظرة على الأحداث وجعلت أنادي فيهم بأنها علينا وليست لنا، تسابقوا إلي يريد اسكات هذا الصوت الذي يؤلمهم..أو يقضي على الأوهام التي تسكنهم.

واليوم لا يدرسون السياسة في مناهجهم، وبالتالي قصر علمهم عن حال عدوهم.. عن قضاياه.. عن أدواته.. عن أمكنته التي يصول ويجول فيها.. عن عدوهم نفسه: من هو؟، وكيف أن بعضهم في صفه لا ضده كما يدعون.. أو يفيد منهم ويوظفهم رغمًا عنهم . ويجادلون... وحين تكشف لهم عن موقعهم في الحدث.. وأنهم مفعول به.. وفي أحسن الأحوال داعم لغيرهم ممن هو مفعول به أيضًا يقبلون إليك يزفون.

يخرب بيت كده... مش عايزين تتعظوا؟!!

العقلية السلفية تعيش في حلم الخلافة.. تريد خلافة  تعيش تحت ظلها هادئة مطمئنة، تتزوج أربعة.. بدون شغب من الأربعة.. وتستمتع بما تشاء من الإيماء، وتحضر مجالس العلم بالثياب الأبيض المعطر والسواك واللحية الطويلة دون أن تذاكر وتصبر على تدلل مسائل العلم وتخفيها وهي أشد تدللًا وتهربًا من ذات حسنٍ، وألذ حين تظفر بها (مسائل العلم)... والسبب أنها (السلفية) في حالة اغتراب .. في حالة هروب من الواقع تعيش هناك في فترة "التمكين".  تحتاج من يوقظها.. من يذكرها بأنها في زمن الكفاح من أجل استعادة الخلافة لا زمن السيطرة والخلافة.

وسوم: 636