لماذا يرفض النظام العالمي إعتبار إسقاط الطائرة الروسية عملاً إرهابياً ؟؟؟!!!

الإرهاب هو موضة العصر الحديث .. وهو الشغل الشاغل لوسائل الإعلام .. ولتصريحات المسؤولين الكبار والصغار .. وحتى الأطفال .. والعميان .. والأميين والمثقفين !!!

الإرهاب هو الذي يُشغل مصانع الأسلحة .. ويدفعها لتبتكر .. وتخترع أشد الأسلحة فتكاً .. وتدميراً .. وتخريباً .. ويدر عليها الأموال الطائلة .. والأرباح الخيالية .. ويُشغل جيشاً طويلاً من مافيات بائعي الأسلحة !!!

الإرهاب هو الذي يؤرق مضاجع الطغاة . . والمستبدين .. والديكتاتوريين .. ويفسد عليهم حياتهم .. وينغص عليهم معيشتهم .. وأي حادثة صغيرة .. أو كبيرة تحدث على أرضهم .. وتخالف مزاجهم .. وهواهم يعتبرونها إرهاباً .. وتُجيش له الجيوش .. وتُحشد له الحشود للقضاء عليه فوراً !!!

وإذا كان تفجير قنبلة يدوية .. بدائية الصنع في أي ركن من أركان الأرض .. تقوم الدنيا ولا تقعد .. وتصدح وسائل الإعلام .. تندد وتستنكر هذا العمل الإرهابي .. الإجرامي !!!

فلماذا إذن رفض زعماء العالم قاطبة .. وبصوت واحد .. وكأنه يوحى إليهم من مصدر واحد .. عن وصف إسقاط الطائرة الروسية المدنية .. بأنه عمل إرهابي .. إجرامي بالرغم من أنه تم إزهاق أرواح أكثر من مائتين مخلوق بريء .. وبالرغم من أن جهة معينة .. تُوصف دائماً بأنها إرهابية .. مجرمة .. تبنت إسقاط الطائرة .. بل تحدت العالم أجمع .. وبنبرة قوية .. أن يثبت خلاف ما تدعيه ؟؟؟!!!

للإجابة على هذا السؤال الهام جداً .. والحساس جدأً .. وبعيداً عن التطبيل .. والتزمير الذي يمارسه أنصار هذا التنظيم .. وبعيداً أيضاً عن الحملة الشعواء .. الهوجاء التي يشنها أعداء الإسلام .. ليس فقط على التنظيم .. وإنما على أصول الإسلام وجذوره ..

وبحيادية تامة . . وبتحليل علمي .. حضاري .. راقي .. مترفع عن المهاترات .. وعن العواطف الجياشة  .. وعن الإشاعات المغرضة .. المشوهة لكل من يتبنى مشروع الإسلام .. سواءً كان يتصف بالإعتدال أو بالتطرف .. والتشدد .

إذ أن مشروع الإسلام مرفوض .. رفضاً قاطعاً .. باتاً من قبل أعدائه .. سواءً كانوا غير مسلمين .. أو كانوا من ذراري المسلمين..

وقبل الإجابة المباشرة .. يجدر بنا أن نضع احتمالات .. بالجهات التي يمكن أن تكون قد قامت بإسقاط الطائرة .. غير جهة تنظيم الدولة :

1-    القوات الأمريكية .

2-    القوات الإسرائلية .

3-    القوات الإيرانية .

4-    القوات الروسية .

الجهات الثلاث الأولى قد تكون واحدة منها.. قامت بهذا العمل ، نتيجة خلاف بينها وبين روسيا ، فأرادت هذه الجهة من إسقاط الطائرة كتأديب ، او فركة أذن لروسيا ، وإشعارها بأن هذه الجهة موجودة على الأرض ، ولديها القوة والقدرة على إلحاق الأذى .. والضرر بها .. وأن عليها أن تلتزم بشروط الإتفاق السري المعقود بينهما .

أما الجهة الرابعة وهي روسيا نفسها .. فمن المستبعد .. بل من المستحيل أن تقوم بهذا العمل .. خاصة وأنها لم تدَع .. ولم تعترف بأن وراء إسقاط الطائرة عمل إرهابي .. وبالتالي لم تستثمر هذه الحادثة لتحريض شعبها على مزيد من التأييد .. والدعم لها في غزوها لسورية .. لأجل محاربة الإرهاب .. كما كان يعمل نظام بشار في تفجير بعض المناطق الخاصة به .. والإدعاء بأنها من جماعات إرهابية ..

لذلك روسيا بريئة من هذا العمل يقيناً .

نعود للإجابة على السؤال الهام . . لماذا ؟

لأنه :

1-    لا يريد النظام العالمي .. إضفاء هالة القوة الخارقة .. والعظمة الهائلة على تنظيم الدولة .

2-    لا يريد أن يضع نفسه في موقف مخز .. ومهين .. أمام الشعوب .. ويظهر بمظهر الهزيل .. الضعيف أمام  تنظيم يصفه دائماً بالإرهاب .. والإجرام . . وإذا به يتمكن من الإنتصار عليه .. بإسقاط طائرة على ارتفاع شاهق .

3-    إن مجرد الإعتراف بأن تنظيم الدولة قد قام بإسقاط الطائرة .. يحرج الدول المعنية أمام شعوبها .. وأمام العالم .. ويعرضها إلى المساءلة .. والمحاسبة . . ويضعف صورتها أمام الناس .

4-    وإذا ثبت أن الطائرة أسقطت بواسطة عبوة ناسفة – كما قالت السلطات البريطانية – فهذا يشكل فضيحة كبيرة .. ومدوية للبلد الذي انطلقت منه الطائرة ..

لأنه يعني أن التنظيم .. قد استطاع أن يخترق الأجهزة الأمنية في المطار .. ويزرع في الطائرة عبوة ناسقة تفجرها .. وتفلقها نصفين .

وإذا كان تنظيم الدولة هو المسؤول عن إسقاط الطلئرة .

فيا ترى ما هي إحتمالات الوسائل التي استخدمها . . غير طريقة الصاروخ المباشر التي تحتاج إلى منصات إطلاق خاصة .. غير متوفرة لديه .. لأنها لو كانت متوفرة .. لاستخدمها في اصطياد طائرات الأباتشي .. التي كانت تصول وتجول في سماء سيناء في فترة المعارك الأخيرة بينه .. وبين القوات المصرية .

الإحتمال الأول : أن تكون الطائرة قد أصابها خلل .. أدى إلى نزولها من الإرتفاع الشاهق إلى ارتفاع منخفض .. مكَن التنظيم من اصطيادها .. بالمضادات الأرضية الإعتيادية .. بعد مراقبة دقيقة لسير الطائرة .

الإحتمال الثاني : زرع عبوة ناسفة بين الأمتعة .. تم تفجيرها بمؤقت ، أو بالتحكم عن بعد .

الإحتمال الثالث : أن يكون أحد الركاب الروس أو سواهم من التنظيم .. قد قام بعملية التفجير بنفسه في داخل الطائرة.

وهذا الإحتمال هو الأقوى .

ولكن ماذا إذا كان التنظيم ليس هو المسؤول ؟؟؟!!!

فلماذا قام بهذا الإدعاء .. ولماذا يتحدى العالم .. وهو يعلم أنه مغضوب عليه من العالم .. ومكروه من كثير من الناس ؟؟؟!!!

الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع .. سواء المؤيدون له بشكل مطلق .. أو الناقمون عليه بشكل مطلق ..

أنه بالرغم مما لديه من سلبيات عديدة .. ويحمل أفكاراً متطرفة .. متشددة .. ومتزمتة .. ولا يتورع عن تكفير بعض المسلمين .. ويستحل دماءهم بدون حق ..

إلا أنه يمتلك مهارة فائقة في الدهاء .. والمكر .. والحيلة .. والحنكة .. ولديه خبراء في جميع هذه الفنون من جميع دول العالم .. يستثمرها بشكل جيد في تحقيق أهدافه ..

فأراد بإدعائه أنه هو من أسقط الطائرة .. أن يورط النظام العالمي .. ويضرب بعضه ببعض .. ويظهر أن لديه قوة خارقة للوصول إلى العدو .. والتنكيل به .

خاصة وأن التصريح الذي أصدره يوم الخميس 4 /11 /15 بعنوان ( موتوا بغيظكم .. نحن من أسقطنا الطائرة ) يحمل قوة عالية .. وتحدٍ كبير .. وظهر وكأنه يخاطب العالم من قمة جبل عالٍ .. والعالم تحته .. وكأنهم أطفال يلهون .. ويلعبون .

وقد أوقع العالم .. بهذا التصريح المجلجل .. الهادر .. في اضطراب .. وحيرة .. وتيه .. وخبل لا يدري كيف يرد على هذا التحدي .. ولن يستطيع الرد .. لأن أي رد سيكون ضده ..

فإن اعترف بأن التنظيم هو المسؤول .. فسيكون ضده ..

وإن أنكر .. فسيعترف  بأن إحدى الدول الثلاث المذكورة آنفاً ..هي المسؤولة .. وهذا سيكون ضده أيضاَ..

وعلى الأغلب .. لن يخرج من نتيجة تحقيقات الصندوق الأسود أي شيء .. بل ستسجل ضد مجهول .

وهنا تبدو البراعة الفائقة لهذا التنظيم  .. باستغلال حدث .. قد لا يكون له فيه نصيب .. لصالحه ولإثبات قوة وجوده .. وهيمنته على الساحة .. واستحالة القضاء عليه !!!

وأختم تحليلي .. بتنبيه الناس جميعاً .. وتذكيرهم بأن خلافنا مع أي مجموعة بشرية .. لا يجيز لنا .. خلقاً .. ولا شرعاً .. ولا أدباً أن ننكر حسناتها .. امتثالاً لأمر الله تعالى :

يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ‌ ٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعْدِلُوا۟ ۚ ٱعْدِلُوا۟ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ   المائدة آية 8

وسوم: 641