خلفيات الموقف الأمريكي من التدخل الروسي ..
تتعدد الآراء حول الموقف الأمريكي من التدخل الروسي في بلادنا..
ـ هل هو تفويض لروسيا بالشأن السوري..لأن اهتمامات أمريكا لم تعد كبيرة في " الشرق الأوسط"، وهي تتجه نحو مناطق أخرى أكثر أهمية واستراتيجية، كالصين والمتوقع من دورها الاقتصادي، وقدرتها على التأثير باقتصاديات العالم، وربما حتى في الجانب السياسي والعسكري، ومناطق النفوذ والهيمنة، والتأثير ؟؟...وبالتالي : ترك روسيا تتصرف على طريقتها...؟؟...
ـ أم تقدير أمريكا لحجم التوغل الإيراني في المنطقة، خاصة في العراق وسورية، وصولاً للبنان.. ودفع روسيا لمنافسة غيران، وما يخلقه ذلك من توترات وخلافات بينهما تبدو الآن على سطح المواقف من " الحلول السياسية" ومستقبل رأس النظام، وطبيعة المرحلة الانتقالية ومهامها؟..
ـ أم هو نوع من التوافق على توزيع الحصص.. جرى الاتفاق عليه من يوم التوقيع على اتفاقية " تدمير السلاح الكيماوي للنظام" حين اشارت الكثير من المعلومات المسرّبة عن وجود تفاهمات مع روسيا وإيران تتجاوز الكيماوي إلى مستقبل المنطقة، ومواقع، ودور القوى الإقليمية والدولية في بلادنا ومنطقًتنا.. وبالتالي : تجسيد تلك التفاهمات على الأرض بطريقة ثقيلة ترسي الوجود الروسي، والإيراني كحقيقة واقعة ؟؟...
ـ أم هو توريط لروسيا في المياه السورية العميقة، والمختلطة.. كنوع من دفعها الناعم للانزلاق نحو ما يشبه الاحتلال.. وبعدها يكون الاستنزاف.. وتكون الخسائر الكبيرة لروسيا في عموم الميادين ؟؟..
****
ـ الدول الكبرى صاحبة المشاريع الاستراتيجية "لا تضع بيضها كله في سلة واحدة" بمعنى آخر أنها تمتلك على الدوام مجموعة أوراق، وسبل فرعية ورئيسة لتحقيق أهدافها، وقد تبدو السبل متناقضة، متضاربة، مباشرة وغير مباشرة، فورية أو طويلة المدى، ويمكن، أيضاً، إجراء مناقلات بينها حيث يرتقي الثانوي إلى الرئيس، والعكس صحيح، أو إهمال البعض وإيجاد وسائل أخرى، أو السير في أكثر من طريق بآن، أو استخدام تكتيكات متعرجة، أو أساليب مخفية مخالفة للمعلن.. بما في ذلك التلفيق والغش، والتبطين، والإيهام، والتوريط.. وغير ذلك من وسائل.. خاصة عندما يكون الخصم مقتدراً، وصاحب خبرة طويلة في التكتيك، ويملك مشروعاً استراتيجياً مقابلاً .
ـ حتى التفاهمات يمكن أن تحمل في صلبها نوعاً من التوريط.. حين تكون معارضة لاستراتيجات الدول الكبرى، وقد يتمّ الصمت وقتاً عليها، والحفر الهاديء، والمركز لزمن أفقي لتغيير اللوحة، وإغراق الطرف الآخر في تفاصيل التعقيدات اللاحقة، ومن ثم الانقضاض عليه بعد نضج العوامل المناسبة .
ـ كما يمكن أن تكون التفاهمات نوعاً من محاصصات متفق عليها بنسب معينة، ضمن مروحة ما قابلة للمناقلة والتغيير الطفيف.. حين تشارك مجموعة الأطراف المعنية في إجراء تغييرات جوهرية متفق عليها مسبقاً، أو موجودة عند البعض، وتحتاج إلى دور هؤلاء المباشر وغير المباشر .
هنا يمكن الحديث المتواتر، الواقعي والافتراضي، عن إعادة ترتيب أوضاع المنطقة العربية برسم خريطة جديدة تتجاوز مرتسمات اتفاقية" سايكس ـ بيكو"..إلى وضعيات أخرى قائمة على أسس مختلفة، ويمكنها أن توجد كيانات عديدة متناحرة تنهض وفق اعتبارات عمودية : إثنية وعرقية، ودينية ومذهبية ..وعبر حروب أهلية طويلة تخلط الحدود، وتنهي أسس بنيان الدول القائمة، ووحداتها المجتمعية العامة نحو عمليات استنزاف شاملة تولّد أفراخاً ضعيفة، لكنها على شكل كيانات تعتاش على الدعم الخارجي، وعلى الاحتراب البيني لزمن طويل .
ـ هنا أيضاً، ورغم كل ما يقال عن رفض الولايات المتحدة تقسيم الكيانات العربية القائمة، وان مصالحها تتعارض وذلك، ومثلها معظم الدول المهتمة بالشأن العربي، والتي تعلن جميعها، وعلى الطالع والنازل، وفي خطب رنانة لا تتوقف عن حرصها على وحدة تلك البلاد، ورفضها تقسيمها.. إلا أن خط التفتيت والتقسيم والحروب الأهلية سياسة صهيونية بامتياز، قديمة متجددة، وضمن المشروع الاستراتيجي للصهيونية وكيانها التوسعي في بلادنا.. بما يتجاوز قصة أمن ووجود إسرائيل لزمن مفتوح ..إلى ما يمكن اعتباره جزءاً من مشروع طويل المدى عملت على تفعيل أسبابه، وخلق بعضها من عقود طويلة، وبظل تهشّم المشروع النهضوي، التوحيدي العربي، وهشاشة أنظمة الردة، والاستبداد، والشمولية، وما تفعله من ممارسات تصبّ ـ من حيث النتيجة ـ لصالح ذلك المشروع، وتوفر له الحواضن والمناخات المناسبة .
ـ ونعرف أن أكثر الصراعات حدّة، وطول عمر، وتأثيراً، وتشظياً هي الصراعات العمودية التي تثخن بالجراح، والدم، والثأر، وتأكل جذور الوحدة الوطنية، ومبرراتها.. وتؤدي إلى خلق كيانات، ومنعزلات داخل الكيانات القائمة قابلة للانفجار عند توفر بعض أعواد الثقاب .
ـ كما نعرف، وبعيداً عن أي تهويل، وتفسير تآمري، ان امتدادات الصهيونية كبيرة في العالم، وتأثيرها واضح في مراكز وصناعة القرار، وبالتالي : فكثير مما يجري يشكل أفرعاً متلاحقة تصبّ في ذلك المجرى العام، بينما كان واقع العراق بعد الاحتلال الأمريكي يكذّب الشعارات الأمريكية عن وحدة العراق، حيث اعتمدت، وكرّست المحاصصة على أساس عرقي ومذهبي، وبما يؤسس لكيانات مستقلة . كما أننا نتلقى الكثير من " التنبؤات" والتقديرات، والمعلومات عن تقسيم بلادنا سورية إلى عدة كيانات، وبعض البلدان العربية برعاية أمريكية، بدءاً، وبالنتيجة .
****
إن توريط روسيا في المياه السورية ليس بالضرورة أن يكون متعارضاً مع تفاهمات واضحة مع أمريكا حول الدخول وموعده، وأهدافه المعلنة، ولا في عمليات التنسيق المعروفة مع الأمريكان والإسرائيليين والإيرانيين وغيرهم، ولا في تصدير روسيا وكأنها الراعي الرئيس لحل سياسي تعمل على فرضه من موقعها الجديد، وتلازماً مع قصفها العنيف، المنهّج لمواقع المعارضة، وإنجاد النظام، وإحياء قدرته، وإنقاذه من انهيار شامل..
فالتفاهمات العريضة لا تلغي التناقضات بين تلك الدول ومشاريعها، كما أنها يمكن أن تكون جزءاً من "عدة" التوريط، وتسهيله.. حيث أن امريكا تعلم يقيناً ان احتلال بلد شديد التعقيد كسورية، يمور بالعمل المسلح، ويمتلك عشرات آلاف المصممين على خوض المعركة مع النظام حتى النهاية.. لن يكون نزهة، ولا سهلاً، بل ومحفوفاً بكل مخاطر الغرق، والهزيمة .
ـ وعدا عن الخسائر الاقتصادية والمادية الصارخة التي تدفعها روسيا كل يوم ثمناً لصواريخها ووجودها، وانعكاس ذلك على وضعها الاقتصادي الصعب، وهو الاستنزاف القابل لفيض الازدياد..فإن احتلال بلد عريق كسورية تتواجد فيه مئات آلاف المقاتلين الذين لم يعد لديهم أي خيار سوى الاستمرار.. سيرتدّ على روسيا خسائراً متعددة يمكن أن تطال طائراتها وجنودها، خصوصاً إذا ما نفّذت الوعود بدعم قوى المعارضة بأسلحة متطورة يمكن لها أن تسقط الطائرات، وتخلّ بميزان القوى الحالي.. وهو ما باتت تدركه روسيا بعد أكثر من شهر على دخولها، وبعد " المفاجآت" التي تواججها في فشل نواياها بسحق قوى المعارضة وتمكين النظام من استعادة المناطق التي خرج منها. وهو ما يفسر ايضاً هذا الحماس الشديد من قبل روسيا للتحرك السياسي، وإعلانها الاعتراف بالجيش الحر، ودعوته للحوار معها، وكذا وفود معارضة ترغبها.. وهي تدرك أن حلاً سياسياً حقيقياً لن يكون بغياب الحقوق السورية، وبوجود القاتل على رأس النظام، ومحاولات تمييع قرارات جنيف 1، خاصة لجهة هيئة الحكم الانتقالي وصلاحياتها، والفترة الانتقالية وأعمدتها ومهامها.. وأن المعارضة الحقيقية لن تمتثل لدعوات روسيا.. حتى لو نجحت في تجميع العشرات والمئات من الأسماء والعناوين المعتدلة .
عقاب يحيى 6 تشرين الثاني 2015
خلفيات الموقف الأمريكي من التدخل الروسي ..
تتعدد الآراء حول الموقف الأمريكي من التدخل الروسي في بلادنا..
ـ هل هو تفويض لروسيا بالشأن السوري..لأن اهتمامات أمريكا لم تعد كبيرة في " الشرق الأوسط"، وهي تتجه نحو مناطق أخرى أكثر أهمية واستراتيجية، كالصين والمتوقع من دورها الاقتصادي، وقدرتها على التأثير باقتصاديات العالم، وربما حتى في الجانب السياسي والعسكري، ومناطق النفوذ والهيمنة، والتأثير ؟؟...وبالتالي : ترك روسيا تتصرف على طريقتها...؟؟...
ـ أم تقدير أمريكا لحجم التوغل الإيراني في المنطقة، خاصة في العراق وسورية، وصولاً للبنان.. ودفع روسيا لمنافسة غيران، وما يخلقه ذلك من توترات وخلافات بينهما تبدو الآن على سطح المواقف من " الحلول السياسية" ومستقبل رأس النظام، وطبيعة المرحلة الانتقالية ومهامها؟..
ـ أم هو نوع من التوافق على توزيع الحصص.. جرى الاتفاق عليه من يوم التوقيع على اتفاقية " تدمير السلاح الكيماوي للنظام" حين اشارت الكثير من المعلومات المسرّبة عن وجود تفاهمات مع روسيا وإيران تتجاوز الكيماوي إلى مستقبل المنطقة، ومواقع، ودور القوى الإقليمية والدولية في بلادنا ومنطقًتنا.. وبالتالي : تجسيد تلك التفاهمات على الأرض بطريقة ثقيلة ترسي الوجود الروسي، والإيراني كحقيقة واقعة ؟؟...
ـ أم هو توريط لروسيا في المياه السورية العميقة، والمختلطة.. كنوع من دفعها الناعم للانزلاق نحو ما يشبه الاحتلال.. وبعدها يكون الاستنزاف.. وتكون الخسائر الكبيرة لروسيا في عموم الميادين ؟؟..
****
ـ الدول الكبرى صاحبة المشاريع الاستراتيجية "لا تضع بيضها كله في سلة واحدة" بمعنى آخر أنها تمتلك على الدوام مجموعة أوراق، وسبل فرعية ورئيسة لتحقيق أهدافها، وقد تبدو السبل متناقضة، متضاربة، مباشرة وغير مباشرة، فورية أو طويلة المدى، ويمكن، أيضاً، إجراء مناقلات بينها حيث يرتقي الثانوي إلى الرئيس، والعكس صحيح، أو إهمال البعض وإيجاد وسائل أخرى، أو السير في أكثر من طريق بآن، أو استخدام تكتيكات متعرجة، أو أساليب مخفية مخالفة للمعلن.. بما في ذلك التلفيق والغش، والتبطين، والإيهام، والتوريط.. وغير ذلك من وسائل.. خاصة عندما يكون الخصم مقتدراً، وصاحب خبرة طويلة في التكتيك، ويملك مشروعاً استراتيجياً مقابلاً .
ـ حتى التفاهمات يمكن أن تحمل في صلبها نوعاً من التوريط.. حين تكون معارضة لاستراتيجات الدول الكبرى، وقد يتمّ الصمت وقتاً عليها، والحفر الهاديء، والمركز لزمن أفقي لتغيير اللوحة، وإغراق الطرف الآخر في تفاصيل التعقيدات اللاحقة، ومن ثم الانقضاض عليه بعد نضج العوامل المناسبة .
ـ كما يمكن أن تكون التفاهمات نوعاً من محاصصات متفق عليها بنسب معينة، ضمن مروحة ما قابلة للمناقلة والتغيير الطفيف.. حين تشارك مجموعة الأطراف المعنية في إجراء تغييرات جوهرية متفق عليها مسبقاً، أو موجودة عند البعض، وتحتاج إلى دور هؤلاء المباشر وغير المباشر .
هنا يمكن الحديث المتواتر، الواقعي والافتراضي، عن إعادة ترتيب أوضاع المنطقة العربية برسم خريطة جديدة تتجاوز مرتسمات اتفاقية" سايكس ـ بيكو"..إلى وضعيات أخرى قائمة على أسس مختلفة، ويمكنها أن توجد كيانات عديدة متناحرة تنهض وفق اعتبارات عمودية : إثنية وعرقية، ودينية ومذهبية ..وعبر حروب أهلية طويلة تخلط الحدود، وتنهي أسس بنيان الدول القائمة، ووحداتها المجتمعية العامة نحو عمليات استنزاف شاملة تولّد أفراخاً ضعيفة، لكنها على شكل كيانات تعتاش على الدعم الخارجي، وعلى الاحتراب البيني لزمن طويل .
ـ هنا أيضاً، ورغم كل ما يقال عن رفض الولايات المتحدة تقسيم الكيانات العربية القائمة، وان مصالحها تتعارض وذلك، ومثلها معظم الدول المهتمة بالشأن العربي، والتي تعلن جميعها، وعلى الطالع والنازل، وفي خطب رنانة لا تتوقف عن حرصها على وحدة تلك البلاد، ورفضها تقسيمها.. إلا أن خط التفتيت والتقسيم والحروب الأهلية سياسة صهيونية بامتياز، قديمة متجددة، وضمن المشروع الاستراتيجي للصهيونية وكيانها التوسعي في بلادنا.. بما يتجاوز قصة أمن ووجود إسرائيل لزمن مفتوح ..إلى ما يمكن اعتباره جزءاً من مشروع طويل المدى عملت على تفعيل أسبابه، وخلق بعضها من عقود طويلة، وبظل تهشّم المشروع النهضوي، التوحيدي العربي، وهشاشة أنظمة الردة، والاستبداد، والشمولية، وما تفعله من ممارسات تصبّ ـ من حيث النتيجة ـ لصالح ذلك المشروع، وتوفر له الحواضن والمناخات المناسبة .
ـ ونعرف أن أكثر الصراعات حدّة، وطول عمر، وتأثيراً، وتشظياً هي الصراعات العمودية التي تثخن بالجراح، والدم، والثأر، وتأكل جذور الوحدة الوطنية، ومبرراتها.. وتؤدي إلى خلق كيانات، ومنعزلات داخل الكيانات القائمة قابلة للانفجار عند توفر بعض أعواد الثقاب .
ـ كما نعرف، وبعيداً عن أي تهويل، وتفسير تآمري، ان امتدادات الصهيونية كبيرة في العالم، وتأثيرها واضح في مراكز وصناعة القرار، وبالتالي : فكثير مما يجري يشكل أفرعاً متلاحقة تصبّ في ذلك المجرى العام، بينما كان واقع العراق بعد الاحتلال الأمريكي يكذّب الشعارات الأمريكية عن وحدة العراق، حيث اعتمدت، وكرّست المحاصصة على أساس عرقي ومذهبي، وبما يؤسس لكيانات مستقلة . كما أننا نتلقى الكثير من " التنبؤات" والتقديرات، والمعلومات عن تقسيم بلادنا سورية إلى عدة كيانات، وبعض البلدان العربية برعاية أمريكية، بدءاً، وبالنتيجة .
****
إن توريط روسيا في المياه السورية ليس بالضرورة أن يكون متعارضاً مع تفاهمات واضحة مع أمريكا حول الدخول وموعده، وأهدافه المعلنة، ولا في عمليات التنسيق المعروفة مع الأمريكان والإسرائيليين والإيرانيين وغيرهم، ولا في تصدير روسيا وكأنها الراعي الرئيس لحل سياسي تعمل على فرضه من موقعها الجديد، وتلازماً مع قصفها العنيف، المنهّج لمواقع المعارضة، وإنجاد النظام، وإحياء قدرته، وإنقاذه من انهيار شامل..
فالتفاهمات العريضة لا تلغي التناقضات بين تلك الدول ومشاريعها، كما أنها يمكن أن تكون جزءاً من "عدة" التوريط، وتسهيله.. حيث أن امريكا تعلم يقيناً ان احتلال بلد شديد التعقيد كسورية، يمور بالعمل المسلح، ويمتلك عشرات آلاف المصممين على خوض المعركة مع النظام حتى النهاية.. لن يكون نزهة، ولا سهلاً، بل ومحفوفاً بكل مخاطر الغرق، والهزيمة .
ـ وعدا عن الخسائر الاقتصادية والمادية الصارخة التي تدفعها روسيا كل يوم ثمناً لصواريخها ووجودها، وانعكاس ذلك على وضعها الاقتصادي الصعب، وهو الاستنزاف القابل لفيض الازدياد..فإن احتلال بلد عريق كسورية تتواجد فيه مئات آلاف المقاتلين الذين لم يعد لديهم أي خيار سوى الاستمرار.. سيرتدّ على روسيا خسائراً متعددة يمكن أن تطال طائراتها وجنودها، خصوصاً إذا ما نفّذت الوعود بدعم قوى المعارضة بأسلحة متطورة يمكن لها أن تسقط الطائرات، وتخلّ بميزان القوى الحالي.. وهو ما باتت تدركه روسيا بعد أكثر من شهر على دخولها، وبعد " المفاجآت" التي تواججها في فشل نواياها بسحق قوى المعارضة وتمكين النظام من استعادة المناطق التي خرج منها. وهو ما يفسر ايضاً هذا الحماس الشديد من قبل روسيا للتحرك السياسي، وإعلانها الاعتراف بالجيش الحر، ودعوته للحوار معها، وكذا وفود معارضة ترغبها.. وهي تدرك أن حلاً سياسياً حقيقياً لن يكون بغياب الحقوق السورية، وبوجود القاتل على رأس النظام، ومحاولات تمييع قرارات جنيف 1، خاصة لجهة هيئة الحكم الانتقالي وصلاحياتها، والفترة الانتقالية وأعمدتها ومهامها.. وأن المعارضة الحقيقية لن تمتثل لدعوات روسيا.. حتى لو نجحت في تجميع العشرات والمئات من الأسماء والعناوين المعتدلة .
وسوم: 641