بكت فرنسا بالأمس رعاياها ضحايا الإرهاب الداعشي فمن يبكي الضحايا الآخرين
بكت فرنسا بالأمس رعاياها ضحايا الإرهاب الداعشي فمن يبكي ضحايا إرهاب الكيان الصهيوني وضحايا إرهاب النظام الدموي في سوريا والطائفي في العراق والانقلابي في مصر ؟؟؟
نظمت فرنسا يوم أمس حفل تأبين رعاياها الذين سقطوا ضحايا الإرهاب الداعشي بساحة الشرف الموجودة بمتحف الجيش الفرنسي . وحضر حفل التأبين الرئيس الفرنسي الذي ألقى كلمة تأبين في حق الضحايا بعد عزف النشيد الوطني الفرنسي ومقطوعات موسيقية حزينة واستعراض أسماء وهويات الضحايا الذين كانت أعمار معظمهم لا تتجاوز الخامس والثلاثين، وهم من مختلف الشرائح الاجتماعية ، ومن بينهم أجانب . ولقد ساد الحزن العميق كل من حضر هذا الحفل وبدا ذلك على وجوه الحاضرين من ذوي الضحايا وباقي الحاضرين من مدنيين وعسكريين . ولقد كان العالم أجمع يتابع هذا الحفل بأسى وأسف شديدين نظرا لفداحة الخسارة التي منيت بها فرنسا في أرواح رعايا مدنيين آمنين في وطنهم، والذين روعهم وروع أهلهم وكل الفرنسيين وكل شعوب العالم الإرهاب الداعشي الأعمى الذي يمارس العنف والإجرام بطريقة وحشية وهمجية . وأنا أتابع هذا الحفل حضر في ذهني كل ضحايا الإرهاب في العالم خصوصا في عالمنا العربي في فلسطين المحتلة حيث يسقط عشرات الشباب يوميا بتهمة محاولة طعن أو دهس جنود الاحتلال أو المستوطنين الصهاينة . وحضرني عشرات الضحايا من المدنيين العزل الذين تمطرهم طائرات النظام الدموي السوري بالبراميل المتفجرة والصواريخ ويساندها في ذلك سلاح الجو الروسي الذي يدكهم بذريعة قصف عصابات داعش، علما بان الروس يعتبرون كل من يقاتل النظام الدموي داعش ولا يميزون بين معارضة سورية تدافع عن كرامة الشعب السوري وبين عصابات إجرامية تزود النظام الدموي بالبترول المسروق المهرب ، وتساعده على ضرب المعارضة . وحضرني عشرات الضحايا من المدنيين السنة في العراق الذين يصفيهم النظام الطائفي الشيعي الذي يستعمل عصابات ما يسمى بالحشد الشعبي لتصفيتهم عن طريق التطهير الطائفي . وحضرني عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين المعارضين للانقلاب في مصر والذين يقبعون في السجون والمعتقلات الرهيبة والشبيهة بمعتقلات النازية . وحضرني هناك بعيدا مئات الضحايا من مسلمي بورما الذين يصفون عرقيا أمام مرآى ومسمع العالم . وحضرني آلاف اللاجئين من سوريا والعراق الذين اضطرتهم آلة الحرب إلى مغادرة وطنهم ليموتوا جوعا وبردا في أقطار القارة العجوز التي يتجهمهم أهلها بعنصرية ممقوتة . وحضرتني صورة الرضيع السوري الذي لفظه البحر ومات على الشاطىء التركي . وحضرتني عشرات الصور المؤلمة التي تبثها القنوات التلفزية . وخطر ببالي السؤال التالي : من يبكي هؤلاء الضحايا ؟ ومن يقيم له حفل تأبين ؟ ومن يسرد أسماءهم ؟ومن يكشف عن هوياتهم وعن أعمارهم؟ ومن يلقي خطابا يواسي أهاليهم ؟ ومن يتوعد جلاديهم بالانتقام كما فعلت فرنسا في حفل تأبين ضحاياها الأبرياء ؟ لقد صرح الرئيس الفرنسي أن فرنسا تقف إلى جانب المستضعفين وتتدخل عسكريا من أجلهم ،فلماذا لا تتدخل فرنسا لإنقاذ الضحايا الفلسطينيين من إرهاب الصهاينة؟ ولماذا تتحالف مع الجلاد على حساب الضحية ؟ ولماذا لا تضرب فرنسا النظام الدموي في سوريا وقد أزهق مئات الآلاف من الأرواح البريئة ، وشرد الملايين ؟ ولماذا لا تتدخل فرنسا لحماية التطهير الطائفي ضد سنة العراق ؟ ولماذا وقعت مذابح للمسلمين المستضعفين في جمهورية إفريقيا الوسطى أمام أنظار القوات الفرنسية ؟ ولماذا لم تتدخل فرنسا لإنقاذ الديمقراطية المذبوحة في مصر وتمنع المجازر التي وقعت وتقع فيها ؟ كان الله في عون ضحايا لا يوجد من يبكيهم ، ولا من يقيم لهم حفلات تأبين ، ولا من يحصيهم ، ولا من يعزف موسيقى حزينة في ذكرى رحيلهم ، ولا من يعد بنصرتهم ،إن الله ولي من لا ولي له وكفى به وليا ونصيرا .
وسوم: العدد 644