توضيح حول التصريحات الأخيرة للسيد لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا
اجد من الضروري لفت نظر الزملاء في الائتلاف الى ملابسات التصريحات الأخيرة للسيد وزير خارجية فرنسا الأخيرة البارحة والتي كانت محل للصيد في الماء العكر والاستثمار السياسي ، ممايدعو الى العودة الى ذلك الموضوع اليوم.
سبب العودة الى الموضوع وتوضيحه هو انه برغم كل التوضيحات التي جرت البارحة فلا تزال بعض وسائل الاعلام وبعضها فرنسية على وجه الخصوص ، تشير الى التصريحات السابقة بدون الإشارة الى التوضيحات وكان شيئا لم يحدث . في محاولة للايحاء وكأن الموقف الفرنسي قد تغيّر من القضية السورية ، وبالمناسبة فقد قمت بالتعليق على الموضوع على وسائل اعلام فرنسية وعربية أيضاً لكن يبدو انه لابد من اجراء مزيد من المداخلات حول ذلك اللغط على الأرجح غداً.
فعطفاً على اللغط الذي عمّ البارحة الجمعة 27/11 وسائل الاعلام حول تصريحات السيد لوران فابيوس حول دور محتمل للجيش السوري في الحرب على الإرهاب نفيد بمايلي :
· بعد تصريحات السيد وزير الخارجية المشار اليها أعلاه في صبيحة البارحة فقد تّم التواصل مع المسؤوليين المعنيين في وزارة الخارجية للاستيضاح حول تلك التصريحات التي خلقت بلبلة حول الموقف الفرنسي من القضية السورية والذي كان ولايزال يعتبر الأفضل تطورا على الاطلاق قياساً الى الدول الأخرى على الصعيد الدولي .وقد طلب مني التعليق على الحدث منذ الصباح من قبل عدد كبير من محطات التلفزة العربية والأجنبية وكنت اتحاشى ذلك قبل الحصول على توضيحات بعد التواصل مع الجهات المعنية هنا في فرنسا .
· لقد استغرقت الاتصالات بعض الوقت كون جميع المسؤولين في الوزارة وفي القصر ايضاً في اجتماعات متلاحقة منذ انتهاء الاحتفالات التكريمية لضحايا الاعتداءات الأخيرة في باريس البارحة والتي شارك فيها رئيس الجمهورية وجموع غفيرة من المجتمع المدني في ساحة الانفاليد في باريس .
· تم الاستفسار بعدها حول طبيعة التصريحات المذكورة التي وردت للسيد الوزير في مقابلة مع محطة RTL الفرنسية . وقد كان التوضيح على الشكل التالي " ان التعاون مع قوات بشار الأسد في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية (داعش) يمكن ان يحدث فقط في اطار انتقال سياسي جاد في سوريا "
· لقد عبّرنا انه من المفيد جدا ً ان يتم توضيح ذلك من المصدرعلى وسائل الاعلام نظرا لمحاولات التشويه والاستثمار السياسي السائد على وسائل الاعلام بعد التصريح .
· وهكذا ففي بيان لاحق لتوضيح الموقف الفرنسي قال الوزير فابيوس " تعاون جميع القوات السورية وبينها الجيش السوري ضد داعش محل ترحيب بالتأكيد ، لكني كررت على الدوام انه سيكون ممكنا فقط في اطار انتقال سياسي " وهذا يعني ان ذلك ممكن فقط من خلال هئية الحكم الانتقالي وبما ينطبق تماما مع موقف الائتلاف من هذه المسالة .
· ودائما وفي نفس الاطار وفي مؤتمر صحفي للسيد رومان نادال Romain Nadal
الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية فقد تم توضيح نفس الإشكاليات السابقة وبكل وضوح مع دعوة الصحفيين الى العودة الى التوضيحات اللاحقة بهذا الخصوص وفي كل ما يتعلق بالانخراط الفرنسي الجاد ضد داعش وبشكل خاص بافق الدفاع عن النفس بعد الاعتداءات الأخيرة في باريس والتي أحدثت زلزالا ً على مستوى الراي العام الفرنسي والاوربي .
انني ومن خلال تجربتي العيانية هنا والاتصالات المستمرة مع المسؤولين الفرنسيين فإني مقتنع تماما ً ان الموقف الفرنسي كان ولايزال من افضل المواقف الدولية وأكثرها جذرية فيما يتعلق بطموحات الشعب السوري وانتفاضته ضد نظام الطغيان والفساد .
ويكفي ان نعود الى كل المواقف السابقة واخرها تصريح السيد فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية والسيد لوران فابيوس وزير الخارجية قبل ذلك بيوم واحد أي يوم الخميس 26/11 والتي قال فيها كلاهما ان لامكان لبشار الأسد لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا .
وبالمناسبة فقد تم التوضيح واعلام دول الطوق الأول لدعم الشعب السوري وبشكل خاص تركيا حول سوء استغلال تصريحات فابيوس ومحاولات الصيد في الماء العكر وذلك منذ اللحظات الأولى .
وسوم: العدد 644