جارودي والإرهاب الغربي
«الارهابي الغربي» كتاب للفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي رفضت المكتبات الفرنسية, بضغوط من اللوبي الصهيوني, عرضه.
وكانت احدى مكتبات الحي اللاتيني في باريس قد تعرضت لتحطيم واجهتها حين عرضت كتاب جارودي «الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية», كما تعرّض الفيلسوف نفسه الى محاكمة بسبب هذا الكتاب (الاساطير) الذي أوجع الصهيونية في ثلاث قضايا يمكن لقارئ نصوص المحاكمة الخلوص اليها وهي:
اولاً: الدعوة الى اعادة تقييم كتابة التاريخ اليهودي.
ثانياً: بيان تعاون الصهيونية مع النازية.
ثالثاً: التشكيك في مصطلحي: «الشعب المختار» و»الارض الموعودة».
لقد اغضبت جارودي صهاينة العالم, فجن جنونهم واقاموا الدعاوى بتجريمه, ونادوا بتجريده من لقب الفيلسوف كما ذهب الى ذلك روبير ريديكر خريج الفلسفة الذي يبدو خالي الذهن من مؤلفات استاذ الفلسفة جارودي صاحب كتب: «فكر هيجل» و»ماركسية القرن العشرين» و»افاق الانسان» و»واقعية بلا ضفاف» وكثير غيرها.
والادهى من ذلك كما يقول الاستاذ شاكر نوري محرر كتاب جارودي: «هذه وصيتي للقرن الواحد والعشرين» ان يوضع سلمان رشدي في مصاف الفلاسفة والمفكرين وينكر على جارودي هذه الصفة. أو أن يُعتبر الأول الطفل المدلل للغرب بسبب «خروجه» على الاسلام ويعتبر الثاني ايديولوجياً مشككاً ومفكراً ملعوناً بسبب «دخوله» في الاسلام.
لقد كان ذنب جارودي الذي لن تغفره الصهيونية انه أدان الغزو الاسرائيلي للبنان ومجازر صبرا وشاتيلا عام 1982, وانه كشف البنية الأسطورية للعقل الاسرائيلي, وأظهر العالم على استغلال الصهيونية لمآسي اليهود (التي لا شأن للعرب بها) لتبرير اقامة كيان استيطاني عدواني في فلسطين. وحسبك بذلك كله سبباً كافياً لمحاصرة جارودي والتضييق عليه وحجب كتبه وتجريده من لقب الفيلسوف. واعتباره مهرطقاً يستحق العقاب.
اننا ونحن نرى في جارودي ضحية للارهاب الصهيوني, لا نؤمن على كثير مما يقوله, بل نخالفه في بعض افكاره, ولكننا نظل نعتبره واحداً من اكثر المفكرين شجاعة في القرن العشرين. ونظل ندعو الى قراءة تراثه برحابة عقلية ووجدانية طالما اتصف بهما.. رحمه الله.
وسوم: العدد 645