هل بدأ الفصل الأخير من تصفية الثورة السورية .. وتركيع رجالها ؟؟؟
هل سأل المشاركون في مؤتمر الرياض ، لماذا هم ذاهبون ؟؟؟
هل لتوحيد أنفسهم ، وتشكيل جسم واحد متجانس ؟؟؟
علماً بأن :
الإختلاف فيما بينهم كبير جداً .. عقائدياً .. فكرياً .. سلوكياً .. منهجياً .. قومياً . . حزبياً ..
وإن إحداث تجانس بينهم في ليلة وضحاها .. شبه مستحيل إن لم يكن مستحيلاً !!!
ولكن :
هب أنه حصل توافق على الوفد المفاوض مستقبلياً مع النظام !!!
أو فُرض عليهم فرضاً بالقوة ، كما فُرض تشكيل الإئتلاف بالقوة في الدوحة قبل ثلاث سنوات...
ما الذي سيفعله الوفد المفاوض الحالي أكثر مما فعله سلفه في مفاوضات جينيف 2014 ؟؟؟!!!
علماً بأن متغيرات كثيرة قد طرأت:
1- الوفد المفاوض السابق كان من فصيل واحد ( الإئتلاف ) ، وكان سقف مطالبه عالياً ( سقوط نظام الأسد بكل مكوناته ) .. بينما الحالي مزيح مختلط ، وفيه من يقبل بالتعايش مع النظام ، الفترة الإنتقالية 18 شهراً .. وما بعدها ..
2- كانت الدول الخارجية فيما مضى .. تتظاهر على الأقل .. برفض وجود الأسد في المرحلة الإنتقالية ، بينما الآن تعلن صراحة قبولها بوجوده ، وضرورة مشاركته في الحكم .
3- إصرار .. وصمود داعمي الأسد على بقائه .. وأنه خط أحمر .. لا يمكن تجاوزه ، بينما المعارضة ومؤيدوها .. يهبطون في مطالبهم خطوة وراء خطوة . .. حتى الإئتلاف ، سبق أن ، صرح مرات عديدة .. أنه لن يجتمع مع مندوب الأمم ( دي ميستورا ) ولن يفاوض النظام .. حتى يخرج المحتل الروسي ، وتتوقف طائراته عن القصف .. ولكنه الآن ذاهب للتفاوض ، والطائرات الروسية وسواها تقصف ، والضحايا تتساقط .
4- هل من رجل رشيد يدرك خطورة القبول بالذهاب إلى الرياض ؟؟؟!!!
5- لأن مجرد القبول بالرياض .. هو قبول ببقاء الأسد .. حتى ولو لم يعلنها بلسانه .. لأن رعاة المفاوضات .. مجمعون .. ومتفقون على ضرورة بقاء الأسد .. وضرورة تصفية الثورة ورجالها . . وسيجبرون المفاوضين على قبول بقائه ، والتوقيع على ذلك ، سواء ادعوا أنه مجرد فترة انتقالية ، ليضحكوا عليهم ، ويغروهم بالتوقيع ، أو لم يدعوا ...
6- والسؤال المثير للإندهاش .. والإستغراب .. والعجب العجاب !!!
لماذا مؤتمر الرياض ؟؟؟!!!
المؤتمر ظاهره الخير .. وهو توحيد المعارضة ..
وباطنه العذاب الشديد .. وهو اختيار طائفة من المعارضة – سواء توحدت أو لم تتوحد .. وعلى الأغلب لن تتوحد – للمشاركة في حفلة الإستسلام للنظام الأسدي .. التي يعدها الدب الروسي .. وراعي البقر الأمريكي .
حفلة خيانة الشهداء .. والضحايا الذين روت دماؤهم الطاهرة .. تراب الشام ..
حفلة خيانة المبادئ .. التي لأجلها قامت الثورة .. ولأجلها لا تزال الضحايا تتساقط .. وهي إسقاط النظام من رأسه إلى أسفل قدميه .. وأطرافه .. وكل مكونات هيكله .
حفلة الإذعان .. والخضوع للقوى الخارجية .. التي تعمل كل جهدها .. طرفي النهار .. وزلفاً من الليل .. لوأد الثورة .. وإخماد لهيبها .. والرجوع إلى جحر الطاعة .. والخنوع للنظام .. بذريعة وقف شلال الدم .
بينما النظام لا يزال صامداً .. متغطرسً .. ورافضاً لكل حل سياسي .. حتى القضاء على الإرهاب.
ما هو الحل إذن :
1- ترسيخ الإقتناع .. واليقين في نفوس من يسمون أنفسهم ( معارضين .. أحراراً .. ثواراً ) على أن الدنيا .. لا تؤخذ إلا غلاباً .. ولا توجد أنصاف حلول في قضايا العزة .. والكرامة .. والشرف .. والحرية ..
2- تأكيد .. وتثبيت أنه لا يوجد في قاموس الحرية .. نصف حر .. أو ربع حر .. لا يوجد إلا حر .. أو عبد .. كما لا يوجد إلا مؤمن .. موحد .. أو مشرك .. كافر ..
3- على الأقل الإقتداء بسيد الممانعة .. والمقاومة .. بشار أفندي .. الذي لا يزال مصراً على موقفه .. الرافض قطعياً لمهادنة الإرهابيين ( الثوار ) ، أو التنازل لهم ميليمتر واحد .. أو القبول بالتعاون معهم .. إلا بعد القضاء على الإرهاب ، بالرغم من خسائره الكثيرة .. وهزائمه المتلاحقة .
4- دعم المجاهدين .. بكل قوة .. لأنهم هم الذين يملكون الأرض .. ويملكون القرار في خلع بشار ونظامه من جذوره .. والعمل على توحيدهم .. وهذا أولى وأفضل من توحيد كرازونات المعارضة السياسية .. التي لا تزال طفولية في تفكيرها .. وفي رؤيتها .. وفي تصرفاتها ..
5- الإيمان اليقيني .. الثابت .. الراسخ .. بأنه لا حل مع المحتلين للشام .. ولا مع النظام الأسدي .. إلا بالبندقية .. لأنهم هم لا يريدون إلا : استسلام .. أو فناء .. إما هم .. او تفنى البلاد .
6- الإعتزاز بقوة ملكوت السموات والأرض .. والإعتقاد الجازم .. أنه هو وحده الناصر .. ثم الإعتزاز بالنفس .. وقدراتها الهائلة .. ورفض الضغوط .. والإملاءات الخارجية القريبة .. أو البعيدة .. الصديقة .. او المحبة.
وسوم: العدد 646