حزب الله يعقد «زواج متعة» بين جعجع وعون… و«زرائب الذئاب» تتصدر في العراق

ما الذي يخطر في ذهن فضائية «البغدادية»، وهي تتحدث عن ما يجري في مقدادية العراق، حيث جثث الأبرياء في الشوارع والذبح على الهوية ورموز مقاولات الشاورما البشرية يتكاثرون تحت يافطة «الحشد الشيعي»، وأهلنا من شيعة العراق ردا على فيديوهات قطع الرؤوس.

الإرهاب فعلا عابر للطوائف اليوم ولا دين له.. أهل السنة الأبرياء في بعض المدن العراقية بلا حماية ويذبحون وتسلخ جلودهم بلا رحمة إنتقاما من فعايل تنظيم «داعش»، الذي يدينه الجميع في النظام السني العربي.

لا أعرف سببا يمكن ان يفسره علماء البشرية للجلوس بوقار خلف كاميرا طائفية وقطع رأس أو سلخ جثة إلا إستنادا إلى زرائب الذئب، التي تربى فيها بعضنا.

الجميع يسلخ ويذبح باسم الله والرسول… حتى قائد «الميغ 29 » السورية وفقا لشاشة فضائية بشار الأسد سمعته يقول «الله وأكبر» وهو يقصف البرميل على سكان أبرياء.

القيصر فلاديمير بوتين شاهدته بعيني في تقرير لمحطة «روسيا اليوم» يتحدث أيضا عن الله والسماء والعدالة، وهو يحصل على تفويض من الكنيسة الأرثوذكسية لقصف الشعب السوري.

البغدادي وجورج بوش وبنيامين نتنياهو، ومعهم قائد «الحشد الشعبي» في العراق وقائد الحرس الثوري الإيراني ومعه مذيع القناة الثانية في التلفزيون السعودي.. جميعهم يقصفون ويتحدثون باسم الله والسماء والأديان!

ما الذي يحصل للإنسان والبشرية في منطقتنا؟هذا ليس ديننا ولا يمكنه أن يكون.. إنه إنعكاس، ليس فقط للحظة توحش الذئب في النظام السوري، كما يقول صبحي حديدي، بل «زريبة الذئاب»، التي تقطن فينا جميعا!

زواج المتعة

أعرف الجنرال ميشال عون، فقد قابلته في منزله الجبلي المحروس بالحواجز في «رابية بيروت» لصالح «القدس العربي».

الجنرال، الذي ظهر على شاشة «أل بي سي» مهللا ومرحبا بحليفه الجديد سمير جعجع، ليس نفسه الذي قابلته.. طوال الطريق إلى منزله برفقة مسؤولة حركته الإعلامية، كانت الصبية تحدثني عن «الفوارق» والتباينات التي لا يمكن إنكارها بين «القائد المخلص عون» وبين الطبيب الكتائبي جعجع.

خلال تسرب البرامج الحوارية في قنوات لبنان حول «عقد القران» الأخير بين عون وجعجع، تكفلت محطة «المنار» تحديدا بإطلاق الزغاريد، ولعبت الميادين دور «أم العروس».

صديقة لبنانية خبيثة قالت لي ما يلي: لو كانت الصحافة حرة في لبنان كالماضي لعنونت مقالي بالعبارة التالية: «حزب الله يعقد زواج المتعة بين الجنرال وجعجع»… أحب إضافة.. «والمنار» تهلل وترحب بالمعازيم».

شخصيا وجدتها عبارة هادفة وتختصر المشهد.. وليعذرني الصديق المثقف ماهر سلامة: لا يمكنني القبول بفكرة أن حزب الله هو الحامي اليوم للمسيحيين في لبنان.

ما يحصل تماما لا علاقة له بالحماية، بل بمشروع حزب الله الطموح على إيقاع الممانعة وزمن إيران الجديد بإعادة إنتاج الواقع في لبنان والسيطرة على كل شي.

وضعها أحد الخبراء في أذني مبكرا في العام الجديد: حزب الله جاهز الآن لإلغاء إتفاق الطائف وتغيير شكل المحاصصة في لبنان للحصول على ما يتصور أنه حقه الطبيعي في الكعكة المفتتة.

عموما زواج المتعة الجديد بين جعجع وعون برعاية الخاطبة المتميزة تمت مراسمه الأولى فيما عادت رائحة النفايات لتزكم الأنوف في بيروت.

«فيسبوك» الإمبريالي

البقاء في الفضاء اللبناني يعني التمتع بما تعيد نشره دون ملل محطة «الميادين» حول القرار «الإمبريالي» بحجب صفحتها على «فيسبوك» ومحاولة منعها من «الوتوتة» على الشبكة عبر «تويتر»، رغم أنها «توتوت» في عقولنا ويومنا وهي تقود حواراتها وأخبارها لصالح زمن إيران الجديد بوضوح.

رفيق يساري من زوار بشار الأسد يشتم أمريكا والإمبريالية تضامنا مع «الميادين» ويفهم أني أتآمر مع المتآمرين على الممانعة وسوريا العظيمة، عندما أقترح على عباقرة «الميادين» والمقاومة إيجاد بديل يخصهم عن «فيسبوك» الإمبريالي.

قلتها وأعيدها.. نحن في هذه الأمة المكلومة بحكامها قبل معارضيها، لا نصنع شيئا.. السكين التي يستعملها عنصر «الحشد الشيعي» في نحر مواطن سني مصنوعة في الصين وقطاعة الرؤوس المعتمدة عند جماعة الخليفة البغدادي تايوانية الأصل وكاميرات الفيديو مستوردة من فرنسا وبلجيكا.

حتى عندما ندافع في سوريا عن «حياض الإسلام» – على حد تعبير الرفيق الأعلى خامنئي – نستورد المقاتلين مرة من سنة الشيشان ومرة من شيعة الباكستان.

أنظمة التبعية لا تفرق هنا عن أنظمة الممانعة.. أمة لا تصنع طلقة ولا برغيا ولا لاصقة الجروح… كلنا يا رفيق في «الميادين» وفي الفضائية السعودية في الهم شرق نستقر في التخلف والرجعية والعجز.

وسوم: العدد 652