هل نمضي العمر مراهنات ؟؟...
زمان يوم قام الأسد بانقلابه، واتخذنا موقفاً معارضاً له.. كانت لدينا الكثير من الانتقادات، والأسئلة التي تحتاج الأجوبة قبل الشروع في أعي عمل تنظيمي ..
كنا مختلفين بين من يعتقد أن كل القضية الرجوع للسلطة عبر انقلاب عسكري، وبين من يرى أن الأزمة أكبر من حالة الانقلاب.. الذي يمثل في أحد وجوهه بعض نتاجها، وأن أي عمل جدّي يجب أن يعالج السباب.. ضمن حلم بناء حزب ثوري يقود ولا يُقاد.. ومجموعة من الأفكار.. تبدأ من نقد التجربة، وتقف عن الظواهر المرضية تحقيقاً لنقلة التجاوز..
ـ دفعتنا التطورات، وعوامل مختلفة، منها العاطفي، غلى الدخول في رهان كبير استهلك معظم عمرنا ولم ينتج المأمول.. لأسباب مختلفة، أولها تركيبتنا، ورهانات البعض المخلة لاتفاقنا.. وصراعنا الداخلي، وجوهر تركيبة النظام الاستبدادية، الطائفية، وكثير من عوامل تحتاج التفصيح الطويل..
ـ اليوم، في زمن الثورة . زمن التغيير ال\ي أملنا بهدف استعادة حق وطننا في الحرية، والمساواة، والعدل والعدالة... تُرانا في وضع أصعب ونحن نراوح حول الخيارات.. ولبّها : المشروع الوطني .
ـ لقد انسلّ منّا القرار الوطني، وابتعد.. ليتركنا متفرقين، مختلفين حول الأسباب، وإمكانية العودة إليه، ودخلت عوامل وقوى لاطاقة لأحوالنا، وقدراتنا بالتغلب عليها. على العكس : شدّة التدخلات، وتعقّد المسألة السورية وضع السوريين على رفّ الآخرين وتعدد مشاربهم، ومشاريعهم.. ورحنا نلهث درجة تسول البعض العون والدعم، ورهن وارتهان المصير، والمواقف للجهات الممولة، خاصة وأن سيطرة التسلح أمراً واقعاً فرض معطيات تبدو فيها قصة المشروع الوطني ضرباً من الطوباوية، أو الحلم بعيد المنال..
ـ اليوم.. والأخبار كثيرة عن تحضيرات لتدخل بري في بلادنا من جهات مختلفة، وقد باتت بلادنا مسرح عمليات كبرى لقوى متعددة.. تفتح المجال لعديد الأسئلة التي تحتاج أجوبة مصيرية عن قادم بلادنا.. فإن السؤال المًحرج الكبير يضغط على وطنيتنا، وتاريخنا، وكرامتنا : أين نحن من الذي يجري؟.. وما هو دورنا؟.. ما هو موقعنا في المعادلة التي تخصّنا نحن أولاً واساساً ؟.....
ـ ومن جديد ولقدر ما تبدو اللوحة واضحة، وشديدة التشابك، وبقدر ما نبدو نحن طرفاً هامشياً فيها.. بقدر ما تبرز التحديات صارخة : هل نستسلم فنصبح جزءاً من قطيع المراهنين على الغير؟ . هل نبلع ما يجري تحت عناوين الاندفاع بمراهنات كأننا لسنا طرفاً، أو شركاء فيها؟..أم نحاول وسط حقول الألغام دخول ميداننا الطبيعي ؟.. وأن نغامر بحمل مشروع وطني سيبقى المخرج، وحجر الزاوية ؟؟..
ـ قد لا تكون جميع المعطيات لصالحه، وضده.. وقد نواجه الكثير من المتاعب.. والكثير من الذي نقدر، أو مفاجئ.. لكن نحن أمام خيارين في لحظة مفصلية : إما أن نحاول ممكننا لإنهاض الوطنية السورية، واستعادة القرار الوطني، كي يكون لسورية الثورة مكانها ودورها في كتابة مصيرها، وبناء غدها، وإما أن نستقيل..أو أن يمضي البعض بيادقاً في مسار يصنعونه ، ومشاريع يريدون فرضها..
ـ بقي أن نقول أن معادلة الوطنية ليست ابداً بديلاً عن العلاقات الأخوية، والاستراتيجية مع الأشقاء والأصدقاء الحقيقيين، بل هي الاستناد الدائم للتشارك، والتفعيل، والعمل المشترك الحالي والمستقبلي، وان حاجة بلادنا اليوم وغداً للأشقاء والأصدقاء ضرورية، وتستلزم بناء أوطد التحالفات بكل مقتضياتها وتفاصيلها ..
ـ وأن الانتصار، وبناء ميزان قوى يخل بالوضع ال\ي يريد الاحتلالين الإيراني والروسي فرضه على الأرض.. لا يمكن أن ينجح، ويكون حاسماً بغياب أهل البيت : السوريين، أو بعيداً عن مشاركتهم الفاعلة
وسوم: العدد 655