وماذا بعد نضوب البترول ؟
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
اعزائي القراء
العرب بقيادة حكامهم.. هم اليوم في ورطه, ولكن ورطتهم بالغد ستتحول إلى جلطه . فالألم المعتمل في صدور أبناء الأمه العربيه لم يعد تستوعبه قلوبهم المرهقه بحكامهم , بل بدأ ينفذ من مسام جلودهم وهم يشاهدون ويحسون جرائم العالم كلها تنصب عليهم وما المأساة السوريه ام الجرائم إلا اوضح مثال على ذلك.
ومع ذلك وبالرغم من كل الاموال المكدسه فإن الحكام العرب غير قادرين على فرض ارادة شعوبهم.
فاليوم يملك حكامنا اهم سلعة إستراتيجية في العالم وهي البترول يتربع عليها اغنى اغنياء العالم من اصحاب الجلاله والزعامه والسمو .هذه الثروه والمقدره بآلاف المليارات من الدولارات لم يستطيعوا من خلالها وقف إهدار كرامتنا ولا اقول وقف مذابحنا, بل لم يستطيعوا من خلالها صنع سلاح واحد بأيدينا نجابه به غدراً وعدواناً وظلماً وتشريداً, لم يستطيعوا من خلالها القضاء على أمية اولادنا... لم يستطيعوا من خلالها توصيل الماء والكهرباء إلى قرانا النائيه.. لم يستطيعوا من خلالها توفير الرعاية الطبيه لإبنائنا إذا ابتعدت مائة ميل عن عواصم بلادنا.
كل ما فينا مستورد.. طعامنا شرابنا .. بيوتنا البستنا .. حتى غترتنا وعقالنا وشماخنا رمز تقاليدنا الشامخه مصنوعه بأيادي غيرنا , ولكننا وبكل فخر وإعتزاز وبكل الشموخ العربي الأبي إستطعنا بهذه المليارات ان نشيد قصورنا من اندر الرخام على وجه الأرض ونجمله بأغلى نجفات العالم وان نفرشها بآخر موديلات الفرش من ارقى البيوت العالميه , ( وأمرنا ) فرنسا بأن تزودنا بأرقى عطورات العالم وطلبنا من صناع التكنولوجيا ان يصنعوا لنا روموتاً ما ان نكبس على زره حتى تصل فوراً سيارتنا إلى غرفة نومنا مكيفة جاهزه بقهوتها وتمرتها.. إستطعنا من خلال هذه المليارات ان نعمر فنادق العشر نجوم وابراج العرب لنستقبل فيها كل عاهرات العالم.. وإستطعنا من خلالها ان نروح عن انفس حكامنا ونخفف من ضجرهم ومللهم بصرفها في كازينوهات العالم في ثانيه واحده وفوق هذا وذاك اعدنا قسماً كبيراً منها إلى اعدائنا لننقذهم من إفلاسهم الذي صنعوه بأيديهم يوم شاركوا بقتل اطفالنا ونسائنا وكهولنا.
اعزائي القراء
إذا كان هذا هو حالنا اليوم والبترول بأيدينا وعن يميننا وشمالنا ومن تحتنا, ولكن ماذا لو إستيقظ الحكام من نومهم ليجدوا انفسهم قد رحل بترولهم إلى غير رجعه ليحل محله ماءاً مالحاً ؟ قد لا اكون على قيد الحياة في ذلك اليوم وإن كان قريباً ولكن اولادي سيتابعوا هذه المقاله ويكتبوا :إلى المرحوم والدنا الكريم: لقد صدقت يا والدي عندما كتبت مقالتك في يوم المؤامره الكبرى على الشعب السوري.
اليوم يا والدي جمعوا العرب كل العرب في بقعة صحراوية واحده يدفعون آجارها لأسيادهم واحاطوها بجدار شفاف ونصبوا خلفه مناظير مكبره يضعون فيها ربع دولار ليتفرجوا علينا ونحن ننام مع جمالنا ونأكل الأشواك معهم, يلعب أطفالنا بالرمال ويرمونها على رؤوسهم ويبتلعونها مع طعامهم وشرابهم ..واسيادنا واولادهم السواح الآتون من بلاد المشرق والمغرب ينقلبون على قفاهم من الضحك علينا وهم يتابعوننا من خلف الجدار ينعمون بالمرطبات البارده والجو المكيف واصناف الإطعمه تنتقل بين ايديهم وصالات الرقص تجمعهم ومجموعات سياحيه رائحه ومجموعات آتيه وبكلفة ٢٠٠٠ دولار للشخص الواحد ولمدة إسبوع شاملة كل متعهم مع ركوب جمل هودجه مكيف خاص بالسياح يجره اعرابي من قبيلة كانت عريقه.
إخوتي وأخواتي...
ماعرضته عليكم ليس فلماً سينمائياً من إنتاج هوليود بل هو واقع قد يحصل إذا إستمر شخير حكامنا وإنصياعهم لأعدائهم وإن لم يتوقف هذا الشخير فالصوره هي كما ذكرها اولادي تماماً دون زيادة او نقصان.
ايها الحكام ..
هناك عاصفه في الطريق والغرب لاينكرها بل يسعى اليها حثيثا وعلى المكشوف ,بينما انتم تصنعون الإنقلابات ضد بعضكم بناءاً على أوامرهم .. ولا تستطيعون تقديم خرطوشة واحده لثوار سوريا الا بأمر اسيادكم .
ما يخطط لكم وللأمة العربيه سيكون كارثة لن تبقي لكم حكما ولا سلطانا ان لم تعوا هذه الحقائق اليوم.. والا فالمؤامره التي نلمحها جميعا ستجرفكم وتجرف اموالكم وقصوركم واولادكم واحفادكم وشعوبكم ثم ستطمر الجميع في رمال صحرائكم. هل الوقت متأخر لتدارك ذلك ؟ اعتقد أننا في الثانيه الأخيره...