الدولة الإسلامية

الشيخ حسن عبد الحميد

1–

هي دولة العدل والمساواة .. 

دولة الحق والقوة ..

 دولة لاتفرص على شعب بقوة السلاح

 لكن ينتخبها أهل الحل والعقد .

لايساق الناس فيها إلى الصلاة بالقوة والعصا بل تكتفي بالاذان القائل حي علىالصلاة والصلاة خير من النوم .

- الدولة المسلمة لاتدخل بلدا إلا بعد إنذار وعرض الإسلام على أهله ..

جيش الإسلام لايدخل بلدا الا بعد تخيير أهله الإسلام أو الجزية أو الحرب 

خالف جيش الإسلام الذي احتل مدينة سمرقند ذلك احتل الجيش المسلم البلد دون عرض الإسلام على اهلها فاشتكى عقلاؤه إلى أمير المؤمنين  عمر بن عبد العزيز ..

 أرسل رضي الله عنه قاضيا إلى سمرقند حقق القاضي فوجد صحة دعوى أهل سمرقند فحكم القاضي بخروج الجيش منها .

لمّا وجد أهل سمرقند عدل الإسلام وطاعة الفاتحين وهم عساكر لحكم القاضي المسلم ولم يتمردوا ولم يرفضوا

حدث أمر عجيب ..

اسلم أهل سمرقند .. 

اسلموا لا بالعصا والسيف .

وإنما رأوا عدلا وسماحة وانضباطا.

ومشهد عظيم عمر الفاروق وأمامه شاب قبطي جاء من أقصى الدنيا من مصر إلى أمير المؤمنين يشكو ظلما وقع عليه 

وأمير المؤمنين يقول أيها القبطي هاك العصا واضرب ابن الاكرمين .

وعمر يقول اضرب .. اضرب ولاتخف

 فهنا أرض الإسلام وعدل الإسلام .

قال عمر الذي قال فيه قيصر الروم فلق كبدي عمر أرسلت خيرة قوادي العسكريين فمسح بهم الأرض ونزع الراية من أيديهم .

وطلب عمر رضي الله عنه من عمرو أن يخلع عمامته وقال للقبطي ضع العصا على صلعة عمرو فإنما ضربك ابنه بجاه أبيه .

وصرخ عمر الفاروق في وجه عمرو 

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا .

اندونيسيا وماليزيا لم تدخلها جيوش الإسلام ولاأريق على أرضها دم شهيد 

أسلم القوم لمّا سمعوا عن عدل الإسلام وسماحة أهله .

حدثني بالهاتف والصورة ابن اخي أيمن خضر هجر وطنا يظلم فيه العباد ويراق فيه دم الأحرار ظلما وحقدا 

أراني بالصورة شابا اهتدى للإسلام دون سوط ولاعنف ..

ورايت مثله شاب ألماني في مكة المكرمة اهتدى للإسلام على يد الدكتور حسان نجار الدارس في المانيا احتفيت بالشاب الجميل الظريف واخذته إلى شيخ سوريا المجاهد مصطفى السباعي رحمه الله فاعطاه صورة عن سماحة الاسلام وعدله.

 - الدولة المسلمة تغرس في مواطنيها العدل بالحكمة والموعظة الحسنة .

بإسلوب كما قال نبينا عليه السلام

( بشروا ولاتنفروا )

وكما قال ربنا : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) 

لا بالغلاظة والخشونة 

افتح أذنك ياأخي لتسمع وحي السماء إلى إنسان عظيم هو محمد الهاشمي ابن الأكارم ( لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) 

واستجاب ابن هاشم وعبد المطلب لوحي السماء فكان التواضع خلقه .

والأنبياء يوم المعراج يقولون له أهلا بالرجل الصالح والنبي الصادق . 

صلى عليك الله ياعلم الهدى .

- في الدولة المسلمة لايأكل موظفيها في فطورهم العسل والقشطة وفي غذائهم الكباب بينما أطفال المسلمين أمام الأفران يتنازعون على  الدور ليحصل الجياع على رغيف .

عمر وما أدراك ماعمر 

في عام الرمادة أي عام المجاعة حرّم على نفسه اللحم واكتفى بالزيت .

حياك الله ياعمر ورضي الله عنك 

يامن كنت وأنت خليفة تلبس ثوبا مرقعا وبيت المال في يدك .

نمت تحت شجرة وضعت حذاءك تحت رأسك ورأك صاحب كسرى نائما فقال كلمة للتاريخ :

عدلت ..... فآمنت.... فنمت ... ياعمر .

حفيدك ياعمر هو عمر بن عبد العزيز الذي كان يحكم من الخضراء نصف الدنيا .

إن كان القوم عندهم البيت الأبيض فعندنا نحن الخضراء .

حكمنا الدنيا لا بالقصور لكن بالعدل .

أصدر عمر بن عبد العزيز. خامس الخلفاء الراشدين وهو أموي تربى في القصور لكن الإسلام غيره إلى أمير بكّاء من خشية الله .

أصدر رضي الله عنه مرسومين :

1 - يجب أن يكون لكل أعمى موظف يقوده .

2 - تحفر في أعالي الجبال أحواض ماء لتشرب الطيور كي لايقال مات طير عطشا في ديار المسلمين .

- حكم لايركض وراء الحلاقين لمنعهم من حلق اللحية ..

اللحية لاتنبت إلا بالرضا والاقناع وغرس العقيدة في القلب .. 

ولاخير في اللحية تترك وترخى 

والسيف فوق رأس صاحبها .

الصحابة كلهم تركوا لحاهم اقتداء بمحمد وهو القدوة .

وابتعد الزمن ...

في جيش اليرموك لاتجد حليقا لأن القائد خالد أول الملتحين .

والحمد لله صارت اللحية موضة العصر يطلقها حتى زعيم حزب العمال البريطاني .. وكل الفلاسفة والمفكرون والشعراء صارت لهم لحى حتى رفعت الأسد !!!

اللحية تنبت بالاقناع والقدوة لا بالسيف والعصا

- الدولة المسلمة تفتح المدارس للرجال والنساء لا لتدريس الشريعة فقط 

بل لتدريس اللغات الأجنبية والعلوم

 العصرية .

هدي النبي يقول أن النبي العظيم طلب من الأسرى تعليمهم عشرة من أبناء المسلمين 

ولم يأخذ منهم مالا .

والنبي العظيم طلب من أحد الصحابة أن يتعلم لغة أجنبية كي يأمن شرور القوم .

- الدولة المسلمة تعرف أن الملكية الشخصية لها حرمة .

فلا تصادر أرضا زراعية ولا بيت سكن إلا بالثمن أو والرضا .

الإسلام يقول وبصراحة إن الصلاة  في الأرض المغتصبة والدار المغتصبة لاتجوز 

وهي باطلة مرفوضة ..

في زماننا مسلم حاكم خطر له أن يبني قصرا على جبل أبي قبيس المطل على الكعبة .. 

ساوم اتباع الحاكم صاحب بيت على الجبل فرفض التنازل عن بيته بالقوة 

جئ به إلى الحاكم 

وبيده الحكم والصولجان 

لم لاتبيع ؟

قال المالك أريد ثمنه مليون ريال

 قال الحاكم الغيور هل تبعه بعشرة مليون قال الرجل بعتك .

في اليوم التالي اخلى الرجل بيته وأخذ شيكا بعشرة ملايين .

هذا هو الإسلام ..

عدل ومساواة ورحمة واحترام للانسان وملكيته

- الإسلام يقول :

( لاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )

وليس من الحق قتل النفس بشبهة وبكلمة إلا بعد الاستبانة والحوار .

فمن تراجع عن خطأه واستغفر ربه فاهلا به في صفوفنا .

الإسلام أولا لايقر  اقامة الحدود أيام الحروب ..

ولايقر إقامة الحد أمام أقارب الجاني

 ولا أمه ولا أبيه .

إن هذا نُهي عنه حتى في الأضاحي أن تذبح شاة وأختها تنظر إليها .

الإسلام رحمة حتى للحيوان قبل الإنسان

- في دولة الإسلام لاتفرض المبادئ فرضا دون حوار ولامناقشة. 

هيك وبس .. ولاكلمة .

عمر العظيم رضي الله عنه 

ومن سبه فهو حقير حقير ..

أراد تحديد المهور وكان ذلك على المنبر من بعيد تناديه امرأة وهي في المسجد وتقول هذا ليس لك ياأمير المؤمنين

إن الله يقول في كتابه العزيز ( وأتيتم إحداهن قنطارا ) 

وفهم عمر الفاروق عليها فطأطأ رأسه 

وقال على المنبر وعلنا

أخطأ عمر .. وأصابت إمرأة .

- في دولة الإسلام الأفواه مفتوحة للنقد والالسنة طويلة بالحق ... 

تربوا على مائدة الصديق وهو خليفة 

يخطب فيقول :

اطيعوني ماأطعت الله ورسوله 

فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم .

- في دولة الإسلام لايدخل المسجد جندي بالسلاح ..

فالمسجد واحة أمان وسلام .

لايُدخل إليه المصلي بالقوة والبندقية 

يكفي أن ينادى حي على الفلاح .

فالمسلم المربى على التقوى يقول سمعنا واطعنا وتراه من تلقاء نفسه وقد أغلق دكانه وسعى إلى المسجد بحرية وطمأنينة.

إن الله سبحانه وتعالى يقول عن المسجد الحرام من دخله كان آمنا .

فالحدود لاتقام في مكة بحدودها.

ومن رأى قاتل أبيه أدار وجهه وسلّم على القاتل :  السلام عليكم .

وللحديث بقية .

والله أكبر ... والعزة لله .

2-

 الدولة الإسلامية 2 :

تابع :

 - في الدولة المسلمة 

لايتراكض جندها وراء الصغيرات وتصرخ : تحجبي يافتاة هؤلاء أطفال .. لارجال.. لاحكام .

إن محمدا عليه السلام لم يفرض على المرأة أن يمشي معها محرم إلا في السفر البعيد .

والدولة المسلمة لاتتدخل في شكل لباس الرجال والنساء .

تعطى المواصفات وتترك للناس اختيار اللون او التفصيل .

- الدولة المسلمة تقول : المرأة يجب أن تتحجب بحجاب غير ضيّق ولايصف ولايشف.. ساتر للعورات والشهوات .

- الدولة المسلمة تفتح المدارس بكثرة ولاتقتصرها على علوم الشريعة .

مدارس للرجال والنساء .. 

والاختلاط فيها ممنوع ..

واللبس فيها للجنسين غير مثير 

ولباس الشهرة محرم على الرجال والنساء ...

واللباس المثير محرم على الرجال والنساء ...

- في دولة الإسلام لايسير جندها باختيال أمام العوام .

- الدولة المسلمة لاتكتفي بالقشور وتدع الجوهر .

لاتنشغل بحلق اللحية وتترك سماءها نهبا لطيران العدو .

- الدولة المسلمة تحمي شعبها وحدودها بكل سلاح يخيف عدوها .

- الدولة المسلمة ليست مهمتها أن تسوق الناس إلى المساجد وتمنع الحلاقين من حلق اللحية وجندها يصرخون في الشوارع الصلاة الصلاة عند الاذان .

- الدولة المسلمة تصنع السلاح  لاتستودره على الأقل الذي يقول عن نفسه دولة ولايؤّمن لشعبه طيارا يحميه أو مضادات لطيران العدو تصاد طائرة ولو كانت عند القمر .

- الدولة المسلمة تؤمن لقمة العيش دون منّ ولا كبرياء ..

 وتؤّمن الكرامة لأي فرد مهما كان وزنه .

- في دولة الإسلام

 أيام عمر الفاروق رضي الله عنه

 أخطأ أحد مواطنيه أتى به الوالي فجلده وحلق شعره .

أتى المسلم الحر من الكوفة مشيا على الأقدام إلى المدينة المنورة حيث الفاروق .

وقابل عمر وقذف شعره في وجهه قائلا ماذا تقول غدا لربك ياعمر .

دولة الإسلام تربي رجالا لا عبيدا ..

دولة الإسلام تقول لكل من حنى رأسه تعبدا أو هيبة ارفع رأسك فإن الإسلام عزيز .

- مرّ عمر رضي الله عنه بشارع وكان مهيبا هرّب أطفال الشارع إلا عبد الله رضي الله عه ظل مكانه .. 

قال عمر له ِلمَ لا تهرب كما هرب إخوانك ..

قال بقوة ياأمير المؤمنين لم ارتكب جرما لاهرب وليس في الطريق ضيق فأوسع لك .

- في الدولة المسلمة كل أفراد المجتمع أحرار لا عبيد .. لا منافقون.. لا متذلفون 

الهيبة لا للحاكم .. ولكن للعدل .

تعال إلى زماننا :

خرج مرسي من قصر الاتحادية فرأى امرأة يدفعها الجند .. قال دعوها ..

وصلت إليه فامسكته من ربطة العنق وهزته وحوله الجنرلات قال لهم دعوها 

امرأة فقيرة هزّت مرسي وهو رئيس دولة كبرى .. كان يبتسم ورأسه يهتز من شدّ الكرافة قائلا للمرأة : حاضر .. حاضر .

ورجعت المرأة لبيتها لا للسجن .

أراد مرسي ان يعيد عهد عمر .. وعدل عمر .. رضي الله عن عمر .

وحقير حقير من يشتم عمر .

لكن العلمانية رفضت ذلك .. وتأمر عليه الشرق والغرب .. العرب والعجم ..

حتى أصحاب اللحى  المزيفة كانوا ضده وفي مقدمتهم شيخ الأزعر وشيوخ حزب الظلمات ..

فسقط وأدخل السجن ..

وهو الآن يعيش في ظلماته..

ولله الأمر من قبل ومن بعد..

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس

 لا يعلمون .

- الدولة المسلمة لاتقبض على النساء من الشوارع وتجعلهن سبايا ينحكن تحت هذا المسمى ..

السبي انتهى .. والرق انتهى عالميا .

من جامع امرأة تحت اسم سبية فهو زان يرجم بالحجارة وفي الساحات العامة ..

كائنا من كان .. ولو أنّ له لحية .

- الدولة المسلمة لا تكفر الرعية بالشبهة..

فكثرة التكفير دليل جهل ورعونة..

فهذا كافر .... وذاك مرتد .

محمد عليه السلام لم يكن يوزع تهمة الكفر على الناس ..

فالتسرع في إطلاق كلمة الكفر ليست إسلامية ولا إيمانية 

عليه الصلاة والسلام كان يقول كلاما عاما 

ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ...

ما قال لمنافق يامنافق .. وهو منافق .

صلى عليك الله ياعلم الهدى .

- الدولة المسلمة لاتزور الهويات ولا الجوازات .. 

ولاتحمل هي اسم الإسلام مزورا 

الإسلام مبادئ تغرس في القلوب 

لا بسلاح يُمشى به في الشوارع 

السلاح يحمل هناك في ساحات الوغى

هذا هو ديننا ...

واقراوا كتاب ( هذا ديننا ) 

ومن فعل بخلافه فعليه لعنة الله 

والملائكة والناس أجمعين 

( قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة  أنا ومن اتبعني وما أنا من المشركين ) 

صدق الله العظيم . 

والله أكبر .. والعزة لله

وسوم: العدد 656