المفاضلة هي: بين الديموقراطية والاستبداد، لا بين الديموقراطية والإسلام
المفاضلة المطروحة على المسلمين ، اليوم ، هي ليست بين الديموقراطية والإسلام، بل بين الديموقراطية والدكتاتورية ! فليس ثمّة مسلم عاقل ، مؤمن حقاً ، يفضل حكم الديموقراطية ، بصورتها المعروفة ، في أوروبّا وغيرها ، على الحكم الإسلامي ! إنما المطلوب هو : أن يدعو الإسلاميون ، في بلادهم ، بحرّية ، إلى منهجهم الإسلامي ، دون قمع ، أو خنق للحرية ، على ضوء المنهج النبوي في مكة : ( خلوا بيني وبين الناس ) .. لتتشكل ـ في مناخ الحرّية - أكثرية مؤمنة واعية ، مستوعبة للإسلام ، وأحكامه وأخلاقه ، تسعى إلى التمكين لدين الله ، في بلادها ! فالتمكين لايكون بمجرّد استلام السلطة ، بقوّة السلاح ، بينما الشعب لايعرف دينه ، ولا يعي حلاله من حرامه ، ولا يستجيب لتشريعاته ، عن فهم وإيمان ؛ كما فعل الصحابة ، يوم نزلت آية تحريم الخمر: ( فهل أنتم منتهون ) ؛ إذ أراقوا دنان الخمر، في شوارع المدينة ، وهم يقولون : انتهينا ياربّ !
فهل يعي هذا ، حمَلة شعار(حكم الإسلام) الذين يريدون حمل الناس ، بقوّة السلاح ، على تطبيق أحكام، لايعرفون عنها شيئاً ، بعد أن عملت حكومات الضلال والاستبداد، على إبعادهم عنها ، جيلاً بعد جيل !؟
وسوم: العدد 663