ثم هذا موقفنا من الأقليات
أولا مشروعنا في هذا العصر هو التأسيس لمجتمع مدني موحد قائم على أساس دولة المواطنة ، وسيادة القانون ، مجتمع أسنان المشط حيث لا أقلية ولا أكثرية فيه إلا بالمفهوم السياسي الذي يفرزه الحراك المجتمعي الحي ..
وحتى يتحقق هذا المشروع الأمل نؤمن أن من واجب ( الأكثرية ) حماية جميع الأقليات ( يجب على المسلمين الدفاع عن متعبدات أهل الكتاب بأنفسهم ) ما بين القوسين منقول عن أبن القيم . وهذا يعني أن يقاتلوا دفاعا عنها وأن يقتلوا دونها .
وحتى نصير إلى هذا الواقع فيستقر الهرم المجتمعي على قاعدته يجب أن ندفع عن أنفسنا صولة الصائلين المتسربلين بسربال أقليات مغتصبة للسلطة ولأدوات الدولة ، والمتحالفة مع كل أشرار العالم ضدنا ..
تسألني : هل كل أبناء ( الأقليات ) يفعلون هذا ؟ وينخرطون في هذا الحلف الأثيم ؟! أقول بكل تأكيد لا ، فأبناء الأقليات ( ليسوا سواء ..) مثلهم مثل أي تجمع بشري ، وفيهم مواطنون شرفاء وعقلاء وأذكياء ، ولكن ما يشار إليه هنا هو هنا هو الموقف لأفراد من عصابات ورموز من مرجعيات سطت على قرار هذه المجموعات وتاجرت به ، وتقحمت بها لتوردها الموارد ..
وهؤلاء الأشرار الذين يديرون لعبة الشر على أرضنا يريدوننا أن نذهب معهم في لعبتهم إلى الآخر ، وكما دفعونا إلى ساحة الصراع العسكري على غير رغبة منا ، ولا عدة في أيدينا ، يريدون أن يدفعونا إلى ساحة الصراع الطائفي لأنهم أصحاب المصلحة الحقيقة فيه ، يريدون دفعنا إلى خط اللاعودة ، ونقطة لا لقاء بعدها ، إلى الحرب الوجودية التي أعلنها علينا بالفم الملآن حسن نصر الله ، وبشار الأسد ، وعلي خمنئي وبوتين ..
ونحن لا نخوضها في سورية (حرب وجود) إلا بالمعني الدفاعي ، ونأباها حرب وجود بمعنى نفي الآخر أو العدوان عليه . نؤمن أن الوطن رحب واسع يتسع لكل أبنائه ، وأن سماء الله تظلل بزرقتها كل من خلق . نحن نعمل على رد الصائل بكل ما نملك من قوة وحزم وعزم ، لنضع (( الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ )) في بلدنا سورية . وحين توضع (( الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ )) لن تظلم أكثرية ولا أقلية ، بل لا ينبغي أن يكون في سورية أكثرية أو أقلية : فأمام القانون بشر متساوون . وأمام الله (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ..))
نحن لا نبشر هنا بمقولة : ( من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر ). نحن نبشر بالعدل على قاعدة أنه (( لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ...))
أرهقتنا منذ نصف قرن التعميمات الخاطئة ، ومنذ أيام كان بين أيدينا طيار يقال له (سني) يفتك بأطفالنا بلا رحمة ولا شفقة فهل منعه كونه سنيا من الظلم .، أو هل أعاننا هذا على استيعاب الدرس ..
هؤلاء الحثالة من السوريين الذين ترشحوا إلى مجلس الشعب ، وسط هذا الطوفان من الدم والتدمير واحتلال البلد ؛ لا يجوز أن ننظر إليهم بخلفياتهم الطائفية ونقومهم على أساسها أبدا ، هم أراذل الناس وفي كل تقلبات التاريخ وفي كل الأمم والشعوب كان في الناس أراذل . أهل الفجور من أصحاب العمائم الذين ما زالوا يروجون للظالم القاتل المستبد ، على أي خلفية غير خلفية السقوط يمكن أن نفسر تصرفاتهم...
الأخوة الكرد بكل ألقهم ومظلوميتهم لا يجوز أن يصادرهم نفر قليل وهم بعض لحمنا الحي ، ودمنا الفائر والمسفوك ظلما ...
الشريعة الإسلامية ، وليس شريعة حقوق الإنسان فقط ، والدين والعقل والمصلحة والمستقبل الجماعي كل أولئك يطالبنا أن نسقط المنطق الطائفي ، وأن نصادر منطق الأقلية والأكثرية ، وان نسير تحت راية وثيقة المدينة التي جمعت سكان طيبة فأوعت بدون تحيز ولا استثناء .. ..
كل أشرار العالم أوباما وبوتين وعلي خمنئي وبشار الأسد يلزوننا لزا ويؤزوننا أزا لنندفع في طريق الطائفية والفئوية البغيض لأنه الماء الذي يستطيعون الاستثمار فيه ، يدفعوننا إلى الطريق التي وصفها محمد رسول الله بأنها المنتة .
صلى الله على من علمنا الخير ...
وسيدنا محمد قائدنا للأبد ...
وسوم: العدد 664