حول تفوهات نتنياهو عن سلخ الجولان
الثورة ....ثورة تحرر وتحرير
لم تكن حكاية الاحتلال الرخي الذي دام نصف قرن لجولاننا الحبيب لتخفى على أحد من أبناء الشعب السوري الحر الأبي . منذ أول يوم للجريمة الخيانة في الخامس من حزيران 1967 ، ومنذ صدور البلاغ 66 عن سقوط القنيطرة المدبر المزعوم والشعب السوري يدرك حكاية الخيانة ظاهرها وباطنها حدها ومطلعها ، ولم تزده العقود الخمسة لهذا الاحتلال الرخي المديد إلا قناعة بالخيانة وخلفياتها ، والمؤامرة وتفصيلاتها وبنودها ...
وجاءت هذه الثورة المباركة بألقها الوطني ، وشعاراتها التحررية ، وتطلعاتها الإنسانية ؛ لتزيد علاقة الخيانة المريبة وضوحا وتأكيدا ، حيث الترابط الحميم بين المحتل المغتصب والمستبد الغاصب ، الذي وظف نفسه حاميا للمحتل ، مدافعا عن وجوده ، ساهرا على رخائه وبحبوحته ، قامعا لكل القوى الوطنية المتطلعة لمقاومته ، متصديا خلال نصف قرن هي عمر الاحتلال لكل إرادة ، تحرير ، أو مشروع مقاومة وإنقاذ .
خمس سنوات من عمر الثورة ، والموقف الدولي بكل تلافيفه ، والمشتق أصلا من الموقف الصهيوني ، يتمترس وراء حماية الدور الوظيفي للمستبد الغاصب، والمتمثل في توفير الأمن الوقائي للاحتلال ، وتجاهل أولوية مشروع التحرير إلا بالدعوى والادعاء . وإن ينس الشعب السوري فلن ينسى مطالبة صنو بشار الأسد وابن خاله وهو يستنجز المحتل الإسرائيلي ثمن الرعاية والحماية بقوله : أمن بأمن وسلام بسلام .
واليوم ، وإذ يتابع العالم مشهد انهيار نظام الاستبداد ، ويتأكد المحتل المغتصب أن أيام المستبد الغاصب قد باتت في سورية معدودة محدودة ؛ يبادر نتياهو إلى التلفظ بما صدر عنه من تفوهات يائس مأفون ، معتقدا كما يعتقد كل الطغاة أن قانون التاريخ يهذي كما يهذون ...
قد يصدق من يقول إن ( تفوهات نتنياهو ) بكل ما فيها من تبجح ووقاحة وغرور لا تستحق أن يلقي إليها العقلاء بالا ، في سياق ثوري يعصف اليوم بالمظلة التي خانت وهانت وسلمت الجولان وسكتت على احتلاله كل هذه السنين الطوال ..
ولكن حتى لا يسيء مسيء فهم الازدراء وتفسير الإهمال لا بد لكلمة الحق من حامل تواجه نتنياهو والذين ظللوا عليه وحموه : لن يكون بشار الأسد إلا الخطوة الأولى على طريق التحرر والتحرير ...
والجولان: بؤبؤ عين الشام ..
الجولان : منصتنا التي من فوقها نرقب القدس والأقصى وحيفا ويافا وعكا قاهرة المحتلين ...
وثورتنا جوهرها التحرر ومشروعها التحرير . وفي إطار الثورة ، ثورة التحرر والتحرير تسقط كل أقاويل : نشجب ونستنكر وندين.
وسوم: العدد 664