افعلي مثلها .. وانتظري الرد !
كان زوجها ، كلما ثار عليها ، وهاج وماج ، صرخ فيـها : هيا اجمعي ثيابك واخرجي من البيت ، فترد عليه بصراخ أعلى من صراخه : هذا بيتي ، ولن أخرج منه ، وإذا لم تكن مرتاحاً في العيش معي فاخرج أنت منه .
اتصلت الزوجة بصديقتها المخلصة لها ، الحريصة عليها ، أم أحمد ، وحكت لها ما يحدث من خلافات مع زوجها ، وطلبت نصيحتها .
قالت لها أم أحمد : إذا صرخ زوجك فيك طالباً منك الخروج من البيت فافعلي ذلك .
سألتها : ماذا تقولين ؟ أخرج من البيت ؟
قالت أم أحمد : نعم ، اجمعي بعض ثيابك ، وضعيها في إحدى حقائبك ، واخرجي من بيتك .
سألتها ثانية : ولكن إلى أين أذهب ؟ ليس لي إلا بيتي !؟
أجابتها أم أحمد : لا تذهبي إلى أي مكان . ابقي خارج باب بيتك ثلاث أو أربع دقائق ثم اطرقي باب بيتك ، وحين يفتح لك زوجك ويسألك لماذا لم تغادري قولي له برقة ولطف : ( إلى أين أذهب وليس لي في الدنيا غيرك ... أنت زوجي وأبي وأخي .. أنت أهلي جميعاً ) وانتظري الرد . سيكون رده عليك إيجابياً إن شاء الله .
فعلت الزوجة ما نصحتها به أم أحمد ؛ فتأثر زوجها بكلماتها التي قالتها له حين سألها عن سبب عدم مغادرتها ، وما كان منه إلا أن أخذ بيدها وأدخلها البيت في حنو ورفق وهو يحمل حقيبتها عنها .
تقول الزوجة : منذ ذلك اليوم توقف زوجي عن طرده لي من البيت ، فإذا تغاضبنا قال : سأخرج أنا من البيت .
سر نجاح هذه التجربة أن الزوجة لم تواجه زوجها متحدية له ، بل انحنت لعاصفة غضبه ، ووافقته على طلبه ، وعملت بالقدر الذي لا يأتيها منه ضرر ، فجمعت ما أمكن من ثيابها ، ووضعتها في حقيبتها ، فعلت هذا أمام زوجها الذي خفف من غضبه عدمُ تحدي زوجته له ، وانصياعها لأمره ، مع خشية في نفسه من خروج زوجته وهو يعلم أنه ليس هناك مكان يطمئن عليها فيه .
بعد استجابة الزوجة لأمر زوجها الغاضب بخروجها من البيت انطفأ قدر كبير من غضبه ، ولعله أُسقط في يده إذ لم يكن يتوقع أن تخرج زوجته من البيت ، فكانت هذه الاستجابة مفاجأة ذات اثر إيجابي .
وجاءت المفاجأة الثانية حين طرقت زوجته الباب وهي تظهر ضعفها وحيرتها في عبارة تؤثر في أشد الرجال ، وأكثرهم صلابة وقسوة : ( إلي أين أذهب وليس لي في الدنيا غيرك .. أنت زوجي وأبي وأخي .. أنت أهلي جميعاً ) .
أيتها الزوجات : افعلن ما فعلته هذه الزوجة ... وستنجحن بإذن الله كما نجحت .
وسوم: العدد 671