رسالتنا إلى أمة الصيام في شهر الصيام ...
أيها الشعث الغبر المدفوعون بالأبواب ...لا تنسونا من دعائكم
إخوة الإيمان والإسلام إخوة الصلاة والصيام ..
أهل الله عليكم شهر رمضان بالخير والبركة وبالأمن والأمان والسلامة والإسلام ، وجعله الله شهرا مباركا عليكم بطاعته ، وأعانكم وأعاننا على صيامه وقيامه والقيام بحق الله فيه ...
إخوة الإيمان والإسلام والصلاة والصيام ..
وهذا رمضان شهر القرآن التلقي والنزول ، والتلاوة والذكر ، فما ذكر الله في رمضان بمثل كلامه ، وهو شهر التدبر والامتثال للارتقاء إلى أفق : ( كان خلقه القرآن ) . هو رمضان شهر التقوى الخُلة الجامعة لكل خير ، النابذة لكل سوء وشر ، أعاننا الله جميعا على أداء حق هذا الشهر الكريم كما يحب ويرضى إنه سميع مجيب ...
إخوة الإيمان والإسلام والصلاة والصيام ...
وإن ما ينزل بأمتنا في هذه السنوات الشداد أمور عظام ، يبدي الشر ناجذيه لنا ، حتى وجدت أمة الهدى نفسها تعيش في ظل حقيقي لقول الله تعالى في محكم التنزيل (( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا )). الحقيقة التي طالما موّهوا وطالما دارى المدارون منا . وها نحن اليوم نواجهها عارية قبيحة مرفوعة على رايات أهل الشر بقضهم وقضيضهم في العراق وفي الشام وفي اليمن وفي كل مكان (( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ )) .
إخوة الإسلام والإيمان والصلاة والصيام ...
حقيقتان لا ينبغي أن تغيبا عن عقل مسلم مؤمن ولا عن قلبه ، في هذه الحرب الماكرة التي تدور على أهل الإسلام وبلاد المسلمين ، ويتوحد فيها أخلاط أهل الشر العالمي على نحو لم يسبق توحدهم على مثله على مر التاريخ .
الحقيقة الأولى هي أن كل ديار المسلمين موضوع على أجندة أهل الشر حسب سلم أولويات ؛ فإذا كانت المعركة اليوم في العراق والشام واليمن ، فهي في الغد حيث يقدر ويقرر الأشرار أن تكون . فالعراق والشام واليمن هي خندق الدفاع الأول عن باقي جزيرة العرب وعن مصر والسودان والجزائر وتونس والمغرب الأقصى بكل من فيه . علم هذا من علمه وجهله أو مارى فيه من جهله ..
والحقيقة الثانية هي أن كل المسلمين في هذه الحرب العوان الضروس مستهدفون ، وأولهم في الاستهداف العرب ، حملة رسالة الإسلام ، وحاضنوه ، ومبلغوه ، وممثلوه . الذين في بلادهم تنزلت كلمات الله ، وعلى ألسنتهم وبسواعدهم كان البلاغ . العرب الذين قهروا في أمسهم كسرى وقيصر يجتمع اليوم على حربهم كسرى وقيصر ويتابعهم على ذلك زعانف وأشباه .
وحين نقول إن كل المسلمين مستهدفون فإنما نقصد الجمع بغير استثناء ، العامة والخاصة ، الجمهور والنخبة ، الحكام ، من أولي البقية من قادة هذه الأمة ، والمحكومين . وإن كل ما يصرح به مسعرو هذه الحرب من التمييز ( الفئوي أو الطبقي ) بين أبناء هذه الأمة إنما هو مجرد تكتيك وقتي مرحلي. وحين ندرك أننا جميعا مستهدفون يكون المطلب أن نكون جميعا في ظلال قول الله تعالى في كتابه العزيز (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ )) وللقتال في هذا العصر صوره ومراقيه ومراميه.
إخوة الإسلام والإيمان والصلاة والصيام ...
وتوجهنا في هذا المقام أولا، إلى أولي البقية من قادة هذه الأمة وزعمائها وحكامها ، ممن استرعاهم الله أمر هذه الأمة وحملهم أمانة الحفاظ على وجودها ، وصون عقيدتها ، وحماية بيضتها ...
أما الشرح والتفصيل ، وبيان المخاطر والتداعيات فأصحاب المقام أدرى به ، وأقدر على تقديره ، ومعرفة مخاطره وتبعاته وتداعياته ؛إلا أن ما يمكن أن نفيض فيه في أجواء شهر الصوم وشهر الصبر وشهر الجهاد وشهر التقوى ..
إن أخطر ما نجح فيه أعداء الأمة الماكرون هو اصطناع معركة حقيقية ، وإن قامت على وهم ، بين أولي البقية من قادة هذه الأمة وبين نخبها وجماهيرها . حتى غدا صاحب القرار من قادة هذه الأمة إن رام جِدا في أمر صدق وجد نفسه وحيدا ( كساع إلى الهيجا بغير سلاح ) .
إن ثقة الرائد بأمته وشعبه وبمن يتولى مسئوليته هي ثقة شرطية منعكسة بكل تأكيد . وهي شرط أساسي من شروط النصر في أي معركة ، فكيف إذا كانت المعركة معركة وجود ومصير ..
ثم إن توجهنا ثانيا، في أفياء هذا الشهر الكريم ، إلى نخب هذه الأمة ممن يهمهم أمرها ، بل ممن يهمهم ( بقاؤها ) فالمعركة اليوم هي معركة وجود أحكمت فيها قوى الشر كما نراها ثم أطبقت ...
بأنه قد آن الأوان لنبذ التنابذ ، ورمي الفرقة ، والاجتماع على القواسم التي تصون وتجمع ولا تبدد أو تفرق . لقد آن الأوان ليلتزم الجميع بالقول السديد والمنهج الرشيد (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )) فالقول السديد هو عتبة منهج الرشيد ومقدمته ومدخله ، وأي صيام أعظم من صيام اللسان عن التنابذ بالإثم والعدوان ..
ثم الرسالة ثالثا في شهر رمضان لحملة رسالة رمضان ...
الرسالة إلى العلماء والدعاء الذين طالما علموا أن رمضان شهر الجهاد ، شهر بدر والفتح والقادسية والزلاقة وحطين وعين جالوت ..
الدعاة الذين علموا أن النصر مع الصبر ، وأن مع العسر يسرا ، وأنه لن يغلب عسر يسرين ليؤدوا رسالة رمضان حيث يجب أن تؤدى الرسالة ..
والرسالة رابعا إلى عامة المسلمين وخاصتهم
أيها المسلم فوق كل أرض وتحت كل نجم ...
إن الأمر ، أمر ما يحل بالمسلمين في العراق والشام واليمن ، لم يعد يحتاج إلى شرح وتطويل . وهاهي قوى الشر والكفر والعدوان والبغي يصولون ويجولون خلال ديار المسلمين . وها هو تحالف أهل الشر في كل يوم يتقوى ويزداد ويتسع ، ويوما بعد يوم تكشر عن أنيابها أفواه وتقمطرّ وجوه ..
إخوة الصلاة والصيام ...
تعلمون أن لكم في صيامكم إخوة يرابطون في سبيل الله فإن استطتعم أن تبروا صومكم بسهم تريشونه ، أو بلقمة فيها لمجاهد أو لمن خلفه بلغة فلا تبخلوا (( وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ)) وإنكم قد ( من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا ...)
أخي الصائم ...
أخي الصائم لا توكل بأخيك المسلم المنظمات الدولية ، والتي تسمى زورا بالإنسانية ، فها نحن نستحيي ان نخبرك ونحن في شهر العفاف ، ماذا حملوا إلى أهلك في داريا بين يدي شهر الصيام !!
أخي الصائم ..
ومن تمام الركن في القيام بحق الله سهما في جهاد وتعاونا على بر ومعروف أن تسعى لإيصال الحقوق إلى الأحق والأولى من الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف وهم اليوم في العراق والشام واليمن الجماء الغفير ...
أخي الصائم ..
ومن معاني حديث من فطّر صائما أن تضم كل يوم إلى مائدة فطرك صائما عن بعد فتفطره .. صائما لا يجد اللقمة ولا البلغة ، ولا جرعة الماء و لا شق التمرة ويجمع إلى الجوع والمسغبة انه أرملة أو يتيم وخائف وابن سبيل .جزء من جهادك أن تعرف طريقك إليه وإن كره الأبالسة والمجرمون .
إخوة الصلاة والصيام والجهاد ..
أنتم أيها القابضون على الجمر من أهل العراق والشام واليمن ..
أيها الرجال الميامين الأبطال في الفلوجة وفي الأنبار في الغوطة وفي حمص وحلب ودير الزور في تعز وفي الشمال والجنوب ..
تقبل الله جهادكم وصومكم وثبت أقدامكم وأنزل السكينة على قلوبكم وألزمكم كلمة التقوى وجعلكم أهلها والأحق بها ..
اللهم تقبل الشهداء وشاف الجرحى وفرج عن المعتقلين والأسرى .
ثم النداء إليكم أيها المستضعفون ...
إلى الرجال والنساء ، إلى المقهورين والمعتقلين والمشردين إلى الثكالى والأرامل والأيتام ...
اعفوا عمن خذلوكم ، تسامحوا مع من تشاغلوا عنكم ، وتولوا أمركم ثم غفلوا عنكم وأمة الإسلام كل أمة الإسلام اليوم تنتظر دعوة صالحة منكم وتذكروا مكانتكم ( رب أشعث أغبر ذو طمرين مدفوع بالأبواب لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره )
أيها الشعث الغبر المدفوعون بالأبواب هذا أوان تقسمون فيه على ربكم : ( اللهم فرج كرب المسلمين )
(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))
وسوم: العدد 671