انتخابات باطلة غايتها شقاء أهل الكنانة
انتخابات باطلة غايتها شقاء أهل الكنانة
ولا بديل لها غير خلافة تعيد الكنانةَ عزيزةً كريمةً مصانةً
مصطفى هاشم زايد
خبر وتعليق
الخبر:
نقلت جريدة "المصرى اليوم" في الثلاثاء 20/05/2014م تصريحات الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية والتي وصف بها فتاوي مقاطعة الانتخابات بالشاذة، وأنها تتلاعب بالنصوص والأحكام الفقهية وتوظف الدين لخدمة أغراض سياسية وحزبية. كما أكد أنها تفتقد للأسانيد الشرعية وتخالف منهجية الوطنية والإيجابية التي يدعمها الإسلام باعتبارها تسهم في تحقيق الهدوء والاستقرار للبلاد والعباد.
التعليق:
عجب العجاب أن يخرج علينا من يفترض فيهم إحاطتهم بالعلم الشرعي بمثل هذه البيانات والتصريحات التي قد لا تقبل من آحاد الناس. فرغم إعتراضنا على أسباب ومسوغات البعض لتحريم المشاركة في هذه الانتخابات والدعوة إلى مقاطعتها، إلا أننا نتفق على حرمتها، كونها ليست على أساس الاسلام بل على أساس الديمقراطية التي يحرُم أخذها أو العمل بها أو الدعوة إليها، وأنها تؤسس لنظام جمهوري يجعل السيادة للبشر لا لرب البشر. فكيف تكون الدعوة لمقاطعتها شاذة؟! وبماذا نسمي الدعوة إلى المشاركة فيها؟!
إن الانتخابات يا فضيلة الدكتور هي عقد وكالة وهي مباحة ما لم تكن على حرام، وأي حرمة وأي جرم أكبر من وكالة للحكم بغير ما أنزل الله؟، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً) ثم سؤال آخر لفضيلته: من الذي يتلاعب بنصوص الشرع، أهو من يدعو الناس إلى المشاركة في باطل، أم من يدعوا لمقاطعته؟! مع تحفظنا على دعوات المقاطعة من أجل ما يسمى بالحفاظ على الشرعية، والواجب شرعا ليس المقاطعة فقط بل المطالبة بإقامتها خلافة على منهاج النبوة.
إن السياسة يا فضيلة الدكتور وكما تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم هي رعاية شؤون الناس على أساس الإسلام وهي تشمل محاسبة الحكام وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وأطرهم على الحق أطرا، ولا يجوز فصل الإسلام عنها بحال كما يفهم من سياق تصريحاتك، بل يجب أن تكون العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة وأساس الدستور وسائر القوانين فيها. وإلا فماذا نفعل بقوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً)، والذي يفهم منه وجوب تحكيم الإسلام كاملا شاملا غير منقوص، وهذا لا يكون إلا بخلافة على منهاج النبوة.
ثم ما هي الوطنية؟، ومتى حثنا الإسلام عليها؟، ولماذا لم نرى لها أثرا في علاقة الرسول بعمه أبي لهب ولا بأبي جهل؟! وهل جعل رسول الله الوطنية أساساً للعلاقات بين رعايا الدولة الإسلامية أم جعل الإسلام هو الرابط الوحيد؟!، ثم لم أعلن رسول الله الحرب على أبناء وطنه مكة؛ في فتح مكة؟! ألم يجعل رسول الله الإسلام وحده هو الأساس في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار لا الوطنية النتنة العفنة؟! أليس كل ذلك دليلاً على أن الوطنية لا اعتبار لها في الشرع الحنيف؟!... ثم من أين يأتى الإستقرار مع إفقار الناس وتجويعهم ونهب ثرواتهم وتركيعهم لعملاء الغرب؟! وهل يمكن تحصيل استقرار بغير عدل؟! وهل هناك عدل غير عدل الإسلام ؟! إنه لا نجاة لمصر ولا غيرها من سائر بلاد الإسلام إلا بعودة عدل الإسلام المتمثل في تطبيق أحكامه في دولة الخلافة.
والعجب الأكبر أن نرى من يفترض فيهم حمل الدعوة إلى مقاطعة هذه الانتخابات وغيرها وأن يكونوا أعلاما للأمة يرشدونها إلى العمل الحثيث لإقامتها خلافة على منهاج النبوة، تعيد الأمن والاستقرار وترسي العدل وتعطي كل ذي حق حقه، عوضا عن ذلك نراهم يقومون بتنفيذ مخطط الكافر المستعمر وعملائه ووكلائه في بلادنا ويضفون الشرعية على أفعالهم أمام البسطاء من أهل الكنانة.
إن الذي يحقق الأمن والاستقرار ويعيد الهدوء ويرسم مستقبل هذه الأمة يا فضيلة الدكتور هو أن يحكمها الإسلام كاملا شاملا من خلال دولة خلافة تحقق العدل المطلق وتجعل من العقيدة الإسلامية أساسا لتفكير الناس وتطبق ما انبثق عنها من أحكام تشمل جميع جوانب الحياة. بهذا فقط تعود للكنانة مكانتها وعزتها كما كانت حامية للأمة من أعدائها على مر التاريخ.
وإننا ندعوك ورجال الأزهر يا فضيلة الدكتور إلى تبني مصالح الأمة وتبني مطلبها والذي هو تحكيم الإسلام من خلال خلافة على منهاج النبوة، وأن تطالبوا أبناء مصر بالعمل لها والمطالبة بها والالتفاف حول المخلصين العاملين لها ورفع رايتها، بدلا من مطالبتهم وحثهم على المشاركة في هذا الباطل.
فأنتم أولى من غيركم به فكونوا سباقين له، وأعلموا أن الأمر بين شقين إما أن تحمل مشروع الإسلام أو تحمل مشروع الغرب الكافر المستعمر، فلا تخونوا أمتكم و تصطفوا في صف الكافر المستعمر وعملائه وكونوا في صف أمتكم. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، كونوا كالأوزاعي والعز بن عبد السلام سلطان العلماء وكسائر علماء الاسلام الربانيين ولا تخشوا في الله لومة لائم. وأعلنوها لله خالصة تنالوا عز الدنيا وكرامة الآخرة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).