ماذا تريد أمريكا منا ؟؟؟
أمريكا ذات التاريخ الأسود .. والتي كونها .. وشكلها .. عصابات إجرامية ، أُطلقوا من سجونهم في أوربا ، ليذهبوا مع كولومبس في رحلة اكتشافها ..
وبمجرد أن حطوا رحالهم على أرضها .. أخذوا يستأصلون شأفة سكانها الأصليين .. حتى أبادوهم على بكرة أبيهم في سنوات معدودة ..
ومن ثم توارثت الأجيال التالية في أمريكا .. جينات الإجرام .. والقتل .. والتلذذ بسفك الدماء منذ تلك الأيام..
وأول تطبيق لهذه الهمجية الإجرامية في العصر الحديث .. كان في إلقاء القنابل النووية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان .. نهاية الحرب العالمية الثانية .. وقتلوا فيهما مئات الآلاف من سكانها ..
وكان الهدف من هذا التصرف المتوحش .. الضاري ليس فقط لإرغام اليابان على الإستسلام .. وإلحاق الهزيمة بها .. وإنما لإشعار دول العالم أجمع بسطوتها .. وجبروتها .. وطغيانها .. كي تخاف منها .. وتخضع لسلطانها .. بالرغم من وجود قوة توازيها وتكافئها في ذلك الوقت هي : قوة الإتحاد السوفياتي ..
ومع هذا استطاعت .. أن تخضع اليابان لسيطرتها .. وترغمها على معسكرة جنودها على أرضها بشكل أشبه بالإحتلال والإستعمار اللطيف .. الهادئ ..
وكذلك استطاعت أن تقهر ألمانيا .. وتحتلها بعساكرها حتى الآن .. وتجعل حاكمها .. عبارة عن مستشار لدى أمريكا أيضاً ..
وبعد ذلك تتابعت فصول إجرامها .. وبغيها في الحرب الكورية .. التي دامت سنوات عديدة انتهت بتقسيمها إلى قسمين الجنوبية خاضعة لنفوذها .. والشمالية شيوعية .. متمردة ..
ومن ثم الحرب الفيتنامية .. التي سفكت فيها دماء كثيرة .. وأزهقت أرواح بشرية كثيرة .. ورسخت .. وثبتت تقسيمها إلى جزئين شمالي وجنوبي ..
وبعدها جاءت حرب الخليج في عام 1990 فأرسلت أساطيلها .. وقواتها الجبارة .. بحجة إخراج العراق من الكويت .. وأخذت تقذف العراق بكافة أنواع القنابل .. لمدة أكثر من شهر أهلكت الحرث والنسل ..
ثم جاءت إلى أفغانستان في عام 2001 واحتلته .. وقتلت .. ودمرت لسنوات عديدة .. قبل أن تحتل العراق في عام 2003 وترتكب فيه من الفظائع الشيء المخيف .. بالتعاون مع إيران وميليشياتها المجوسية ..
وأخيراً جاءت ثورات الشعوب العربية المفاجئة لأمريكا .. فسارعت إلى استخدام أجهزتها الماكرة الخبيثة .. الإستخباراتية .. ومراكز الدراسات الإستراتيجية .. وغيرها لاحتوائها .. والعمل على إجهاضها .. ومنع انتشارها إلى البلدان الأخرى .. والقضاء عليها بأي وسيلة .. فاستخدمت مع كل بلد .. الوسيلة المناسبة له .. مع التعاون .. والتنسيق مع عملائها .. وأذنابها لتصفية الثورة ..
واستطاعت أن تنجح بدرجات متفاوتة .. في كل بلد قامت فيه الثورة ..
وأوقفت المد الثوري .. وحصرته في المناطق التي ظهر فيها .. مع أن آمال الناس .. وأحلامها .. كانت تتطلع إلى امتداده إلى جميع البلدان العربية ..
ومفهوم النجاح ليس بالضرورة السيطرة على الوضع .. وإنما بمنع الثورة من تحقيق أهدافها .. أو إعادة طاغوت آخر للحكم ..
وقد تحقق فعلاً في مصر .. حيث عاد طاغوت آخر أشد توحشاً .. واستبداداً من السابق ..
وكذلك في تونس عاد الوضع إلى ما كان عليه .. مع شيء من التعديل ..
أما في سورية .. وهي التي شغلت بال العالم أجمع .. لأكثر من خمس سنوات .. وجعلت كل القوى الكبرى والصغرى تتدخل فيها .. وتشارك في طرح الحلول .. بعد أن ادعوا – زوراً وبهتاناً – أنهم أصدقاؤها .. ومحبوها .. ونظموا لها أكثر من خمس مؤتمرات دولية لدعمها..
ولكن أمريكا الخبيثة .. الماكرة ما كانت تستخدم هذه المهرجانات .. والإستعراضات .. إلا للتلهية .. والضحك على الشعب السوري ..
ولكن ماذا تريد أمريكا بالضبط منا ؟؟؟
أولاً : إنها تريد المحافظة على نظام الطاغوت الأسدي .. أكثر مما تريده روسيا وإيران !!!
للأسباب التالية :
1- إبقاء الشعب السوري في سجن العبودية .. مما يضمن قتل .. وتدمير كل الإبداعات وكل الكفاءات العقلية .. وكل الإمكانيات الفكرية التي يتمتع بها الشعب ..
فأمريكا ليس لديها مانع أن تظهر إبداعات .. وابتكارات .. واختراعات لدى اليابان ولدى الصين .. وفي أوربا .. وأمريكا الجنوبية .. وفي أي بلد في العالم .. طالما أنه غير مسلم ..
ولكن أن يظهر في بلد مسلم عربي .. وعلى حدود إسرائيل .. فهذا خط أحمر لا تقبل به أبداً ..
2- إنه يضمن لها المحافظة على أمن وسلامة إسرائيل لتنعم بالراحة .. والسلام .. والإطمئنان .. ورفاهية الحياة .. ورغد العيش ..
3- المحافظة على الأنظمة الطاغوتية العربية .. وإبقاء الشعوب العربية كلها .. في حالة سبات دائم .. ليس لها من اهتمامات في الحياة الدنيا .. سوى الجري وراء الشهوات والملذات..
ثانياً : تريد تشكيل ميليشيات سورية خاضعة لها .. لمحاربة الثوار .. والمجاهدين .. ومنعهم من اسقاط النظام الأسدي ..
وللأسف العميق .. فقد استطاعت بعد جهد جاهد من العمل المتواصل لخمس سنوات .. أن تعثر على نفوس مريضة .. ومخلوقات بلهاء .. عديمي الدين .. والأخلاق .. والقيم وفاقدي حب الوطن .. والأهل .. والعشيرة .. وفي أرض انطلاقة الثورة ..
فشكلت منهم ميليشيات في حوران .. أطلقت عليها إسم ( الموك ) ..
ثالثاً : تريد تشكيل ميليشيات كردية .. ليس حباً في الأكراد .. ولكن لمحاربة الثوار والفصائل المجاهدة .. وتمكنت أيضاً بخبثها .. ومكرها .. ودهائها أن تضحك على الأكراد .. وتمنيهم بتحقيق حلمهم في تشكيل دولة خاصة بهم .. في الشمال السوري فشكلوا ما يسمى ( قوات سورية الديمقراطية ) ومعظمها من الأكراد .. مع قليل من العرب والسريان .. للتمويه .. والتضليل ..
رابعاً : تريد القضاء على التنظيمات المتطرفة والتي تسميها ( إرهابية ) مثل داعش والنصرة وغيرها .. بحجة أنها تشكل خطراً على النظام الأسدي .. وعلى الأمن القومي لها ولأصحابها .. وأحبابها .. وبالحقيقة هي تريد القضاء على كل تنظيم جهادي ..
خامساً : تريد أن تطلق يد روسيا .. لتفعل ما تشاء في سورية من تقتيل وتدمير .. فهذا يوفر عليها .. قواتها .. وعتادها في التخلص من أعدائها ..
لأن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الإفريقي الزنجي أوباما .. وجدت أن خير وسيلة في القضاء على أعدائها .. هو استخدام أعدائها التقليديين .. في تولي هذه المهمة .. فتتخلص منهم جميعاً .. وتوفر زج جنودها في أتون الحرب .. كما كان يحصل سابقاً .. مع تحقيق نفس النتيجة ..
وسادساً : تريد إطلاق يد إيران .. وجميع المليشيات الصفوية .. للقيام بمهمة قتل المسلمين .. ليس المتشددين فحسب .. وإنما جميع من يُطلق عليه ( مسلم ) حتى ولو كان فاسقاً .. أو علمانياً ..
سابعاً : تريد استمرار نزيف الدم في الشام .. والعراق خاصة .. وفي البلدان التي قامت فيها ثورات التحرر من الطغاة عامة .. لتحقيق هدفين :
1- الإنتقام من الشعوب الراغبة في التحرر من العبودية .. وإرسال لها رسالة عملية قوية وصريحة ( بما أنكم خرجتم على حكامكم .. فأنتم تستحقون القتل .. ليس من حكامكم الذين ذهبوا .. ولكن منا .. نحن الذين نضع حكامكم .. فخذوا جزاءكم .. وتحملوا نتيجة عملكم ) .
2- تخويف .. وترهيب الشعوب المجاورة .. بإرسال رسالة أخرى قوية .. وعملية إليها تقول : ( إياكم .. ثم إياكم أن تخرجوا على حكامكم .. انظروا إلى حال الذين خرجوا .. كيف لاقوا جزاء عملهم .. هل تريدون أن تُقتلوا .. وتُدمر بيوتكم .. وتتشردوا في الأرض ؟ ) .
هذا ما تريده أمريكا منا ..
وقد نجحت أيما نجاح .. هي وحلفاؤها .. وشياطينها في تأجيج الصراع العنيف .. بين مكونات شعوب المنطقة جميعاً .. ونشر الفوضى .. واستمرار القتل .. وتكبيد الناس معاناة الآلام .. والأحزان .. والأوجاع .. لإرغامهم على الإستسلام .. والرجوع إلى قمقم العبودية ..
والذي يدعي أن النظام العالمي .. قد فشل في حل مشكلة سورية هو : واهم .. ساذج .. سطحي التفكير والإدراك ..
ولكن هل سيتحقق مراد أمريكا ؟
على المدى القريب :
الجواب : نعم ..
فقد يستمر القتل والخراب .. لسنوات عديدة غير محدودة ..
على المدى البعيد :
الجواب : لا ..
لأن الأمة المسلمة إذا استيقظت .. لن ترجع إلى النوم .. حتى تحقق مرادها بالنصر .. وتحرير الناس من العبودية للطاغوت .. وإقامة دولة الإسلام ..
ليس على طريقة داعش .. التي ما هي إلا فقاعة .. وستختفي من الوجود حتماً .. ويقيناً
وإنما على نهج النبوة .. والخلفاء الراشدين الأبرار ..
وسوم: العدد 672