الإرهابي ابن جولدشتاين يقتل المصلين في صلاة الفجر
فجر يوم الجمعة الموافق الخامس عشر من رمضان المعظم، عام أربعة عشر وأربعمائة وألف، الموازي للخامس والعشرين من الشهر الثاني الجريجوري (فبراير/ شباط) سنة أربع وتسعين وتسعمائة وألف، حدثت ثلاث مذابح في مذبحة واحدة، شارك فيها الجيش الصهيوني، ومستوطنو (كريات أربع)، وقد سجلت وكالات الإعلام العالمية هذه الجريمة التي راح ضحيتها تسعون شهيداً، وأكثر من مائتين وخمسين من الجرحى، أكثرهم كانوا يؤدون صلاة الفجر، داخل المسجد الإبراهيمي.
وقد تلوثت يدا الضابط الأمريكي الصهيوني المتطرف باروخ جولدشتاين بدماء هؤلاء المصلين الآمنين، في بيت الله تبارك وتعالى، في الأرض المقدسة.
وجولدشتاين طبيب متطرف عصابي، يهودي الديانة، صهيوني الهوى، عنيف السلوك، أمريكي الجنسية، كان قد هاجر إلى فلسطين قبل ذلك بأحد عشر عاماً، وأقام بمدينة خليل الله إبراهيم عليه السلام. وقد صرح قبل المذبحة بأيام في حوار له مع إحدى الصحف بقوله: "هناك وقت للكشف، والعلاج في العيادة، وهناك وقت للقتل.. إننا نغش أنفسنا عندما نفكر بإمكانية التعايش مع العرب!
كان هذا ما يردده، ويعرفه عنه كل من يعرفه.
وقد تكاثر عليه المصلون وقتلوه، فأصبح بطلاً عند المتطرفين الصهاينة؛ وخصوصاً لدى الشريحة الصهيونية المتدينة منهم، ويقام احتفال على شرفه في كريات أربع التي دفن فيها.
وتوجد شريحة كبيرة تترحم عليه، وتعده بطلاً قومياً..
يقول المستوطن (اللص) تيرن فولك عن المذبحة التي قام بها باروخ: "إنه عمل عظيم ومهم"، وينشر التلفزيون الإسرائيلي على لسان الربى بن يوسف "إنها هدية أرسلت لنا في عيد البوريم"، وعيد البوريم هو عيد الانتقام من العرب.
أما المتحدث الرسمي لحركة كاخ المتطرفة برغام فيدرمان فيقول : "نحن نطأطئ الرؤوس أمام القديس البطل الدكتور باروخ جولدشتاين".
- وفي تحقيق صحفي في إحدى مدارس الكيان الصهيوني – مدرسة الدنمارك – نـشر في إحدى الصحف، تقول نيز عزرا - 17 سنة – "لقد كانت مهمة مقدسة.. كان ينبغي أن يأخذ معه قنابل يدوية".
- وتقول سيلفان ساسون زميلتها: "إنه عمل بطولي.. إنه قديس".
- بينما تقول عيليزار كوهين: "يجب أن يفعلها مستوطنون آخرون".
هذه هي ثقافة المجتمع اليهودي.. وعلى هذه الأفكار يتربون، وبالمقابل نحن - كأمة هي خير أمة أخرجت للناس – كان لنا بعد المذبحة موقفنا البطولي المشرف الذي ينبغي يكتب بحروف من نور، فقد انتفخت أوداج الأمة الإسلامية بعد المذبحة غضباً - كما انتفضت بعد دير ياسين، وعين الحلوة، وقانا وجنين وغزة وغيرها - وامتلأت صحفها بالاستنكار والشجب، والتنديد والشتم، وكتبت عشرات القصائد، ودبجت المقالات والصفحات، وقامت بعض المهرجانات الاستعراضية، والحركات لمسخراتية، ما تمخض عن كمية من الهراء والخواء والسخافة تكفي للنوم عشر سنين،
ولا تزال الأمة نائمة، حتى مائة إشعار آخر.. ونوم العوافي يا أمة!
ولعل وقفة تحسن هنا في شكل سؤال: ماذا لو قال رجل إن ابن لادن أو الظواهري أو الإسلامبولي أو شكري مصطفى قديسون وشهداء وأبطال.. ماذا سيقول العالم؟
وماذا سيقول العرب؟
وماذا سيقول المصريون والسعوديون؟ وماذا ستقول عائلاتهم؟!
وسوم: العدد 673