ثورة الأخلاق عامل رئيسي في نجاح ثورة السلاح....
عزيزي القاريء
اذا أردت ان تسيطر على الامه فدمر أخلاقها .
فعندما غادرنا الاتحاد السوفيتي القديم كان يومها مسلحا حتى اسنانه بالسلاح فانتهى اخلاقيا قبل ان ينتهي سياسيا.
الولايات المتحدة تملك قوة عسكرية باستطاعتها ان تدمر العالم عشرات المرات . ولكنها لم تعد تفكر بهذه القوة العسكرية فهي تسعى اليوم لعقد صفقات غير اخلاقية ليبقى لها نفوذ ليس بمفردها بل مشترك مع غيرها .
النظام السوري كان له سياسة واضحة للسيطرة على الحكم للأبد ، هذه السياسة ترتكز على تدمير اخلاق الشعب السوري حتى يبقى مسيطراً .
هناك مدرسة خاصة وعلم قائم بذاته لهذا الفن تم تدريب مخابرات الأسد عليه طيلة خمسين عاما ونجح مع الأسف في تدمير الأخلاق بنسبة كبيرة.
تدمير الأخلاق هو فن واستراتيجية للنظام الأسدي
فالقوانين موجودة في كتب أنيقة ولكنها على الرف
وليعمل الشعب ما بدى له فقط على ان يكون بعيدا عن السياسة .
فبلديات النظام أضحت موسسة لجمع الرشاوي لتنفيذ المخالفات فقط ولتصبح المدن شوربة.
ووزارة الأوقاف تجمع رجال المخابرات المعممين فقط في وزارتها ويرأسها رجل مخابرات يعلم النفاق والشقاق قبل الأخلاق .
لا يهم كم جامعا أقاموا وأناروا مآذنها بالفلورسانت الأخضر الجميل وخدعوا السوريين بها ، ولكن المهم من هو الذي يقف على المنبر .
والجمارك أصبحت احدى أدوات النظام لادخال ما تشاء اذا كنت على علاقة مع رجالات النظام ومخابراته.
ووزارة الصناعة تمنح التراخيص ليس لصاحب المشروع الناجح بالجدوى الاقتصادية فوزارة الصناعة توقع على الموافقة فقط بناءا على موافقة المخابرات
والأمن لا يهمه تشويه منظر المدن (بالطرطيرات ) ليلا المصطفه على جوانب الارصفة في الشوارع الراقية طالما أصحابها يجتمعون على الارصفة ليس لتناول مواضيع سياسية بل لتناول الاراجيل واللعب بالطاولة والورق حتى الصباح .
ولايهم كيف ينجح الطلاب بل المهم ان يتم دفش اتحاد الطلاب وشبيبة الثورة في الامتحانات باي طريقة حتى ولو وضع أفراد عصابة الشبيبة مسدساتهم فوق مقاعد الامتحان.ثم يرسل هؤلاء الى بلدان الرفاق ليحصلوا على الدكتوراه .
اعزائي القرّاء
النظام قال للشعب باختصار :
تريد ان تصبح مليونيرا او مليارديرا أهلاً وسهلاً بك كل ما عليك هو ان تطرق باب المخابرات ثم وطد علاقاتك مع اسيادهم وبعدها أعقد صفقاتك معهم ،
اما موافقة الوزارة المختصة فستصلك عن طريق رئيس الفرع معطرة .
فالشريف تحول الى قطع نادر في سوريا واصحاب المشاريع الوطنية التي ستبني البلد اضمحلوا وغادروا وطنهم الى بلدان تلقفتهم فخسرهم الوطن ونجحوا خارجه،
فتحولت مدننا ليلا الى أرتال من السيارات من نوع شبح تضع صور السيد الرئيس على نوافذها وبعدها قد سيارتك كما تشاء وكيفما تشاء باتجاه السير او بعكسه برخصة او بدون رخصة كل ذلك لايهم ، الذي يهم ان والد من يقود سيارة الشبح شريك لقيادات المخابرات وسهرات الطاس والكاس معهم ،
إذن استطاعوا تغيير تركيبة المجتمع ليضمنوا ان كل شيء يتحرك وفق ما خططوا له ولسان حالهم يقول :
افعل ماتشاء وإياك ان تقرب السياسة وحل امورك عن طريق المخابرات تنجح في حياتك وتضمن مستقبلك ومستقبل عائلتك .
وقامت الثورة ضمن هذا الواقع الموءلم وحمل الشرفاء راية الثورة وخاف اصحاب الامتيازات المخابراتية على أنفسهم وما أكثرهم وأخذوا معهم كل الفاسدين وما أكثرهم ووقفوا مع نظام الفساد يحاربون الثورة بكل الفنون التي تعلموها من اسيادهم .
اعزائي القرّاء
لاشك ان الانتصار قادم باذن الله ، وان تأخر لعوامل عديدة ولكن الفساد احد العوامل الرئيسية في تاخر نجاحها .
النظام عمل خمسين عاما لافساد الشعب ونجح مع الأسف بنسبة لا باس بها في ذلك ،
الثورة اليوم هي سلاح بيد الشرفاء والوطنيين وهم العمود الفقري لسوريا وسينتصرون باْذن الله ولكن الثورة الحقيقية ستبدأ بعد النجاح العسكري ، انها ثورة اخلاق وهي الثورة الحقيقية ،،،
انها ثورة صعبة
ولكنها هي الجهاد الأكبر .
مع تحياتي ..
وسوم: العدد 676