هل يشارك الغرب بها بحرب الإرهاب على الإسلام ؟
برلين تعتبر الحوادث التي مرت على المسلمين بشكل خاص واوروبا بشكل عام عصيبة للغاية ستتمخض عنها نتائج لا احد يعرف خطرها . فالحرب من اجل الحرية والكرامة في سوريا مستمرة منذ اكثر من خمسة أعوام وصل شهداء هذه الحرية الى اكثر من مليون نسمة وتشريد اكثر من عشرة مليون نسمة اضافة الى هدم المدن والبطش ، فالنظام السوري يستعين بابادته الشعب السوري بالفرس والروس ، والسعودية التي تسعى لحماية حدودها وأمنها تعيش في حالة حرب مع جماعة الحوثيين أداة الفرس الذين يحاولون بسط سيطرتهم على منطقة الخليج العربي عبر اليمن ، والعراق دولة فاشلة منذ الاحتلال الامريكي له يعيش بأجواء الحقد والعداء الذي زرعته الادارة الامريكية بين اطياف الشعب العراقي وساهمت بدعم ايران فرض تاثيرها السياسي والديني على العراق من خلال محاباة الشيعة على اهل السنة والحقد بين المسلمين العرب والاكراد .
ساهم تنظيم / الأبالسة / الذي يُطلق عليه / الدولة الاسلامية / الذي برز على الساحة في سوريا والعراق بزعزعة أمن منطقة الشرق الاوسط بأكثر من ذي قبل ، فالتنظيم ولادة امريكية أسند البيت الابيض تربيته الى ملالي ايران ونظام سوريا ، على حد تأكيد خبراء الارهاب في اوروبا وغيرها ، فالتنظيم طابور الغرب وفارس بلا منازع ، فالهجوم الاخير الذي استهدف الحرم النبوي في وقت سابق من شهر حزيران / يونيو المنصرم أثبت براءة التنظيم المذكور من الاسلام ، والانقلاب الفاشل الذي استهدف حكومة العدالة والتنمية التركي ومحاولة الاطاحة برئيس تركيا رجب الطيب اردوغان مساء يوم الجمعة من 15 تموز / يوليو لم يكن ليتم لولا أصابع خفية لواشنطن وموسكو وطهران وتل ابيب ونظام دمشق والضغوط والافتراءات التي تتعرض له تركيا كما استغل الذين ارادوا الاطاحة بالحكم بتركيا إدانة البرلمان الالماني دولة الخلافة الاسلامية العثمانية بمجازر وتهجير الارمن عام 1915 ، كل هذه كانت وراء محاولة الانقلاب على الشرعية بتلك الدولة ، فبالرغم من فشله جراء رفض الشعب التركي له بكافة فئاته وتصريحات الرفض التي أتت من برلين مباشرة الا ان جميع ما جرى في السعودية وتركيا اضافة الى فرنسا محاولة يائسة لانشاب حرب بين الاسلام والغرب على حد تحذيرات الذين راقبوا عملية الانقلاب الفاشلة والذين يراقبون الاعمال الارهابية التي تقع في السعودية بين الحين والاخر .
السعودية مثل قطر وتركيا تتعرض لاتهامات من المعادين للاسلام فالاصوات التي تطالب الحكومة الالمانية بعدم ارسال اسلحة لتلك الدول والتهديد بسحب الفرقة العسكرية الالمانية من تركيا بحجة تمويلهم للارهاب انما جزء من الدعايات التحريضية على تلك الدول لمواقفها تجاه الشعب السوري وقلقها على امن المنطقة . كل هذه مقتبسة من تنبؤات قائد فرق حلف شمال الاطلسي / الناتو / السابق جون كالفين الذي اكد بآخر موتمر صحافي عقده عام 1989 في بون وبروكسل انتصار / الناتو / على حلف / وارسو / والعداء التقليدي بين الغرب والاسلام سيعود الى الواجهة من جديد وتحذير المفكر الامريكي صموئيل هونينغتون بمعهد الفريد هيرهاوزين بفرانكفورت عام 1993 الى حرب ستقع بين الثقافات ليؤكد اندلاعها ببرلين عقب حوادث 11 ايلول / سبتمبر من عام 2001 . ألم يدعو الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الابن / عقب تلك الحوادث الى حرب صليبية جديدة اول طلائعها بكابول واخرها بالبيت الابيض وتأكيد زعيم الفاتيكان السابق بينيديكت السادس عشر بمحاضرته التي القاها في شهر ايلول من عام 2006 في جامعة مدينة ريجنسبورج بان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يأت الا بالعنف مقتبسا فقرته تلك من كتاب / الاسلام / للاسقف الالماني من اصل لبناني تيودور خوري داعيا الى التحذير من الاسلام ؟ ألم يحذر قائد الجيش الالماني السابق كلاوس نويمان الذي يشغل عضوية هيئة خطط رئاسة / الناتو / العسكرية من مغبة اعلان وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان من قيام تحالف عسكري اسلامي لمواجهة الارهاب على انه تحالف عسكري اسلامي ضد الغرب ؟
هذه الافتراءات كانت وراء خروج وزير الخارجية النرويجي بورج برينديه عن صمته لينتقد الدعايات الخبيثة التي تقف وراء ظهور قوة القوميين المتطرفين باوروبا بمساعدة الاوروبيين انفسهم مؤكدا بمحاضرة القاها بجامعة هومبولدت البرلينية في وقت سابق من شهر آذار /مارس عام 2016 الحالي اخطاء يرتكبها الاوروبيون تجاه الاسلام وحقوق وارادة الشعوب اذ أوضح ، بأنه اذا ما أساء احد الى الاسلام باوروبا ندافع عن ذلك برأينا انه من حرية الرأي منتقدا مواقف وزيرا الخارجية الالماني السابق جويد فيستفرفيله / توفي في وقت سابق من عام 2016 / الحالي ووزير الخارجية النمساوي الحالي سباسيتان كورتس اللذين أكدا رفضهما تسليح المعارضة السورية جراء قلقهما من استعادة الاسلاميين القدس اثر استعادتهم دمشق من بشار اسد معتبرا ذلك ضمن الحرب الخفية الاوروبية على الاسلام .
وفي محاضرته التي القاها هذا اليوم الاحد 17 تموز / يوليو بمعهد العلوم الاوروبية ببرلين أكد وزير الدولة السابق للشئون الثقافية / حكومة سابقة للمستشار جيرهارد شرودر / رأى ميشائيل ناومان الذي يشرف حاليا على صحيفة / دي تسايت – الوقت / الاسبوعية ان الانقلاب الفاشل الذي وقع بتركيا قبل يوم امس الجمعة كان جراء المخاوف من قوة تركيا والسعودية وغيرهما على الامن والسلامة الاوروبية مطالبا الى حوار فعال بين الاسلام والغرب لوضع حد لاولئك الذين يحرضون الجهيتن المذكورتين على محاربة بعضهما البعض / مؤكدا هو واستاذ العلوم السياسية والتاريخ الوسيط في جامعة مدينة ريجنسبورج ان الارهاب لا علاقة له بتعاليم الاسلام بل وريث الثورة الفرنسية التي كانت اسبابها الرئيسية حرمان الطبقة العاملة من الحقوق واستعبادها مؤكدان ان الغرب يخطئ تماما الصاق الارهاب بالاسلام والتشجيع على ذلك مشاركة الغرب الفعالة للارهاب بالحرب على الاسلام مؤكدان ان العالم يعيش حاليا في حرب بين التطرف والحكمة .
ربما تكون محاولة الانقلاب بتركيا والانتقادات والاراجيف التي تتعرض لها السعودية وغيرها درس للجميع وقديما قال عنترة :
يريك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب
وسوم: العدد 678