إبادة حلب مستمرة لكن مفاوضات كيري ـ لافروف نجحت ؟!
جرياً على مقولة نجحت العملية ولكن المريض مات، يتكرر اليوم كذب ونفاق المجتمع الدولي المجرم بأن المفاوضات ناجحة والهدنة والابتسامات والقبلات بين توم كيري وجيري لافروف متواصلة، بينما حلب تباد بكل معنى الكلمة ويستنسر البغاث بسمائها ويجربون أسلحتهم المجرمة من صواريخ ارتجاجية ربما عرفها أو سمعها العالم لأول مرة..
منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن درجت الإدارة الأميركية على التعاطي مع القشرة بدلاً من الجوهر، وعلى التأثيرات والتداعيات بدلاً من أصل وجوهر المشكلة، والكل يعلم أن جوهر الثورة السورية إزاحة نظام ديكتاتوري إجرامي حول المشكلة السورية من مشكلة محلية بين شعب يريد الانعتاق من العبودية الأسدية، إلى مشكلة اقليمية باستدعاء كافة المليشيات الطائفية والأجنبية ومن خلفهم إيران، ثم إلى مشكلة دولية باستدعاء روسيا لدعمه في قتل الشعب السوري، والآن تنجر الإدارة الأميركية إلى مواجهة ذيول الأزمة ممثلة بما تصفه بالإرهاب ونحوه وتتغاضى عن جوهر المشكلة وهي إزالة عصابة مجرمة قتلت وشردت واعتقلت أكثر من نصف الشعب السوري ولا زالت ..
المضحك هو تعليق وزير الخارجية الأميركي جون كيري على القصف الروسي أو السوري لعمال الإغاثة في حلب وهو قوله "الهدنة لم تمت" وقد صدق في هذا فمن مات هم عمال الإغاثة الذين لا يعنون شيئاً لأميركا وروسيا وغيرهما ما داموا أرقاماً يُضافون إلى بورصة قتل الشعب السوري اليومية، ومن قبل قالت نفس الشيء الإدارة الأميركية عن نجاح اتفاقها في تجريد الكيماوي من العصابة الطائفية مقابل بقائها في السلطة كما كشفت لاحقاً الوول ستريت جورنال عن تفاصيل الصفقة الإيرانية ـ الأميركية 2013، فقد تعامت طوال تلك السنوات الإدارة الأميركية عن استخدام العصابة الطائفية للكلور السام ضد الشعب السوري بحجة نجاحها الباهر في تجريده من الكيماوي، بينما كل المؤسسات الدولية تشير وتؤكد على مواصلته استخدام الكيماوي ومشتقاته، ولكن وهم الاتفاقيات الذي كانت تروج له الإدارة الأميركية مع العصابة تهرباً من استحقاقاتها في سوريا قد أسكرها حتى الثمالة، وإلا فكيف نفسر ضرب العصابة الطائفية بعدة قرارات لمجلس الأمن الدولي، ومنها منعه من استخدام البراميل المتفجرة إلا في سياق التواطؤ الكامل لهذه الإدارة مع العصابة الطائفية، وهو ما يكذبها بالتمام والكمال على أنها صديقة للثورة السورية كما تعلن وتتشدق كذباً وزوراً وبهتاناً..
هذا التواطؤ الأميركي ضد الثورة السورية دفع الشعب السوري إلى الاحتماء بجبهة فتح الشام وغيرها من الجماعات التي تنظر إليها الإدارة الأميركية على أنها إرهابية لسبب بسيط وهو أن هذه الجماعات يُنظر إليها شعبياً على أنها الوحيدة القادرة على حمايته من بطش العصابة الطائفية وحلفائها، بينما رأينا ما حل للمدنيين في المناطق التي لا تتواجد فيها هذه الجماعات من حصار وتجويع وطرد وإبادة، ومع هذا كله تواصل الإدارة الأميركية سياساتها بالتركيز على ما يخص أعداء الشعب السوري وليس على ما يخصه ويعانيه الشعب لعقود ، من تسلط عصابة طائفية استبدادية مجرمة عممت معاناة السوريين حتى على العالم الآخر بتحويل الهجرة إلى كارثة لأوروبا وغير أوروبا..
وعلى الرغم من كل هذا المسلسل الدموي الطائفي الإجرامي المتواصل لا تزال الإدارة الأميركية تكافئ القاتل بعبارتها التي لم تعدلها قيد أنملة وهي أن الحل سياسي ولا حل عسكري، في الوقت الذي تعرف الإدارة أكثر من غيرها أن هذه العصابة لن تقبل بمليم واحد يزحزحها عن السلطة، وقد رأينا كيف أن حلها السياسي أفلح في إجباره على خلع الكيماوي فلولا التهديدات والتلويح بالحرب العسكرية لظل يُغرد بالكيماوي بحسب فنانيه القتلة، كما وصفوه، وذلك إلى أن يفنى هو أو يفنى الشعب، وبالتالي فإن مقولة الحل العسكري ليس حلاً هو مكافأة له، وتشجيعاً له على مواصلة إجرامه وتطمينه على أنه لا نية لدى أميركا وغيرها بدعم عسكري فعلي ونوعي للثوار المعارضين، فالكل يعلم أن حله العسكري التدميري التهجيري مستمر ومتواصل، والحل السياسي الأميركي المتخاذل والمتواطئ متواصل في تواطئه وخذلانه، يضاف إلى التعهد حتى بمنع الأصدقاء والأشقاء من تزويد السوريين بما يدافع عنهم ويحميهم..
وسوم: العدد 687