الموصل مع حلب تحرير الأرض وتدمير الإنسان، بين «وشيكة» و«نزيهة»
هي دوما «وشيكة»… تلك العملية العسكرية التي يلوح بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مجددا عبر شاشة «العراقية»، التي استضافت الرجل لشرح كلمة «وشيكة» عندما يتعلق الأمر بـ»تحرير الموصل».
الإعلام العراقي الطائفي يلعب أيضا بالمفردات والتفسيرات… مفردة تحرير الموصل تعني قرب طرد وتعذيب أهلها الذين اختطفهم تنظيم «داعش» عبر ميليشيات ما يسمى الحشد الشيعي… قصفهم… قتلهم… سجنهم… ربما تجويعهم، كما حصل تماما في الفالوجة، حيث يتم تحرير الأرض من التنظيم المتشدد والإصرار على تصفية الإنسان.
يفعلها النظام السوري وهو يقصف الأهالي لأنهم «علقوا» بين فكي الكماشة.
سمعت العبادي عشر مرات على الأقل في غضون شهرين يتحدث عن «وشيكة»، عبر شاشات المحطات، دون أن توشك فعلا، والسبب برأيي بسيط جدا فالمعلم الأكبر أو الشيطان الأكبر لم يطلق بعد الضوء الأخضر لإكمال المشوار في الموصل.
«وشيكة» تشبه مفردة «نزيهة» في بلادنا عندما يتعلق الأمر بالإنتخابات في «بلاد العرب أوطاني»… أي أوطان هذه؟!
«العم فودكا» و«الأنكل سام»
راقبت محطة «موسكو» جيدا وتحديدا الناطقة بإسم خارجيتها، وهي تهدد بوضوح الولايات المتحدة من «تحولات مخيفة» في الشرق الأوسط إذا ما قصف الجيش الأمريكي دمشق أو الجيش النظامي السوري.
هذه تهديدات لها ما يبررها من «مقاول الباطن»، الذي وكله الأمريكيون علنا بإدارة المشهد السوري… هذا ما يحصل عادة عندما يتم توكيل مقاولين يسيطرون على الميدان ويريدون ابتزاز الكرة الأرضية.
روسيا تتصرف مع الشعب السوري بوحشية، وعلى طريقة عصابات المافيا، وإذا ما فكرت واشنطن بالتخفيف من «فزع» الأمين العام للأمم المتحدة بعدما أمطرنا طوال سنين خدمته بالتعبير عن القلق والفزع… إذا حصل ذلك يستطيع فلاديمير بوتين تذكير الأمريكيين بشغلهم العصاباتي في العراق وبملجأ العامرية مثلا.
شعب مدينة كانت تعزف الموسيقى للعالم مثل حلب عالق اليوم بين إستعراضين، الأول لفتية الكاوبوي والثاني لعصابات المافيا الروسية و«العم فودكا» يتوسع في تجاوز التفويض الممنوح له العام الماضي من قبل «الأنكل سام» والسباق على التالي: أيهما يلتهم أكثر من لحم أطفال حلب وجوارها «السوخوي» أم «أف 16»؟
الأمة العربية بدورها مشغولة بجنازة قاتل دموي من وزن شمعون بيريز وكل همها إظهار تمنياتها له بان «يرقد بسلام»، الأمر الذي لا يمكنه فعله في الأحوال كلها، فقد مات العجوز وعظامه ستتحول قريبا إلى مكاحل، وسيلاقي العدالة الإلهية ببضعة مجازر وبحر من الدماء.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
شيمون بيريز.. هل يرقد فعلا بسلام؟ الموصل مع حلب تحرير الأرض وتدمير الإنسان…
وسوم: العدد 688