الملاعب الاحوازية ما بين الأمس واليوم

أحمد أبو إخلاص الأحوازي

أحمد أبو إخلاص الأحوازي

منذ ان دنس الفرس المحتلين ارض الاحواز عام 1925 حتى هذه اللحظة حاول شعبنا العربي الاحوازي النهوض و مقاومة الاحتلال بكل الطرق و في كل مرة كان يواجه القوة القمعية الفارسية بصدور عارية ليروي ارضه بدمائه الطاهرة.

من الطرق التي استغلها الاحوازيين لابراز هويتهم العربية وللتاكيد على صمودهم و رفضهم للاحتلال الفارسي ، الملاعب الرياضية ، خاصة ملاعب كرة القدم حيث للاحوازيين قدرة و مهارة عالية في هذه الرياضة. و اذا ما عدنا بالتاريخ الى الوراء و بالتحديد الى النظام الملكي نجد هناك فريق احوازي استطاع ان يجتاز جميع الفرق الفارسية و ان يكون له اسما لامعا ليس على مستوى ما تسمى ايران فحسب بل انما حتى على مستوى الدول العربية.

كان فريق ارفيش الاحوازي من الفرق التي واجه الفرق الفارسية و استطاع ان يهزمها في الكثير من المباريات حتى اصبح هذا الفريق خير ممثلا للشعب العربي الاحوازي و بدات انذاك الاذاعة العراقية تذكر بطولاته و تحيي فيه عن ما يقوم به من فوز على الفرق الفارسية ، الامر الذي اخاف الفرس كثيرا و تحركوا لضرب هذا الفريق لابعاده من الشارع الاحوازي حيث وقتها اعتقل البعض من لاعبيه و حكم عليهم بالسجون طويلة الامد و البعض الاخر فر هاربا من بطش الفرس به و من وقتها بقى اسم فريق ارفيش يسطع لامعا في سماء الاحواز و لن ينسى من الذاكرة ابدا.

لن تكون نهاية فريق ارفيش نهاية الملاعب بالنسبة للاحوازيين بل انما بدأ فريق احوازي آخر يلمع كما كان فريق ارفيش و لمع فيه لاعبين من الاحواز و تحدوا الفرق الفارسية حينها بكل قوة و اصبح هذا الفريق بمثابة فريقا وطنيا للاحوازيين تُتابع اخباره لحظة بلحظة. كان فريق شاهين احواز يواجه الفرق الفارسية في الاحواز المحتلة و في المدن الفارسية و كان يهزمهم و اصبح متابع من قبل الشعب العربي الاحوازي و باتت الجماهير تهتف بأسم لاعبيه و بالمباراة التي يخوضها مع الفرق الفارسية و يفوز بها و لن تقام مباراة في الاحواز العاصمة الا بعدها كان يسير الاحوازيين في مسيرات عارمة بمثابة مسيرات احتجاجية و كانوا يرفعون فيها هتافات وطنية تؤكد على عروبة الاحواز و رفضهم التام الى الاحتلال الفارسي ، الامر الذي زرع الرعب و الخوف في قلوب المحتلين مرة اخرى و ليبدؤوا بحياكة الدسائس و الالاعيب لضرب الفريق انذاك حيث ادخلوا فريق شاهين احواز بمشاكل مالية صعبة للغاية و في نفس الوقت عملوا على ضرب لاعبين الفريق و ابعادهم منه باي سببا كان و نجحوا في تضعيفه و انهاءه عندها.

و لن تتوقف الملاعب الاحوازية في هذه المرحلة ايضا كما لن تتوقف في سابقاتها حيث اخيرا ظهر فريق احوازي جديد ينافس الفرق الفارسية و يفوز عليها بجدارة ليسعد شعبنا العربي الاحوازي. و اصبحت اي مباراة يقوم بها فريق فولاذ الاحوازي على ملعب الاحواز بمثابة ثورة حقيقية يفرض الشعب العربي الاحوازي نفسه على الاعلام و على المحتلين الفرس. و استطاع هذا الفريق ان يتوج بالكاس على مستوى جغرافية ما تسمى ايران و ان يفوز على الكثير من الفرق العربية في مباريات كاس اسيا.

باتت انتصارات فريق فولاذ الاحوازي تشكل خطرا على الاحتلال الفارسي حيث ان المحتلين سعوا و بكل قوة على عدم منح الاحوازيين اي فرصة لابراز هويتهم و منعوا الاعلام من التواجد في الاحواز طيلة فترة الاحتلال و وضعوا الاحوازيين في سجن كبير اسمه الاحواز ، ولكن الملاعب الاحوازية فتحت بابا لكسر ما يقوم به المحتلين من تكميمهم للافواه ، ولكن في الفترة الاخيرة نجد هناك تحركات فارسية خطيرة و مشبوهة لغلق هذا الباب كما اغلقت من قبله الابواب الاخرى حيث بدات من اعطاء اسهم شركة فولاذ الى المستثمرين الفرس العنصريين و بدأ هولاء الجدد الضغط على لاعبي فريق فولاذ و من جانب اخر و بعد كل مباراة يخوضها فريق فولاذ نرى هناك غرامات مالية ثقيلة تفرض على الفريق الامر الذي واضح و جلي انه لعبة جديدة للقضاء على هذا الفريق.

كما ذكرت سلفا ان الاحتلال الفارسي حاول خلال التسعة عقود الماضية ابعاد الاحوازيين من العالم و وضعهم في سجن اسمه الاحواز حيث نجد هناك العشرات من المعسكرات تحيط بالاحواز العاصمة و مثلها تحيط المدن الاحوازية الاخرى و كل ذلك لمنع خروج اي صوت احوازي الى العالم يثبت ان الاحواز عربية و الفرس ليسوا الا محتلين ، ولكن كل مخططات الفرس بائت بالفشل بعد ما اثبت الاحوازيين انهم صامدين صابرين و مستمرين في نضالهم و كشفهم لحقيقة الفرس المخزية ،و ان اليوم اصبحت القضية الاحوازية تتداول في المؤسسات الدولية وهناك العديد من التنديدات التي تصدر يوميا عن ما تقوم به السلطات المحتلة بحق المواطنين الاحوازيين.