الاختراق أخطرسلاح .. وأشكاله كثيرة !

* اخترق اليهود ، الفكرَ الإسلامي ، عبر بعض الشعارات التي رفعوها..

*اخترق ابن سلول المنافق ، الصفّ الإسلامي ، بسهم مسموم ، رماه ، بحق أمّنا عائشة ، وتبلبل الصفّ كثيراً ، وخاض في الأمر، بعض كبار الصحابة .. حتى أنزل الله ، براءة أمّنا ، في القرآن الكريم ، بآيات واضحات .. فقمِعت فتنة ابن سلول !

*  رمى اليهودي ابنُ سبأ ( ابنُ السوداء ) سهماُ مسموماً ، ألّه فيه ، عليّ بن أبي طالب .. وثِقفه بعض المجرمين السفهاء ، وتابعوا ابن السوداء ، في فتنته الخبيثة .. ثمّ طوّر الشيعة الفرس ، الفتنة ، حتى صارت عندهم ، ديناً ! ورفعوا لها شعاراً ، هو: محبّة آل البيت الكرام . وطوّروا فتنتهم ، طوراً آخر، حتى انتشرت واتسعت ، وصارت تدعى : مذهب الشيعة ، أو التشيّع ! وخرجت ، من تحت عباءة هذ المذهب ( الدين ) ، مجموعات كثيرة ، من الفرق الباطنية الضالّة ، عاثت فساداً في الأمّة ، من شرقها إلى غربها ! وما يزال دين الرافضة الخبيث ، قائماً إلى اليوم ، وهم يخترقون به جسد الأمّة ، بالشعارات الخادعة .. ويضلّلون البُله والحمقى ، بشعار محبّة آل البيت ! وهم لايقيمون وزناً ، لكتاب ، ولا نبيّ ! ومذهبهم ( دينهم ) ، ابتدِع ، أساساً ، لهدم الإسلام من جذوره !

* اخترعت القوى الصهيونية والصليبية ، في العصر الحديث ، حزباً علمانيا ، سمّته : حزب البعث العربي الاشتراكي ..لتضلّل به المسلمين ، عبر العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي! وقد عَلم العرب والمسلمون ، مافعله هذا الحزب ، عبر نصف قرن ، من سيطرته على مقاليد الحكم ، في دولتين ، هما : سورية والعراق !

*  اخترقت القوى الصليبية ، والفارسية الصفوية ، صفّ الجهاد الإسلامي ، بشعار جديد ، هو شعار الخلافة ! وجنّدت مجموعات ، من شذاذ الآفاق ، لتقتل المسلمين ، تحت هذا الشعار، إمّا بأيديها ، وإمّا بحجة محاربتها ، بصفتها تنظيماً إرهابياً ، يشكّل خطراً على العالم كله ! وما تزال قوى الشرق والغرب ، تذبح المسلمين ، بحجّة محاربة هذا الشعار، وحمَلته المجرمين !

- هذه الاختراقات ، وغيرها الكثير، في أنحاء العالم الإسلامي ، جاءت من قوى خارجية : صليبية وصهيونية ومجوسية ! لكن الأخطر منها ، هو: تلك الاختراقات ، التي يصنعها أشخاص من داخل الصف الإسلامي ، عبر أفكار ونظريات ، وصَرعات في السياسة ، أو في فلسفة السياسة .. تبلبل الصفّ ، وتشرذمه ، وتشتت أفكاره ، وتمزق عناصره ، بين مؤيّد لهذه الفكرة ، ومعارض لها..وبين متبنّ لهذا الرأي ، ومخاصم له ! وكل ذلك ، تحت شعارات برّاقة مثل : حرّية الرأي ، والواقعية ، وضرورة التجديد ، والرغبة بمواكبة العصر، وإرادة التطوير، والحرص على إصلاح المنهج .. وغير ذلك ؛ ممّا ينتشر في العقول ، انتشار النار في الهشيم ، دون أن يستطيع أحد السيطرة عليه ! وكثيرون من حملة الشعارات ، آنفة الذكر، يحسبون أنهم يحسنون صنعا !

وغنيّ عن البيان ، أن الشعارات ، الآنف ذكرُها ، إنّما هي بدَهيات أوّلية ، من بدهيات التفكير السويّ ، سواء أكان تفكيراً سياسياً ، أم اجتماعياً ، أم اقتصادياً ، أم تربوياً ، أم دعوياً ..!

 إلاّ أن  الأسئلة ، التي تطرح ، على حمَلة هذه الشعارات ، هي – أيضاً - من بدهيات التفكير السويّ ، ومنها ، على سبيل المثال :

مَن يصوغ هذه الشعارات ، صياغة مناسبة ، مقنعة للناس ، وقابلة للتطبيق !؟ ومن يضع هذه الشعارات ، موضع التطبيق !؟ وكيف !؟ وضمن أيّ ظروف !؟ من المؤهّل ، لوضع هذه الشعارات ، موضع التطبيق ، والمخوّل بذلك !؟ لتكون من جهةٍ ذاتِ صلاحية ، لامجرّد اختراقات فكرية ، صادرة من أناس غير مؤهّلين ، ولا مخوّلين .. ويمكن أن يكونوا هواة للمغامرات الفكرية ، أو حالمين ، أو يحبّون التسلية بالأفكار الطريفة ، دون تقدير لخطورتها ، أو خطورة طرحها ، في غير أنساقها الملائمة ! هذا ؛ إذا وضِع حسنُ الظن ، في الحسبان ، لدى النظر بنيّاتهم وأهدافهم !  ولنتصوّر قبيلة ما ، هاج أبناؤها ، وماجوا ، في دوّامة الهوَس بالشعارات ، وبحبّ التغيير؛ فقام كل منهم ، يحمل شعاراً ، أو رأياً ، يتبنّاه ، ويدعو الآخرين إليه : هذا يدعو إلى تغيير اسم القبيلة ، باسم معيّن ، يخالفه فيه ذاك ، مقترحاً اسماً غيره .. وثالث يقترح اسماً ثالثاً ، مخالفاً لصاحبيه .. ورابع وخامس وسادس ..! وهذا يدعو إلى تغيير زعيم القبيلة ، مرشحاً زيداً ، بدلاً منه ، فيدعو آخر، إلى ترشيح عمرو، ويرشح ثالث سعيداً ، ورابع يرشح بَكراً .. وخامس وسادس وسابع : كلّ يرشح رجلاً ، يراه الأكفأ والأجدر! وهذا يقترح تغيير بعض قيَم القبيلة وعاداتها ، فيتصدّى له ذاك ، مفنّداً رأيه ، ومقترحاً تغيير عادات أخرى ، بدلاً من التي ذكرها الأوّل , ويصيح بهما ثالث ، مفنّداً رأييهما ، ومصرّاً على تغيير عاداتٍ وقيَم ، غير ماذكراه !  وينبري الرابع والخامس والسادس ، كل يفنّد آراء سابقيه ، داعياً إلى آراء جديدة ! وكلّ ذلك تحت شعار: حرّية الرأي ، أو إرادة التغيير والتطوير والتحسين والإصلاح !  

           فكيف يكون حال القبيلة ، عندئذ !؟ وما مصيرها !؟

         وكيف يكون  الحال ، إذا انتشر هذا الهوَس ، ضمن تنظيم ، له ضوابطه ، وأصول التعامل ، بين مؤسّساته وأفراده !؟

  وكيف ينظر أفراد التنظيم إليه !؟ وكيف ينظر إليه الآخرون !؟ وكيف يتعاملون معه !؟

  والأخطر من هذا كله ، أن هواة التغيير ، وفلاسفته ، ومنظّريه.. لايكونون مستعدين - في الغالب .. إلا من رحم ربّك - لتقبّل أيّة نصيحة ، تدعوهم إلى الكفّ عن العبث الفوضوي ، بالأفكار والآراء..ويتهمون كل من ينصحهم بالتروّي والحذر- لدى طرح آرائهم - بأنه متسلّط ، أو دكتاتور، أو متزلف لأصحاب السلطة القائمة .. أو جاهل منغلق ، لايحبّ التغيير والتطوير، والتحسين والتحديث..وأنهم ، هم ، وحدهم ، الذين أوتوا الحكمة وفصلَ الخطاب !   

وسوم: العدد 693